أمانى أحمد دسوقى منطقة وعظ القاهرة
أمانى أحمد دسوقى منطقة وعظ القاهرة


بقلم واعظة

رمضان بين سعى وسعى

الأخبار

الخميس، 15 أبريل 2021 - 05:19 م

بدأ الحوار بين العقل والقلب.. قال العقل: كنا نصوم طوال العام أياماً متفرقة ثم كثفنا فى رجب وشعبان ولهما ما لهما من الفضل فما الغريب فى رمضان؟!
أحداث متشابهة فى رمضان وغيره فما الفرق ولماذا نتجاوز ونعفو ونفوسنا مطمئنة فما السر؟ 
كهذا طرح العقل أسئلته وجاء دور القلب فى الرد قائلا: إنه الضيف الكريم تشتاق الخلائق لقدومه، ورؤية هلاله الوسيم نهاره فضل وليله عظيم مُقسم الأيام بين رحمة ومغفرة وعتق من الجحيم تُجبر فيه الخواطر ويفرح فيه اليتيم توصد الشياطين فيه ويا ويل اللئيم تقام التراويح وتزين المآذن ويتصالح المتخاصمون وتوصل الأرحام وصوت المسحراتى وقت السحر وفيه تُغفر الذنوب وتُمحى الخطايا لمن يتوب وهناك جوانب خفية لا يعلمها إلا الله ورسائل ربانية لا يفقهها إلا المتحابون فى الله ويسترسل القلب قائلا: أما أنا فيقع علىّ عبأ كبير فالقلب محل النظر من الله عز وجل فإن غفوت وفترت همتى تخمل الجوارح ونركز جهدنا فى الحصول على لقمة العيش فبدونها لا تستطيع الجوارح القيام بوظيفتها الحيوية وهذا الفرق بين السعى فى العمل والسعى على الطاعات فالقلب قالب لما يحوى فأقوم بعملية تنظيف الشوائب التى تتعلق بالحزن والهم والغضب من الآخرين عملية دورية أقوم بها بين الحين والآخر وأتزين بأفضل الخصال حتى أكون جديرا بنظر الله تبارك وتعالى والحوار بينى وبين الضمير موصول لا ينقطع فلازال فى القول والعمل حينها تهون الأحمال وترضى النفس وإن شعرت بالقهر يواسينى ضميرى يذكرنا بوعد الله جلت صفاته ووعده وعزتى وجلالى لأنصرنك ولو بعد حين فأكظم غيظى حتى أصل إلى درجة التسامح وهى أقصى درجات التصالح مع النفس فلا أقع فى فخ الرياء ولا الغيبة والنميمة ومبطلات الصيام وأحمد الله أن رزقنى رفيقا صالحا وهو الضمير اليقظ فلا أظلم ولا أقابل الإساءة إلا بالإحسان ويأتى رمضان لأتزود بالطاعات ويجب أن تسعى الناس بالخير والسماحة مذكرين بعضهم بأن يغتنموا الساعات فى الطاعات وليس فى الأكل والملذات، إنها أحبتى رحمات تتنزل فطوبى لمن ينالها وليأخذ الصاحب بيد صاحبه إلى الجنة جعلنا الله وإياكم من أهل الفردوس الأعلى.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة