آمال المغربى
آمال المغربى


عين على الحدث

الدنمارك تطرد اللاجئين!

آمال المغربي

السبت، 17 أبريل 2021 - 05:53 م

كان من المفترض أن تحتفل اللاجئة السورية آية عبدو ضاهر -20 عاما- بتخرجها فى نهاية يونيو القادم مع زميلاتها فى المدرسة الثانوية، بمدينة نيبورج الدنماركية. لكنها تلقت رسالة إلكترونية فى الاسبوع من السلطات قلبت حياتها رأسا على عقب، جاء فى الرسالة "لقد انتهت إقامتك ولن يتم تمديدها" انهارات كل طموحات آية التى اتقنت اللغة الدانماركية وكانت تأمل إتمام دراستها العلمية وتحقيق حلمها بأن تصبح طبيبة أسنان.
الرسالة جزء من سياسة متشددة جديدة تتبعها الدنمارك ضد اللاجئين تمنع بموجبها وصول أى لاجئ إلى البلاد، بالاضافة إلى ترحيل اللاجئين المتواجدين حاليا هناك إلى بلادهم الأصلية ولا تستثنى حتى السوريين من الترحيل فهى تعتبر ان سوريا أصبحت آمنة رغم انها مازالت تغلق سفارتها هناك بحجة انها دولة غير آمنة.
السياسة الجديدة تعتبر جزءا من منسوب العنصرية ضد المهاجرين وطالبى اللجوء الأجانب الذين يتزايدون فى أوروبا وحتى فى الدول الاسكندنافية التى كانت الأكثر تسامحا وترحيبا من غيرها باللاجئين، بفعل وصول الأحزاب اليمينية المتطرفة والعنصرية للسلطة، ومن بينها حزب الشعب الدنماركى اليمينى المتطرف الذى بدأ فى تطبيق سياسات عنصرية تجاه اللاجئين وعلى الاخص العرب والمسلمون .. ولذلك تسود حالة من القلق غير مسبوقة فى أوساط اللاجئين هناك بعد إبلاغ السلطات الدنماركية لعشرات منهم بإلغاء إقامتهم المؤقتة والاستِعداد للرحيل أو الترحيل القسرى لبلادهم.
مصدر القلق يعود إلى أن مناطق كثيرة فى سوريا ما زالت غير آمنة، سواء التى تقع تحت سيطرة الجماعات المعارضة لنظام الاسد، او التى يسيطر عليها النظام حيث يخشى بعض هؤلاء اللاجئين أن يتعرضوا لملاحقات أمنية بسبب معارضتهم السابقة للنظام..بالاضافة إلى ان الدنمارك من أكثر الدول الأوروبية رعاية للاجئين والعِناية بهم صحيا وماليا وتعليميا، بينما سيواجِهون أوضاعا اجتماعية صعبة، فى حالِ عودتهم طوعا أو قسرا إلى سوريا، نتيجة لارتفاع معدلات البطالة، والظروف المعيشية الصعبة، بسبب تفشى كورونا بالاضافة إلى ان عددا كبيرا من المدن والاحياء مازالت مدمرة بسبب الحرب.
المشكلة الان ان الحكومة تقوم حاليا بتجميع اللاجئين السوريين الذين لم تجدد اقامتهم بمركز للترحيل يقع على جزيرة ليندهولم المعزولة فى بحر البلطيق حتى يتم ترحيلهم، ويقول هيجارد، نائب يسارى بالبرلمان الدنماركى: "انهم ممكن أن يظلوا فى مركز الترحيل لسنوات ويصابوا بالجنون وهم ينتظرون تغير الظروف فى سوريا"، ويطالب الحكومة بالسماح لهم بالعمل والتعليم الا ان الحكومة مصممة على طرد اللاجئين رغم مناشدات منظمة العفو الدولية، والكثير من المنظمات الحقوقية!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة