كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

المتعاطفون مع الإخوان !

كرم جبر

الأحد، 11 أبريل 2021 - 07:20 م

أتذكر قبل 25 يناير كان يطلق على جماعة الإخوان المحظورة، وفي برنامج تليفزيوني في القناة الأولى، قال أحد المذيعين المشهورين لمسئول كبير،‭ ‬ هم ليسوا محظورين‭‬ أنتم المحظورون، في تليفزيون الدولة وبرنامجها الأشهر.

وبعد 25 يناير امتطى زعماء الجماعة البرامج الفضائية الشهيرة، وكان للبعض دور كبير فى تسهيل عملية السطو على الدولة المصرية، وفرشوا البرامج والحوارات بأفكار إخوانية.

وفي الركاب سارت قطاعات كثيرة مؤثرة فى المجتمع‭،‬ أبرزها تغيير أغلفة الكتب المدرسية، ووضع صورة محجبة وملتح‭،‬ إيذاناً بأخونة التعليم وبقية مؤسسات الدولة.

لم يخطر ببال الإخوان أن المصريين سوف يخلعونهم من السلطة‭،‬ التي ألبسوها رداء الشرعية الزائفة، واغتروا بقوتهم الوهمية واستعانوا بالمتحولين فى تثبيت أركانهم.

لا نريد أن ننكأ الجراح‭،‬ ولكن منذ يونيو تظهر على استحياء دعوات للمصالحة بنفس الأساليب القديمة التى مهدت للاختراق، وأصبح ضرورياً سد الثغرات أولاً بأول.

منع الاختراق مهمة ليست سهلة، لأن المتعاطفين مع الإخوان يتلونون بلون الأرض التى يقفون عليها‭,‬ فيصعب أن تميز أشكالهم، وتبذل جهداً كبيراً حتى تفهم أفكارهم.

يظنون أن "المسكنة" والاستضعاف، أشياء ضرورية فى المرحلة الحالية، حيث اشتدت قوة الدولة، وعادت أجهزتها الأمنية تراقب وتحدد وتضبط‭،‬ وتنظف المسرح أولاً بأول.

ويظنون أن التحايل يؤتى ثماره‭,‬ فيؤيدون علناً ويطعنون سرا‭,‬ ونحن فى مرحلة صعبة تحتاج تحديد المواقف والبعد عن الالتباس‭،‬ والتخلص من طريقة "أنا معك.. ولكن".

من باب التكرار نقول إن الغدر مثل دماء تجرى فى عروق الإخوان منذ نشأتهم حتى الآن، ولم تهنأ البلاد بالراحة منذ مولدهم الكئيب‭،‬ ولم يتركوا نظاماً إلا ارتموا فى أحضانه بداية‭,‬ ثم انقلبوا عليه فى النهاية.

ومن باب التكرار نقول للمتعاطفين مع الإخوان أن الديمقراطية لدى الإخوان، هى عربة الشيطان التى يركبونها وصولاً إلى السلطة، ثم يقفزون من العربة ويحرقونها بمن فيها.

تجاربنا معهم أكثر مرارة، فبعد أن تابوا ورجعوا فى مبادرات السجون‭,‬ عادوا بعد 25 يناير يتبرأون من التوبة، ويثنون على قتلة السادات، ويقولون إنه عمل شرعى كان واجبا على كل مسلم، وهو الذى أخرجهم من المعتقلات ومنحهم قبلة الحياة.

لم يذرفوا دمعة واحدة ولا كلمة اعتذار على شهدائنا الأبرار‭,‬ واعتبروا قاتليهم من الإرهابيين شهداء يدخلون الجنة‭,‬ فبأى وجه يتخفى الإخوان‭,‬ ويدسون السم فى السم.

لا أدرى ما السبب بالزج بالإفراج عن الإخوان كلما تعرضت البلاد لابتزاز خارجى‭,‬ وحتى فى وباء كورونا، ظهرت أصوات على استحياء تطلب العفو لهم دون سائر السجناء.

وحين تختلط الأوراق وتتخفى الميول والاتجاهات، وتتغير المبادئ بلون المسرح، ويرتدى المتعاطفون مع الإخوان أثواب الناصحين، فإن الامر يحتاج إلى اليقظة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة