محمد حسن قاعود
محمد حسن قاعود


الشيخ قاعود: أحكام الإسلام لا مشقة فيها لأنها تناسب قدرات الإنسان

نادية زين العابدين

الخميس، 15 أبريل 2021 - 07:55 م

 

جاء الإسلام بشريعة عظيمة يصلح عليها شأن الناس فى شتى مجالات الحياة وفى كل الظروف لأنه دين مرن متصف بالسهولة والتيسير ورفع الحرج والمشقة فى كافة أحكامه وما فيها من عبادات ومعاملات، فكيف تحقق يسر الإسلام فى ظل ظروف وباء كورونا عامة وفى شهر رمضان خاصة؟


الشيخ محمد حسن قاعود من علماء وزارة الأوقاف يوضح مظاهر التيسير فى الإسلام فى هذا اللقاء القصير: أحكام الإسلام لا مشقة فيها لذاتها وإن وجد نوع من مشقة ظاهرية كالمشقة الظاهرية من الصوم والحج وغير ذلك فهى مقصودة لتحقيق غايات سامية للفرد والجماعة على حد سواء ويتعدى نفعها أضعاف هذه المشقة لأنها منسجمة تماما مع أودعه الله فينا من قدرات وطاقات.

- ما هى مظاهر التيسير فى العبادات؟
هناك عدة مظاهر للتيسير ورفع الحرج تناسب حياة المرء اليومية منها فى الطهارة فيكتفى مثلا بغسل موضع النجاسة ولا حاجة لغسل الثوب كله وأيضا الاكتفاء بالمسح على الرأس فى الوضوء وكذلك التيمم عند فقد الماء والمسح على الخف والجوربين سواء كان ذلك فى سفر أو مقيم، أما فى الصلاة هناك جوانب عديدة للتيسير كصلاة اهل الاعذار مثل المريض الذى لا يستطيع القيام فى الصلاة فيستطيع الجلوس وأيضا الجمع بين الصلوات تأخيرا وتقديما وقصرها بسبب المطر او السفر قال تعالى: «فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا».
وفى الصيام ترخيص للمريض والمسافر بالإفطار فى رمضان وكذلك المرأة الحامل والعفو عمن أكل أو شرب ناسيا وتعجيل الفطور وتأخير السحور فى رمضان، أما الحج فاشتراط الاستطاعة بأنواعها المالية والبدنية وأمن الطريق وامتلاك النفقة ذهابا ولمن يعول.


- ما هى صور السهولة فى المعاملات؟
حث الإسلام على التسامح فى البيع والشراء ورغب فيه قال صلى الله عليه وسلم: «رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى واذا اقتضي»، وفى مجال الأحوال الشخصية أباح الإسلام للخاطب أن ينظر إلى المخطوبة وضمن للفتاة حق اختيار زوجها وعدم إكراهها على الزواج بمن لا ترغب.
كل ذلك تجلى فى مواقف كثيرة للنبى صلى ال  له عليه وسلم فلم يكن إلا سهلا وتربويا كموقفه مع الأعرابى الذى بال فى المسجد وغضب الصحابه منه فما كان إلا أن أمر بإحضار دلو من الماء لتطهير المسجد ثم شرع فى تعليمه أن بيوت الله لا يصح فيها هذا وأيضا موقفه مع كفار قريش عند فتح مكة حيث عفا عنهم، وموقفه مع من نذر أن يصوم ولا يفطر ويقوم الليل ولا يرقد فقد بين أن العبادة لا تكون بهذه الطريقة لأن الله غنى عن تعذيب النفس.


- ما مدى الاستفادة من تيسير الإسلام فى ظروف كورونا خاصة فى شهر رمضان؟
العبادة التى نؤديها فى المسجد وهى الصلاة تؤدى فى المنزل إذا كان مزدحما فلا ضرر ولا ضرار للحفاظ على الإجراءات الاحترازية، التى اتخذتها الدولة لمنع انتشار الفيروس فصلاة التراويح مشروعة فى المنزل خلال رمضان وأما أن تقام جماعة أو يقوم بها الفرد منفردا لثبوت صلاة النبى صلى الله عليه وسلم قيامه بها فى بيته ولا يخفى أن صلاة التراويح سنة وليست فرضا، أما عن موائد الرحمن فتستبدل بشنط رمضان وتقدم إلى الفقراء فى المنازل أو دور رعاية الأيتام والمسنين.


- هل يجوز الاعتكاف فى المنزل بعد منعه فى المسجد؟
الاعتكاف سنة عن النبى صلى الله عليه وسلم تقام فى المسجد، ولكن فى ظل كورونا فالاعتكاف فى البيت اعتكاف لغوى باعتبار أنه لا اعتكاف إلا فى المساجد مصداقا لقوله تعالى: «ولا تباشروهن وأنتم عاكفون فى المساجد» لكن نطلق عليه فرصة للخلوة مع الله لأن الاعتكاف فى المسجد يترتب عليه تحرر من البيت والأولاد والزوجة والبعد عن المعتاد فى المعيشة، وهذه الخلوة يقوم فيها المسلم بالذكر وقراءة القرآن وصلاة التهجد والتسبيح والتهليل هذه بالنسبة للرجال أما ما يتعلق بالمرأة فاعتكافها فى منزلها ويفضل أن تعتكف فى حجرتها.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة