السبت، 17 أبريل 2021 - 07:31 م

أُتيحت للكاتب الصحفي أحمد صالح، ملازمة الفنان العالمي عمر الشريف، يوما كاملا وهو يمثل دوره في فيلم الوادي الأخير؛ حيث رأى ذلك التلميذ المطيع الذي ينفذ تعليمات المخرج بدقة وحرص، والذي يعيد اللقطة مرة واثنين وثلاثا.. يعيدها رغم موافقة المخرج عليها؛ لأنه يشعر أنه لم يكن في قمة إحساسه بها.

بدأ يوم عمر الشريف، في السادسة صباحا، ليكون أمام الماكيير في السابعة والنصف، بالقرية التي بنيت خصيصا بين جبال مدينة أنسبروك؛ حيث تدور أحداث الفيلم.

لم تمنعه طاعته للمخرج من أن يميل على أذنه هامسا برأيه في موقف أو عبارة أو حركة يؤديها في الفيلم .. يقترح تغييرها .. وغالبا ما يوافقه المخرج.

اقرأ أيضًا| فاتن حمامة أم القمار؟.. أسوأ إجابة ندم عليها عمر الشريف

ظل عمر الشريف، يعمل طوال تسع ساعات كاملة لم يتناول خلالها قطعة طعام واحدة، ربما كوبا من القهوة فقط، ثم ثمانين سيجارة يطلق دخانها كله بين اللقطات، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 8 نوفمبر 1969.

بعد انتهاء التصوير يعود عمر إلى فندقه، ويتناول طعامه، ويقرأ الصحف، ويحفظ دوره لليوم التالي، ثم يبدأ في كي شعره الذي صبغه بلون الدخان وأطاله من أجل الفترة التاريخية التي تدور فيها أحداث الفيلم، وعندما سئل لماذا لا يترك هذه المهمة حتى الصباح ليستريح في المساء، أجاب حتى لا يظهر شعره أمام الكاميرا مكويا تماما.

أقام الطلبة العرب في جامعة أنسبروك وليمة عشاء لعمر الشريف، أكل خلالها الملوخية بالأرز، وتناول أقراص الطعمية التي أحضروا البودرة الخاصة بها من القاهرة، وهو يتمايل على أنغام «هذه ليلتي» وصوت أم كلثوم، ويصيح قائلا: إنه أكل أكثر مما ينبغي لكنه لا يستطيع أن يمنع نفسه، رغم ما سيقاسيه طوال الليل من آلام قرحة المعدة.

يعمل الشريف، في الفيلم تسع ساعات في اليوم، ستة أيام في الأسبوع، وخصص اليوم السابع لإذاعة بلاده لتسجيل مسلسلين مدة كل منهما سبع ساعات ونصف.