ياسمين السيد هانى
ياسمين السيد هانى


بوليتيكا

لودر ايفرجيفن

الأخبار

الأحد، 11 أبريل 2021 - 07:25 م

بقلم/ ياسمين السيد هانى

ربما لن ينتهى التعلم من دروس واقعة جنوح سفينة ايفرجيفن فى الممر المائى لقناة السويس. ففضلا عن الإجراءات "الوقائية والاحترازية" التى من المؤكد ان تتخذها مصر للتيقن من عدم تكرار تلك الحادثة، فالمصريون أنفسهم باتوا أكثر ثقة فى وطنهم وقدرته على حل الأزمات التى قد ينظر لها العالم على انها مستعصية بالنظر إلى ان مصر لا تبدو فى حداثة وتطور دول العالم الأول.. لكن مصر فعلتها..

صورة خالدة هى لقطة "اللودر" الذى يحاول ان يحفر لتحرير مقدمة السفينة بعد غوصها نحو عشرة أمتار فى ارض القناة.. وبقدر خفة ظل المصريين الذين صوروا السائق على انه مضطلع "بمهمة انقاذ الاقتصاد العالمى" بقدر ما بات الرجل محل تقدير فيما بعد لاتقانه العمل وانفاذه الجزء الخاص به من خطة تحرير وتعويم ناقلة الحاويات العملاقة. كذلك هى مصر.. فمهما بدا دور الفرد بسيطا.. لكن اتقان ذلك الدور ضمن منظومة كاملة من العمل يأتى بنتائج تفوق التوقعات.

وأقصد بـ"التوقعات" هنا ما كان يتخيله العالم كله من ان الأزمة قد تأخذ وقتا طويلا لحلها.. تتحمل فيه مصر خسائر مالية جمة فضلا عن اهتزاز سمعة الممر المائى عالميا. 

فى تلك الفترة، ركزت وسائل الإعلام العالمية على اصرار السلطات على الاضطلاع بتلك المهمة بشكل رئيسى ورفض المساعدة.. وهنا يجب التمييز بين امرين.. فاضطلاع مصر بالمهمة يعنى ان تضع السلطات خطة الانقاذ وتشرف على تنفيذها وتتحكم فى تحديد سيناريوهات التعامل مع تطور الأزمة حتى ان لجأت إلى استخدام معدات أجنبية.. وهذا يختلف عن ان تسلم مصر زمام أمرها إلى دولة اجنبية تقوم بذلك الدور بشكل حصرى ويكتفى فيه المصريون بـ"الفرجة والدعاء".. وأتذكر هنا كيف أصرت تشيلى عام ٢٠١٠ على انقاذ عمالها الـ٣٣ الذين كانوا محاصرين بعد انهيار منجم على عمق نحو ٦٠٠ متر تحت الأرض، ورفضت أى مساعدة أجنبية. وصممت كبسولة للغوص فى اعماق الأرض − صنعت خصيصا فى استراليا− وتمكنت من البلاد من تحرير العمال فى مهمة وطنية باتت محل اشادة عالمية.. 

لا أعلم لماذا يزداد اعتقادى يوما بعد اخر ان تلك الأزمة كانت مفتعلة ومتعمدة لضرب سمعة الممر المائى والحاق الأذى بمصر.. ورغم العفوية التى بدت فى الواقعة إلا ان بعض الأسئلة لاتزال تحتاج لإجابات..

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة