الشعراوي
الشعراوي


«خواطر الشعراوي».. قصص القرآن وأسماء الملائكة

الأخبار

الثلاثاء، 13 أبريل 2021 - 09:20 م

يقول الحق: «وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِى بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31)».. يتبادر سؤال: هل عَلّم الله سبحانه وتعالى آدم الأسماء منذ ساعة الخلق إلى قيام الساعة مادام الحق سبحانه وتعالى يقول كلها فما هو حكم تلك الأسماء التى هى لمخترعات ستأتى بعد خلق آدم بقرون طويلة؟.

نقول: إن الله سبحانه وتعالى حين علم آدم الأسماء وميزه على الملائكة يكون قد أعطى ذلك الأدنى عنصرا ميزه عن المخلوق من عنصر أعلى، فآدم مخلوق من طين. والملائكة مخلوقون من نور، وقدرات البشر لا تستطيع أن تعطى الأدنى شيئا أكثر من الأعلى، ولكن الله سبحانه وتعالى وحده هو الذى يعطى ذلك ليذكرنا أن ما نأخذه ليس بقدراتنا ولكن بقدرته هو سبحانه، ولذلك تجد سليمان وهو ملك ونبي، أعطاه الله تعالى ملكا لا ينبغى لأحد من بعده وميزه عن خلقه.

ويأتى الهدهد ليقول لسليمان: «أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ».. كيف يحيط الهدهد وهو طائر ضعيف محدود بما لم يحط به سليمان وهو الملك النبى الذى حكم الإنس والجن؟ لأن الله سبحانه وتعالى.. يكره الغرور من خلقه. ولذلك يأتى بآية تميز الأدنى عن الأعلى ليعلموا جميعا أن كل قدراتهم ليست بذاتهم. وإنما هى من الله.

فيأتى موسى وهو الرسول والنبي.. فيتعلم من الخضر وهو العبد الصالح ما لم يكن يعلمه.. وقد خلق الله سبحانه المسميات وإن كنا لا نعرف وجودها وجعل الملائكة تتلقى أسماء هذه المسميات من آدم. وأن البعض يتساءل عن وسيلة تعليم الخالق لآدم. وتعليم الخالق يختلف عن تعليم الخلق. لأن الخالق يعلم إلهاما. يقذف فى قلب آدم أسماء المسميات كلها لكل ما فى الكون من أسماء المخلوقات.. والعجيب أن الطريقة التى علم الله سبحانه وتعالى آدم بها. هى الطريقة نفسها التى تتبعها البشرية إلى يومنا هذا.

فأنت لا تعلم الطفل بأن تقص عليه الأفعال. ولكن لابد أن يبدأ تعليمه بالأسماء والمسميات. تقول له: هذا كوب. وهذا جبل وهذا بحر. وهذه شمس. وهذا قمر. وبعد أن يتعلم المسميات. يستطيع أن يعرف الأفعال. ويتقدم فى التعليم بعد ذلك.. وهكذا نتعرف على النشأة الأولى للكلام. وطلاقة قدرة الله سبحانه وتعالى علمت آدم الأسماء..

وهنا نتوقف لنجيب عن سؤال: إذا كان الله سبحانه وتعالى قد علم آدم الأسماء كلها. فهل كان فيها أسماء ما سيستجد من مخترعات فى العالم؟.. نقول: إنه حتى لو تعلم آدم الأسماء التى يحتاج إليها فى أولويات الوجود ويستخدمها فى متطلبات حياته على الأرض. فإذا جد جديد، فإن أولاد آدم يستخدمون هذه الأسماء من المقدمات والأسماء التى تعلموها. فما يجد فى الوجود من أسماء. تدخل على اللغة لم تأت من فراغ. وإنما جاءت من اللغة التى تنطق بها وتكتب بها.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة