صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

الحروب السيبرانية الأكثر خطورة

صالح الصالحي

الأربعاء، 14 أبريل 2021 - 06:24 م

لم يكن حادث منشأة نطنز النووية الإيرانية هو أول هجوم سيبرانى بل هناك هجوما مماثلا على منشآت عديدة فى دول أخرى.. حيث أصبحت الحروب السيبرانية هى الأبرز خلال العشر سنوات الاخيرة والتى تتميز بسرعة تطورها وعدم قصورها على نظم أو دول بعينها.. بل اصبحت أيضا تتم على يد أفراد وقراصنة يخترقون قواعد بيانات  جهات لحجبها أو تدميرها أو العبث بها مما يجعل هذه الحروب هى الأخطر من الحروب التقليدية فى صورة المقاتلات المهاجمة والدبابات والطائرات وغيرها التى تعد أكثر تكلفة.. إلا أنه فى نفس الوقت قد تكون الحروب السيبرانية مقدمة لهذا النوع من الحروب.
وتتنوع أهداف هذه الحروب فمنها ما يختص بالتجسس أو تعطيل أو تدمير لبعض المنشآت الحيوية مثل شبكات المياه والكهرباء أو حتى تلك المتعلقة بالمصارف والبنوك ويتم ذلك من خلال اختراق شبكة الإنترنت الخاصة بها.. مما يتسبب فى كوارث حقيقية يتسع مداها للإضرار بالمدنيين.
تعتبر هذه الحروب هى إحدى أهم أدوات الجيل الخامس من الحروب والذى اعتمدته كافة الدراسات كنوع جديد من الإرهاب خاصة أن الجماعات الإرهابية أصبحت تمتلكه كأحد أسلحتها القوية.
فأصبح من السهل الهجوم على أى شبكة خاصة بالقطاعات الحيوية سواء للحصول على المعلومات بشكل خفى أو لتعطيل مكونات محددة وجعل النظام غير صالح للعمل.
وعن طريق هذه الحروب يمكن اختراق أكثر الأماكن حيوية مثلما يحدث للمنشآت الإيرانية النووية وكذلك الحادث الأخير للبرلمان الأسترالى وعمليات الاختراق للانتخابات الأمريكية.. وما تعرضت له معظم البلدان من اختراقات لنظم المعلومات بسبب وباء كورونا.. حيث أكدت شركة مايكروسفت أن كل دولة على الأقل تعرضت لهجوم سيبرانى بسبب نمو الخوف والرغبة فى الحصول على المعلومات من خلال روابط مخادعة ومحاولات للاحتيال تحمل فيروسات لتدمير اجهزة الكمبيوتر .. هذا كله يزيد من عمليات الاحتلال والابتزاز وهو ما رصدته الشركات المتخصصة فى تكنولوجيا المعلومات.. والتى أكدت أن الخدمات المالية هى الأكثر استهدافا..
وتعتبر الدول أن الأمن السيبرانى أمنا قومىا لها على اعتبار أن الحروب السيبرانية تشكل تهديدا مما يستوجب الاستعداد الكامل لمواجهته كخطر يهدد استقرار البلاد.. فى الوقت الذى تتطور فيه هذه الحروب بشكل متسارع ومتصارع لا يفرق بين الدول العظمى والدول الصغيرة التى لم تنجو من هذه الحروب على الرغم من التدابير الوقائية التى تحاول توفيرها.
مصر تحتل عالميا المرتبة 14 فى الأمن السيبرانى حيث توليه اهتماما بالغا.. على كل حال كلما زادت التكنولوجيا تقدما وتطورا سيظل هناك اللص الخفى الذى يرغب دائما فى التسلل والقرصنة والاحتيال للاستحواذ على ثمار هذا التقدم حتى وإن تسبب ذلك فى تدميرها!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة