اسلام دياب
اسلام دياب


القارىء وأنا

رمضان خاص جدًا

إسلام دياب

الأحد، 11 أبريل 2021 - 07:23 م

تهل علينا غدًا نفحات شهر رمضان الكريم، لكن رمضان هذا العام مختلف.. أجل مختلف فإلى جانب البركات والنفحات التى يغمر الله بها عباده فى هذا الشهر المبارك تأتى التذكرة.. التذكرة التى توقظ القلب الغافل واللاهى عن ذكر خالقه، وهذه التذكرة هى أيضا نعمة من نعم المولى عز وجل ليفيق الانسان إلى صوابه ويدرك تمام الإدراك أن البداية والنهاية بيد خالقه وخالق هذا الكون..

فقدنا هذا العام الكثير من الأحباب والأقارب والأصدقاء الذين كانوا يملأون حياتنا بهجة وسعادة، فمنذ أن اجتاح فيروس كورونا العالم والكل ينتظر مصيره فهناك الخائف منه أن يأتى إليه هذا الوحش ويدمر حياته وحياة عائلته أو أى من أحبابه وهناك الذى يتجرع مرارة الفقد من هلاك الأب أو الابن أو الزوجة أو الحبيب أو الصديق.. وهناك الثالث العابث الذى لا يبالى بشىء من كل هذا أو ذاك..

كل هذا الخوف لهم الحق فيه ولكن الخوف الأكبر الذى يجب أن ينتبه له الجميع أن الحياة مهما طالت قصيرة وأننا جميعا مفارقون وأن الوباء أو غيره من الأقدار التى تحدث لنا إنما هى اختبارات متوالية لنا لندرك حقائق غافلة عنا أو ننساها فى غمار حياتنا السريعة المتعاقبة على رأسها أن الله هو من بيده الزمام "الحياة والموت" وأن الكون بأسره يسير بتدابيره فيجب أن نعود إليه عودًا حميدًا ليس من أجله معاذ الله ولكن من أجل أنفسنا وقبل أن يبدأ الشهر الكريم علينا بمحاسبة أنفسنا لندرك حالة التردى الذى وصل إليها الكثير، وندرك أن الله منحنا بهذا الشهر فرصة جديدة لنقتل هذا الإنسان الذى خلق ظلوما جهولا لا يدرك السر الحقيقى وراء هذه المنحة الربانية فى تهذيب وترويض الجسد والروح للتعلق بالأصل وليس الركض وراء التفاهات التى لا تساوى عند الله جناح بعوضة فلما نعظمها فى أعيننا.

رمضان ليس جهادا فى الامتناع عن المأكل والمشرب فقط بل هو جهاد النفس وهو الجهاد الأعظم الذى أخبرنا به سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وعندما تجاهد نفسك أعلم أنك ستنتصر فى كل شىء، وليس رمضان شهر الراحة والاستسلام لها بالعكس هو شهر العمل ففيه حقق المسلمون الانتصارات المجيدة التى سيظل يذكرها التاريخ بحروف من نور.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة