مجدى حجازى
مجدى حجازى


فى الشارع المصرى

الأهلى والزمالك.. ونبذ التعصب

أخبار اليوم

الجمعة، 16 أبريل 2021 - 06:59 م

«إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا».. إن قضية الأخلاق والتغيرات الحادة فى السلوكيات، خاصة لدى البعض من الشباب، تطرح تساؤلات كثيرة حول غياب دور الأسرة، وتراجع مستوى الأداء فى مؤسسات الدولة المسئولة عن صياغة انضباط الشباب، وكذلك التأديب والتهذيب فى إطار منظومة الرياضة، بما يستلزم إيجاد الحلول العاجلة لتصويب تلك الأخطاء، ودحض تكرارها.
انشغل الشارع الرياضى فى مصر، فى الآونة الأخيرة، بواقعة أخلاقية مشينة، أبطالها لاعبون من فريق نادى الزمالك مواليد 1999، تزعمهم أحد لاعبى فريق الزمالك الأول ـ المعاقب ـ حيث تمادوا فى سباب النادى الأهلى ورموزه ونجومه ولاعبيه وجماهيره بألفاظ نابية وخادشة للحياء، ذلك خلال تواجدهم بغرفة الملابس بالنادى الأهلى فرع مدينة نصر، عقب انتهاء مباراتهم مع النادى الأهلى، التى انتهت بفوز فريق شباب الأهلى فى مسابقة مرحلتهم السنية.
وبحدوث تلك الواقعة، وتأكد ثبوتها بالدليل القاطع، توقعت أن تتخذ اللجنة المؤقتة التى تدير شئون نادى الزمالك، قرارًا بالتحقيق مع هؤلاء اللاعبين، ومحاسبتهم على سوء أخلاقهم، فى إطار إعلاء قدر مدرسة التأديب والتهذيب، تحت مظلة شعار «الزمالك.. مدرسة»، حيث إن هؤلاء اللاعبين المخطئين أجرموا وتجاوزوا فى حق نادى الزمالك بما ارتكبوا من خطيئة، قبل أن يسبوا ويتجاوزوا فى حق النادى الأهلى.. ولكن الشفافية غابت عن المشهد، وباتت «لوغاريتمًا» غير مبرر.. بل كانت المفارقة الغريبة، ما توالى من دفاع البعض عن اللاعبين المخطئين عقب الإعلان عن قرار عقوبات لجنة الانضباط باتحاد الكرة المصرى، وكأنهم أرادوا مؤازرتهم فيما ارتكبوا من خطأ، ليلصقوا بأنفسهم شبهة دعم تفشى سوء الأخلاق! 
وبغض النظر عن تلك الشائنة، تتطلع جماهير الكرة المصرية غدًا، للقاء القمة المرتقب بين قطبى الكرة المصرية «الأهلى والزمالك»، متمنين أن تظلل الأخلاق الرياضية ملامح المباراة، وأن يكون «نبذ التعصب» شعار اللاعبين والجماهير، وأن يرتقى الحدث ليعيش الجميع أمسية رمضانية، ولا أروع.. احترامًا لشهر المودة والرحمة، بعيدًا عن المهاترات والمزايدات الكاذبة المنافية للأخلاق المصرية الحميدة.. حتى نعيد السلوك الطيب إلى ملاعب الكرة، بما يتقبله كل إنسان عاقل محب لوطنه، يحترم نفسه، ويحرص على احترام الغير، ويتحمل المسئولية الوطنية تجاه بلده.. ولنعلم جيدًا «أن صلاح الأمر للأخلاق مرجعه، فقوم النفس بالأخلاق تستقم».. والله غالب على أمره، وتحيا مصر.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة