أقدم مساجد تونس
أقدم مساجد تونس


جامع الزيتونة.. ثاني أقدم مساجد تونس التاريخية

أمنية شاكر

الثلاثاء، 13 أبريل 2021 - 03:02 م

المسجد أو الجامع هو دار العبادة الذي يقصده المسلمون للعبادة، حيث يقوم فيه المسلمون بصلاة فروضهم الخمس يوميا.

وسمي بالمسجد لأنه المكان الوحيد المقدس الذي يسجد فيه فئة الناس لربهم، وكلما زادت مساحة المسجد اطلق عليه اسم «جامع» لأنه يجمع الناس للصلاة فيه، لذلك يقول الفقهاء بأن يعتبر كل «جامع» مسجد، وليس كل مسجد «جامع».

وخلال شهر رمضان المبارك ، سنقدم أبرز الجوامع التاريخية المتواجدة في العالم أجمع ، و في هذا الإطار نقدم قصة بناء مسجد الزيتونة الذي يعد ثاني مسجد بني في تونس ، وأول جامعة إسلامية في أفريقية.
 

بني جامع الزيتونة في عهد «حسان بن النعمان» ، حيث أمر ببنائه عام ٧٩ ه‍ ، وقام «عبيد الله بن الحباب» بإتمام عمارته في عام ١١٦ ه‍ أي في عام ٧٣٦ م.

كان جامع الزيتونة يحظى باهتمام كبير من قبل الخلفاء والأمراء الموجودين في إفريقية ، وذلك يرجع لأنه يعد ثاني جامع بني في تونس بعد جامع « عقبة بن نافع» الموجود في مدينة «القيروان».

واهم ما يميز جامع الزيتونة هو تصميمة الفريد ، حيث انه صمم على شكل مربع غير منتظم بالإضافة إلى وجود سبع بلاطات مسكبة معمدة تحتوي على 15مترا مربعا ومغطّاة بسقوف منبسطة ، واعتمد المصممين على استخدام الحجر في بعض أجزاء الجامع.

وتتميّز قبّة الجامع بزخارفه المميزة على ال٣ طوابق الموجوده في قمة الجامع ، التي تدل على براعة العمارة الإسلامية في عصورها الأولي .


واختلف المؤرخون حول باني المسجد الجامع، فقد اختلف الرواة حول جذر تسميته ، فمنهم من ذكر أن الفاتحين وجدوا في مكان الجامع شجرة زيتون منفردة فاستأنسوا بها وقالوا : أنها لتؤنس هذه الخضراء وأطلقوا على الجامع الذي بنوه هناك اسم جامع الزيتونة.

ومنذ الانتهاء من بناء جامع الزيتونة في عام ١١٦ ه‍، بدأ في نشر تعاليم الإسلام، وكان له دور ضخم في تفسير القرآن، وتعد جامعة الزيتونة أول جامعة أسست مدرسة فكرية في إفريقية، وكان مؤسسين تلك المدرسة والتي كانت تدعى مدرسة علي ابن زياد وكان مؤسسها أسد بن الفرات والإمام سحنون صاحب المدوّنة التي رتبت المذهب المالكي واسسته.

واشتهرت جامعة الزيتونية في «العهد الحفصي» بالفقيه المفسّر « محمد بن عرفة التونسي » صاحب المصنّفات العديدة وابن خلدون المؤرخ ومبتكر علم الاجتماع.

وأخرجت جامعة الزيتونة العديد من العلماء والفقهاء الذي ما زال التاريخ يذكرهم حتى الآن ، تخرج المؤرخ ابن خلدون وابن عرفة وإبراهيم الرياحي وسالم بوحاجب ، ومحمد النخلي، ومحمد الطاهر بن عاشور صاحب تفسير التحرير والتنوير، ومحمد الخضر حسين شيخ جامع الأزهر ومحمد العزيز جعيط ، والمصلح الزعيم عبد العزيز الثعالبي ، وشاعر تونس أبو القاسم الشابي.


ولا زال الجامع والجامعة ينشر تعاليمه وثقافته حتى الآن ومنذ ١٣٠٠ سنة .
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة