بهجة رمضان
بهجة رمضان


بهجة رمضان

بهجة رمضان

آخر ساعة

الخميس، 15 أبريل 2021 - 09:39 ص

 كتب :أحمد الجمَّال

رائع أن ترتبط العبادة بالسعادة، والأروع أولئك الذين يفتشون عن تلك الأجواء المبهجة ويبرزونها بطريقتهم، ومن بين هؤلاء فنان الفوتوغرافيا محمد عاطف، الذى هجر القانون وتحوَّل إلى أحد صانعى البهجة مستخدماً فى ذلك عينه الباحثة دائماً عن مشاهد متفردة للفرح، ومن ثم تثبيت الزمن بعدسة الكاميرا التى لا تفارق يده، فى الوقت المناسب، مترجماً معانى إنسانية عديدة، آخرها جلسة تصوير تعكس مشاعر السرور لدى الصغار ابتهاجاً بحلول شهر رمضان الكريم.

 

على الرغم من تخرجه فى كلية الحقوق بجامعة عين شمس، فقد عمِل فى مجالات بعيدة تماماً عن ساحات القانون، حيث بدأ محمد عاطف حياته العملية موظفاً فى أحد البنوك، ثم انتقل إلى إحدى شركات الاتصالات، لكنه فجأة قرّر ترك كل شيء، لتحقيق حلمٍ طالما راود فؤاده منذ كان صغيراً، بأن يصبح مصوراً فوتوغرافياً، وقبل سنواتٍ وجد ضالته فى احتراف تلك المهنة بشكل حُر، يطلق العنان لعدسة الكاميرا لتتجوَّل فى الأرجاء من حوله، وفى اللحظة المناسبة يضغط على زر التشغيل، فتكون النتيجة لقطة إبداعية فريدة أبلغ من ألف كلمة.

بين حين وآخر، تبرُق فكرة فى رأس عاطف، فيقرِّر أن ينفِّذ جلسة تصوير تجسِّد معنى جميلاً، وتحمل مجموعة الصور التى يخرج بها باقة من الرسائل الإنسانية التى يتفاعل معها الجميع، محدثاً بذلك أصداءً هائلة فى فضاء السوشيال ميديا حين ينشر هذه الصور المعبِّرة عن قضية ما، مثل دعم مرضى السرطان أو قصار القامة، لكن تبقى أعماله التى تتناول عالم الصغار الأكثر تأثيراً فى النفوس، إذ تترك انطباعاً جيداً لدى متابعيه، فقد التقط مجموعة بديعة من الصور تناقش قضايا عمالة الأطفال، وأطفال الشوارع، ومَنْ أصيبوا بحروق، وغيرها من الموضوعات.

وقبيل حلول شهر رمضان بأيام، بحث الفنان المحترف عن طفلة جميلة تكون بطلة «الفوتوسيشن» الجديد الذى قرّر أن يكون موضوعه الرئيس بهجة رمضان، ووجد عاطف ضالته فى الطفلة فيروز رشيد (7 سنوات) وشقيقتها مريم (5 ســــــــنوات)، اللتــــــــين تتجسد فيهما ملامح البراءة والحُسن، وطلب من والدتهما أن تجهِّز لهما ملابس تشبه تلك التى كان يرتديها الأطفال فى الحارة المصرية قديماً، لإصباغ الصور بالطابع التراثي، وفى الموعد المحدد ظهرت النجمتان الصغيرتان، وقد ارتدت كل واحدة جلباباً تراثياً وأمسكت بيدها فانوساً مصنوعاً من الصاج، وبدت الإطلالة الجاذبة مناسبة تماماً لأجواء التصوير فى حى تاريخي، يعيد الأذهان إلى ذكريات رمضان زمان.

يقول محمد عاطف لـ«آخرساعة»: «اعتدتُ تصوير (فوتوسيشن) جديد مع حلول كل مناسبة، مثل ذكرى المولد النبوى الشريف، ورأس السنة الميلادية، وعيد الأم، والفلانتين، وحسب طبيعة كل مناسبة أحدِّد الفكرة، أما الصور ذات الطابع الإنسانى كتلك التى أدعم من خلالها محاربات السرطان أو مرضى الذئبة الحمراء أو قصار القامة، فخصصت لها «جروب» على موقع فيسبوك بعنوان (خط أحمر)، وقبل انطلاق رمضان صورت (فوتوسيشن) عن فرحة قدم شهر الصوم فى عيون الأطفال».

وعن كواليس التصوير فى ذلك اليوم يقول: «بحثت عن مكان مناسب لعقد جلسة التصوير الرمضانية، فلم أجد أروع من شارع المعز لدين الله الفاطمي، الذى ما إن يدخله أحد حتى يشم رائحة رمضان النابعة من حواريه الضيقة وبناياته الأثرية التى تحكى بجمالها فصولاً من تاريخ مصر الإسلامية، وقد سبق أن عقد فيه جلسة تصوير لطفل من أسوان يقيم مع أسرته فى القاهرة يُدعى يونس، ارتدى زياً أسوانياً مطبوعاً عليه شخصية بكار الكرتونية».

وبحسب قوله، لم يطلب عاطف من الطفلتين فيروز ومريم، تنفيذ أى حركات معينة أثناء التقاط الصور، بل ترك لهما حرية الحركة، واللعب كأى طفل بريء يلهو بفانوس رمضان، بينما كان هو يتبعهما بعدسته أينما سارت أقدامهما سواء فى نهر الشارع العتيق أو على باب أحد البيوت الأثرية القديمة، وفى الوقت المناسب كان يثبت الزمن عند لقطة معبرة، فخرجت الصور التى خص بها «آخرساعة» لتتصدر غلاف هذا العدد بتلقائية شديدة، تعكس بهجة رمضان، وتنفرج لها أسارير الكبار والصغار على حد سواء.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة