إفطار «سنة تانية كورونا»..  الكمامة لا تزال على مائدة رمضان
إفطار «سنة تانية كورونا»..  الكمامة لا تزال على مائدة رمضان


إفطار «سنة تانية كورونا».. الكمامة لا تزال على مائدة رمضان

رانيا عبدالكريم

الجمعة، 16 أبريل 2021 - 05:55 م

◄ صائمون : التجمع علي سفرة  العائلة له مذاق اخر.. عادة لم نستطع اتباعها العام الماضى

◄ علم الاجتماع: المصري بطبعه يحب التجمعات.. وتقسيم العائلة حل مناسب

واحدة من أهم عادات وطقوس المصريين في الشهر الكريم وخاصة أول أيامه، وهي لمة العائلة على الإفطار، إلا أنها قد منعت العام الماضي بأمر "الكورونا"، والتزم الجميع بالإجراءات الإحترازية، وقضى أغلبنا أيام وليالي الشهر الفضيل في المنزل، ورغم استمرار فيروس كورونا، إلا أن الناس يبدو أنها قد إعتادت عليه، وقررت الأسر استعادة هذه العادة، والتجمع في رمضان وخاصة أول اليوم الذي يتجمع فيه كل أفراد العائلة على مائدة الإفطار.

 

يقول محمد محمود أعمال حرة، انه أعتاد منذ زواجه أن يقضي أغلب أيام الشهر الكريم  في بيت العائلة، خاصة وأن والده متوفي منذ صغره، فكان لابد أن يكون مع أمه وأخته، قائلا "العام الماضي لم أستطع أن أفطر مع أمي بسبب كورونا، خاصة وأنا أقابل الكثير من الأشخاص أثناء عملي، وكنت أخاف ان أحمل الفيروس وتأخذه أمي، وهي مسنة ومريضة، وكانت هذه أول مرة منذ زواجي"، مؤكدا أنه سيعود مجددا لعادته هذا العام، وسيذهب للإفطار مع أمه في بيت العائلة مع اخوته، وخاصة اول أيام رمضان "أصل لمة أول يوم دي ماتتعوضش، وان شاء الله ربنا يسترها، وهنعمل اللي علينا من إجراءات للوقاية".

وتوضح ريهام عبده ربة منزل انها اعتادت كل عام أن تذهب أول رمضان إلى بلدة أهل زوجها، حيث يتجمع الكل في منزل العائلة على مائدة افطار اول يوم، ولم يتمكنوا من هذا العام الماضي بسبب إنتشار كورونا، ألا انهم تتابعوا على منزل العائلة، وتبادل زوجها وأشقاءه على والديه، حتى لا يكون عدد كبير في وقت واحد، منوهة أن الوضع هذا العام أكثر استقرارا بالنسبة للناس، قائلة: "الناس اتعودت على الوضع، وتعايشت مع الكورونا، ولم تعد فزاعة كما كان العام الماضي، وهذا سيعيد الكثير من طقوس رمضان التي افتقدناها العام الماضي"، مشيرة إلى أن هذا لن يمنع أن يكون هناك إلتزام بالإجراءات الوقائية، حفاظا على سلامة الجميع.

ويؤكد محمد جلال أنه لم يتمكن من الإفطار مع والدته العام الماضي طوال الشهر بسبب الظروف التي كان الجميع يعيشها، والهلع والخوف من الإصابة، خاصة وأن والدته تعاني الكثير من الأمراض التي تضعف مناعتها، وكذلك لم يتمكن من الإفطار مع أي من إخوته، متابعا أنه سيستمر في الإلتزام حتى لا يتعرض أحد للخطر، ولكنه لن يتنازل عن إفطار أول أيام الشهر الكريم وسط إخوته ووالدته، وسيكون هناك يوم آخر للتجمع مع عائلة زوجته خلال الشهر، موضحا انه بخلاف هذين اليومين، لن يقبل بأي عزائم اخرى، قائلا "الوضع صحيح اتعودنا عليه ، بس لسة الأمور فيها خطورة، ولم تنتهي الأزمة بعد، ولازم كلنا نحافظ على بعض".

اقرأ أيضا| أحداث في حياة «شيخ الصحفيين».. وقائع اغتيالات مكرم محمد أحمد

وتقول أم محمود أنها إعتادت أن يجتمع كل أبناءها للإفطار معها فى رمضان، خاصة أول يوم، إلا أنه العام الماضى لم يستمر فى هذه العادة معها إلا ابنتها القريبة منها فى السكن، والباقى فضل البقاء كل فى منزله خوفا من أن يصاب أحد بأذى، خاصة وأن منهم من يسكن فى محافظات أخرى، متابعة أنهم هذا العام وبعد أن أصبح الجميع متعايشا مع الوضع الحالى، فإنهم لن يفرطو فى هذه العادة، وستتجمع وأولادها فى اول ليالى رمضان لتناول السحور معا وصلاة أول قيام، وتجهيز إبنتها وزوجات أولادها الافطار معا، وان يتجمع الاحفاد ويلهو ويلعبو فى منزل العائلة، "قائلة "يابنتى ربنا مايقطعلنا عادة، وإن شاء الله ببركة الشهر الكريم ربنا هيسترها علينا".

ولفت دكتور رفعت عبدالباسط أستاذ علم الإجتماع بجامعة حلون، إلى أن رمضان العام الماضى جاء فى ذروة الموجة الأولى من كورونا، وكان فى الحظر الشامل وكان هناك حرص شديد من الجميع وإلتزام بكافة الإجراءات الإحترازية بالإضافة إلى قرارت الحكومة وقتها، فقامت بمنع موائد الرحمن والتجمعات واللقاءات وأغلقت المساجد، متابعا: "ولكن المصرى بطبيعته إنسان يحب الجماعة والتجمعات وخاصة فى مثل هذه المناسبات، وفى الريف مثلا نجد أنه فى رمضان كان كل مربع سكنى يتجمع للإفطار أمام مندرة العائلة، وأى غريب يمر لابد أن يجلس ويفطر معهم".

واستطرد أستاذ علم الإجتماع قائلا: "مانقوله أنه لايمكن أن نمنع الناس مرة واحدة من مثل هذه الأمور، ولكن من الممكن أن نضع بعض الإجراءات لضمان سلامة وأمن الجميع، فمثلا كنا فى السابق تجتمع الأسرة الكبيرة "العائلة" فى أول يوم للإحتفال بأولى ليالي الشهر الكريم مع بعضهم البعض، خاصة وأن هذا يكون فرصة لإلتقاء من لانراهم طوال العام بسبب مشغوليات الحياة"، متابعا أنه من الأفضل أن يكون التجمع على مراحل، فمثلا نجتمع بالأولاد "الأسرة الصغيرة" فى يوم، وأهل الزوجة فى يوم أخر، وأهل الزوج فى يوم مختلف، حتى لايكون هناك تكدث وزحام فى يوم واحد، ويكون الجميع عرضة للخطر، "فالوقاية خير من العلاج"، مؤكدا أن هذه الجائحة خطيرة ومازالت قائمة وهناك من يقول أن الموجة الثالثة منها خطيرة، وأن الثلاث أسابيع الأولى من شهر إبريل لابد أن نكون فى منتهى الحيطة والحذر.

واختتم عبدالباسط حديثه قائلا: "الآن أصبح لدينا الكثير من وسائل التواصل التى تساعدنا أن نتواصل طوال العام، حتى لو بدون لقاءات مباشرة، ومن الممكن الاستغناء عن التجمعات الكبيرة فى ظل هذه الظروف، لأن المحظورات تفرض على منع الضرورات".

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة