رفعت فياض
رفعت فياض


سطور جريئة

فرصة العمر للجامعات «٢»

رفعت فياض

الجمعة، 16 أبريل 2021 - 06:12 م

عندما كتبت هنا منذ أسابيع قليلة عن المشروع القومى غير المسبوق الذى أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى وتقوم بتنفيذه الدولة حاليا لتطوير الريف المصرى والذى يبدأ بـ 1500 قرية وتوابعها ليشمل كل شئ فيها أكدت أن هذا المشروع سيكون فرصة العمر للجامعات لكى ترتبط بالبيئة بشكل حقيقى وفاعل خاصة أن هذا جزء أصيل من مهامها بدليل وجود نائب فى كل جامعة لشئون البيئة ووكيل فى كل كلية يحمل نفس هذه الصفة ، وأن تبادر كل جامعة لتضع يدها فى يد الدولة للمساهمة فى إنجاح هذا المشروع على أرض الواقع بعيدا عن الدراسات النظرية. 
إلا أننى فوجئت ببعض رؤساء الجامعات يرسلون لى مؤكدين أنهم يقومون بعمل قوافل علاجية ورعاية بيطرية وقوافل لمحو الأمية.
وهنا أقول للجميع إننى لم أقصد هذا على الإطلاق لأننى متابع لكل هذه الأنشطة الوقتية لهذه الجامعات كلها والتى تنتهى للأسف خلال يومين أو ثلاثة وتعود هذه القوافل إلى أدراجها مرة أخرى.. ومتابع لجهود محو الأمية الشكلية لهذه الجامعات لمجرد تستيف الأوراق، وتكون النتيجة للأسف « صفر « وإلا ماكانت الأمية قد استمرت عندنا حتى الآن وبهذه النسبة المرعبة .
وأنا لم أسمع من قبل أين كانت الجامعات من مشروع تبطين الترع الذى يتم الآن وبشكل غير مسبوق أيضا ؟ وأين كانت الجامعات من مشكلة الزيادة السكانية الرهيبة والبحث عن حلول لها ؟ وأين كان دورها التوعوى على المستوى القومى لمواجهة هذه الزيادة العشوائية، ولهذا سعدت عندما قرر المجلس الأعلى للجامعات مؤخرا تدريس مقرر وجوبى على كل طلاب الجامعات بدءا من العام القادم عن حجم وخطورة هذه المشكلة، وتغيير المفاهيم الخاطئة بشأنها لدى البسطاء وغير الملمين بمفاهيم الدين بشكل صحيح فى قضية زيادة النسل.. ومن هنا أقول وبشكل محدد وواضح لو نجحت الجامعات بالإضافة إلى تدريس هذه المادة أن تنظم دورات محو أمية حقيقية يتحمل فيها كل طالب محو أمية عدد معين من الأميين الحقيقيين فى قريته أو مقر إقامته، ويكون هذا هو شرط تخرجه وقتها ستختفى عندما الأمية خلال سنوات قليلة.. أما إذا استمرت بعد ذلك فهذا يعنى أننا مازلنا نطبق الفكرة بشكل مظهرى وعلى الورق فقط، دون أن يكون له أى مردود ملموس.. ولو نجحت الجامعات فى محو أمية جميع المواطنين الأميين من خلال طلابها سوف يسجل لهم التاريخ ذلك بشرط أن يتم تنفيذها بجدية وباستدامة حقيقية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة