مباحثات مكوكية فى فيينا تجريها مجموعة «4+1» لتقريب وجهات النظر بين الجانبين الأمريكى والإيرانى
مباحثات مكوكية فى فيينا تجريها مجموعة «4+1» لتقريب وجهات النظر بين الجانبين الأمريكى والإيرانى


محادثات «فيينا» خطوة لكسر جمود الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران

الأخبار

السبت، 10 أبريل 2021 - 08:13 م

بقلم/ مروة حسن حسين

اختتمت فى العاصمة النمساوية فيينا أمس مباحثات استمرت 4 أيام، بحثا عن تسوية تقضى لعودة إيران والولايات المتحدة للإلتزام بالاتفاق النووى، كما بدأ الطرفان مفاوضات حول ملف المعتقلين.

وكما كان متوقعا لم تحدث مباحثات فيينا أى اختراق حقيقى فى مواقف الولايات المتحدة وإيران. وأن ما تم فعليا دراسة إمكانية التجاوب المتبادل بين الجانبين، حيث ركزت المحادثات غير المباشرة على القضايا الأساسية، وهى التأكيد على الخطوات النووية التى يتعين على إيران القيام بها وفقاً لالتزاماتها، وأيضاً الخطوات التى يجب أن تتخذها الولايات المتحدة حتى يمكن العودة إلى الاتفاق.

لا تزال الخلافات قائمة وعميقة بين إيران من جهة، والولايات المتحدة من جهة ثانية، باعتبارهما الطرفين الرئيسيين للأزمة الراهنة. فإن مجموعة "4+1" التى أجرت مفاوضات مكثفة مع الجانبين الإيرانى والأمريكى على حد سواء، خلال الأيام الأخيرة، سواء على مستوى الخبراء أو رؤساء الوفود المشاركة، لم تنجح بعد فى تقريب وجهات نظر الطرفين للوصول إلى حلول وسط. حيث لم تسجل مباحثات فيينا اختراقا كبيرا، وما زالت وجهات نظر الطرفين الأمريكى والإيرانى متباعدة. غير أنها كشفت، فى الوقت ذاته، عن أن واشنطن أبدت مبدئيا مرونة فى رفع العقوبات التى لا تتناغم مع الاتفاق النووى، لكن فى قضية تسمية هذه العقوبات التى يجب أن ترفع لا يزال هناك خلاف عميق بين الطرفين، حيث لا ترى واشنطن أن بعض العقوبات التى فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب على إيران، تحت مسميات مثل مكافحة الإرهاب، يتعارض مع الاتفاق النووى، بينما تؤكد طهران على ضرورة رفع 1600 عقوبة فرضت عليها مرة واحدة، والعودة إلى تعهداتها بعد ذلك، وبعد التحقق.

بذلت مجموعة "4+1" جهودا كبيرة خلال المباحثات على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة، لتقريب وجهات النظر بين الجانبين الأمريكى والإيرانى وطرحت خططا عدة على الجانبين، منها البدء بخطوات صغيرة كبادرة لحسن النوايا، بحيث ترفع واشنطن عقوبات مقابل عودة إيران إلى التزامات نووية، على أن تستكمل بخطوات أخرى أكثر أهمية، لكن الجانب الإيرانى ما زال مصرّا على رفع جميع العقوبات، ويرفض وقف تخصيب اليورانيوم فى إطار حل مرحلى. كما تريد الولايات المتحدة أيضًا إقناع إيران بالتفاوض بشأن مهل أطول للاتفاق وبدء المزيد من المحادثات حول الحد من الصواريخ الإيرانية ودعم الحلفاء والميليشيات الشيعية عبر المنطقة، بما فى ذلك سوريا والعراق ولبنان.

فى حين ترى إيران إنه ليس لديها مصلحة فى التفكير فى إجراء مزيد من المفاوضات حتى تستعيد الولايات المتحدة الوضع السابق وتنضم من جديد إلى الاتفاق.

وتعترى المفاوضات عثرات عدة، بدءاً من إقناع طهران بالعودة إلى التزاماتها النووية، وموافقة واشنطن على رفع للعقوبات عن الأولى، وصولاً إلى التصعيد الإسرائيلى حيال الملف النووى الإيرانى. وكان الاجتماع الأول للجنة المشتركة "4+1"، وتضمّ ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا مع إيران، قد عُقد يوم الثلاثاء الماضى، وتم خلاله الاتفاق على تشكيل مجموعتين من الخبراء، عملوا طوال الأسبوع حول مسألتين: التزامات إيران النووية والعقوبات الأمريكية، واجتمعت الأطراف مجدداً، يوم الجمعة، لتقييم مدى التقدم المحرز.

هدف إحدى مجموعات العمل يتمحور حول "فحص بنود خطة العمل الشاملة المشتركة التى انتهكها الإيرانيون"، رداً على إعادة فرض الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب عقوبات عليهم، ودراسة كيف يمكن التراجع عنها. لكن العملية لا تزال فى بدايتها، مع إطلاق طهران، فى مطلع شهر يناير الماضى، مسار إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 فى المائة، وهى نسبة أعلى بكثير من الحدّ الذى حدّده الاتفاق. ويبلغ مخزونها الآن 55 كيلوجراماً، حسب منظمة الطاقة الذرية الإيرانية. وفى فبراير الماضى، أعلنت البدء فى إنتاج اليورانيوم المعدنى، إضافة إلى تقليص عمليات التفتيش التى تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وتبدو واشنطن مستعدة لتخفيف العقوبات على طهران، إذ سبق لمبعوثها، روب مالى، أن أشار إلى "رفع العقوبات التى تتعارض مع الاتفاق". وكرّر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، الموقف نفسه، قائلاً إن بلاده مستعدة لرفع أى عقوبات مفروضة على إيران لا تتسق مع الاتفاق النووى، ولاتخاذ الخطوات اللازمة للعودة إلى الالتزام ببنود الاتفاق. لكن طهران استبقت الجولة الثانية، بتأكيد مواقفها من ضرورة رفع جميع العقوبات والتحقق منها على أرض الواقع، والتهديد بوقف المفاوضات إن لم تحرز تقدماً فى رفع العقوبات. واللافت، أن الجانبين الروسى والصينى يسعيان إلى إقناع الجانب الإيرانى بحل وسط لرفع العقوبات، نظرا لصعوبة رفعها بالكامل ومرة واحدة، لافتة جميع الأطراف إلى أنها تأمل من خلال إطالة أمد المفاوضات وعقد لقاء آخر الأربعاء المقبل على مستوى مساعدى وزراء الخارجية، وقبله عقد مباحثات فنية على مستوى الخبراء، فى إيجاد حلول مرضية للجانبين الإيرانى والأمريكى، لكن لا ضمانات للوصول إلى هذه الحلول.

ترى كيلسى دافنبورت مديرة سياسة حظر انتشار الأسلحة فى جمعية أرمز كونترول اسوسيييشن ان الدبلوماسية المكوكية هذه ليست مثالية لكن الاتحاد الأوروبى فى موقع جيد لإخراج الوضع من الطريق المسدود وتنسيق الإجراءات الضرورية لإحياء الاتفاق بغض النظر عن وجود أطراف تريد تقويض الاتفاق فى كل من البلدين.. ولم يتضح بعد ما إذا كان حادث تعرض السفينة الإيرانية لهجوم فى البحر الأحمر سيؤثر على التقدم الطفيف فى مسار العودة للاتفاق النووى.

حيث تعرضت سفينة إيرانية لهجوم الثلاثاء قرب السواحل اليمنية بالبحر الأحمر، ويأتى الهجوم الذى لم توضح نوعيته فى ظل سلسلة من الهجمات تنسبها تقارير أجنبية لإسرائيل فى إطار ما يمكن تسميته بـ"الحرب البحرية" بين طهران وتل أبيب.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة