الأحد، 11 أبريل 2021 - 11:36 ص

"اليقظة والفطنة والفراسة" هي مهارات غير مكتسبة لكن يستطيع الإنسان أن ينميها، كما اشتهر العرب بالفراسة ومن المواقف التي تحكى عندما تقدم إلى إياس بن معاوية أربع نسوة، فقال: أما إحداهن فحامل، والأخرى مرضع، والثالث ثيب، والأخيرة بكر فنظروا فوجدوا الأمر كما قال.

قالوا: كيف عرفت؟  فقال: أما الحامل فكانت تكلمني وترفع ثوبها عن بطنها فعرفت أنها حامل، وأما المرضع: فكانت تضرب صدرها فعرفت أنها مرضع، وأما الثيب: فكانت تكلمني وعينها في عيني فعرفت أنها ثيب، وأما البكر: فكانت تكلمني وعينها في الأرض فعرفت أنها بكر.  

كل هذه الصفات بجانب إلى الذكاء الفطري اجتمعت في "حسن حسين قنديل", فتبدأ قصة "حسن" كما رواها لمجلة أخر ساعة في 14 نوفمبر 1956؛ حيث كان يعمل سائقا على إحدى سيارات الخبراء البريطانيين في منطقة القناة وعندما بدأ العدوان الثلاثي على مصر أسرع وترك عمله ولم ينتظر أن يستلم مرتبه، وذهب إلى الإسماعيلية وتطوع مع المقاتلين في إحدى الوحدات فهو "جندي سابق" ووقع أسيرا في حرب فلسطين 1948.

اقرأ أيضا | «سلك في البحر».. أغرب قضية تجسس لفنان بالإسكندرية

كما تعلم قنديل بعض الكلمات العبرية أثناء أسره, وعندما كان يحرس إحدى مبنى سكة حديد لمدينة الإسماعيلية اشتبه بامرأة ذات الأربعين من عمرها رغم جمالها إلا أنها تفتقد الأنوثة وحتى في طريقة سيرها وزاد اشتباه حسن أكثر بسبب نظراتها الغريبة لمواقع التحصين المصرية.

هنا اعتقد أنها جاسوسة أجنبية, فاقترب منها وبداخله شكوك عديدة تجهها وقرر أن يفعل شيئا حتى يثبت شكوكه أو ينفيها، أما تفاصيل  قصة القبض على الجاسوس فبدأت حين اقترب منها حسن وقال لها: الساعة كام؟

قالت بلهجة عربية مكسرة: ما عنديش ساعة. 

 وعاد يقول لها باللغة العبرية: "شالون كيري" تعني "سعيدة يا عزيزتي"

 فوجئ بقولها: "اتاي يا هوت؟" وتعني "هل أنت يهودي؟"

 قال لها: " كين" وتعني "نعم" وتمالك سلاحه بأكثر قوة

 قالت:  "ايفولما دتاه؟"  تعنى أين تعلمتها؟   

قال لها وهو يشهر سلاحه في وجهها: في "الدافال سكول" يا بنت ال.... تعني في المدرسة اليهودية

 وانتبه من حوله من المقاومة الشعبية والتفوا حوله وجاء البوليس الحربي "الجيش" وتم تسليم الجاسوسة لهم, وأثناء التحقيقات تبين أنه رجل ومتنكر في زي امرأة حتى يستطيع التجسس ونقل أخبار المصريين.

العدوان الثلاثي هي حرب شنتها كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر في عام 1956م، وهي ثاني الحروب العربية الإسرائيلية بعد حرب 1948، وقام العدوان إثر قيام جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس وكانت كل من بريطانيا وفرنسا قد اتفقتا مع إسرائيل على أن تقوم القوات الإسرائيلية بمهاجمة سيناء وحين يتصدى لها الجيش المصري تقوم بريطانيا وفرنسا بالتدخل وإنزال قواتهما في منطقة قناة السويس ومحاصرة الجيش المصري. 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم