أميمة كمال
أميمة كمال


لذا لزم التنويه

حكاية وراء 1157 دولارا

أخبار اليوم

الجمعة، 16 أبريل 2021 - 07:08 م

 

اعتدت دائما أن أتابع رقما ينشره البنك المركزى فى تقريره الشهرى، وهو متوسط نصيب كل واحد فينا من الدين الخارجى. وربما فاتنى أن ألحظ كيف قفز نصيبى من 758 دولارا فى الربع الثانى من 2017/2018، حتى وصل مؤخرا إلى 1157 دولارا. قبل أن أطالع تقريرا على جانب كبير من الأهمية أعده المركز المصرى للدراسات الاقتصادية حول الدين الخارجى لمصر. وأهم ماوضع المركز يدنا عليه، هو أن الدين كرقم مطلق ليس هو بالأمر الأكثر أهمية. ولكن ماذا صنعنا بكل تلك المليارات، هو مايستحق القياس. ولأن الديون مجرد أداة مالية لتحقيق النمو، وبالتالى التنمية، فلا يصح مطلقا اللجوء للاقتراض من أجل تسديد الديون. فكان على المركز أن يضع معيارا محددا لتقييم خطورة الديون خاصة فى ظل الأزمة العالمية الحالية. ووضع المركز بعض الدول الأخرى فى مقارنة مع مصر منها دول بغرض أن نحذو حذوها مثل الصين، وأخرى منافسة مثل جنوب أفريقيا والبرازيل، وثالثة مناظرة مثل المغرب وذلك لقياس القدرة على السداد. وهذه القدرة تقاس بنسبة ماتبلغه تلك الديون مقارنة بالنمو المتحقق، والذى يقاس بالدخل القومى للدولة، وبحجم الصادرات الصناعية التى تقيس قدرة البلد على زيادة الإنتاجية وخلق قيمة مضافة. وبالرغم من أنه كان صادما أن يبلغ الدين الخارجى للصين 500 مليار دولار خلال السنوات الخمس السابقة حتى 2019، إلا أن هذا كان مصاحبا بارتفاع الدخل القومى بحوالى 30% خلال تلك السنوات. وبالمقارنة حققت مصر ارتفاعا فى الدخل القومى بحوالى 19%. وبمقارنة تلك الديون إلى إجمالى الصادرات والتى تعد مصدرا للنقد الأجنبى وبالتالى القدرة على سداد المديونية نجد أن النسبة تصل إلى 200% من الصادرات فى 2019/2020. وهو مايشير إلى ضرورة اعتماد سياسات تزيد من حجم الصادرات. وهناك أمر يتحتم الوقوف عنده، وهو تضاعف حجم ماندفعه لسداد أصل الدين وفوائده حيث بلغ إجماليه عام 2019/2020 ثلاثة أضعاف ماتم سداده قبل ثلاث سنوات من هذا التاريخ. فى وقت نعانى فيه من تراجع التدفقات الخارجية. وربما النصيحة التى يسديها المركز أن ننظر إلى الديون ليس كرقم مطلق، ولكن إلى كيفية تمويلها للتنمية الاقتصادية، وليس استخدامها فى تسديد الديون.. وهو مايدفعنى مرة أخرى لأتابع كم يبلغ نصيبى من الديون وأين تذهب؟
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة