حكاية «معبد أوام» من أشهر معابد اله القمر في اليمن
حكاية «معبد أوام» من أشهر معابد اله القمر في اليمن


«معبد أوام» .. حكاية أشهر معابد اله القمر في اليمن

شيرين الكردي

السبت، 17 أبريل 2021 - 09:37 م

هو معروف الآن بإسم "محرم بلقيس" فهو من أشهر معابد اله القمر في اليمن عامة وبخاصة السبئيون  الذين كانوا يتحكموا بطرق التجارة القديمة لانه كان مكان الحج الرئيسي لهم والمركز الديني لمدينة مأرب وذُكر أسم هذا المعبد بالنقوش اليمنية القديمة بـ ( أوام معبد المُقه ) ، ( المُقه سيد أوام) 
ويفُسر أسم المعبد بأنه الملجأ والمأوى مأخوذ من اسم الفاعل أوى ويقصد هو مأوى المتعبدين ويوجد رأي أخر أن أوام  هي اسم الأرض الحرام التي بني عليها المعبد ولذلك لقب بإسم الارض التي بنيت عليها ، كما أكدته هاجر الطواب، باحثة في الآثار الإسلامية.

اقرأ أيضا|الجمهور ممنوع من الكلام.. أغرب مباراة «الكوتشينة» في القاهرة

 حيث تم بناءه لأول مرة في القرن العاشر ق.م، وكان أسم المعبد له علاقه بمنطقتين أخرتين ( ذعرن ألو ) حيث يرى القحطاني أن هذا لقب الإله المُقه الذي عبد في أوام علي جبل ألو في منطقة شبان أفيان وعُرف الإله المقه أيضا بـ ( المقه ثهون بعل أوام ) أي المقه المتكلم رب أوام ومن المعتقد أن المشار له الكاهن المتكلم بإسم الإله المقه ويقول إبراهيم الصاوى أن تلك الاسئله والاجابات كانت تحدث في مكان بالمعبد يسمي المسأل في النقوش أي مكان الاستخارة .

الموقع :

يقع المعبد علي مسافة ٤ كم جنوب مأرب في الجهه الأخرى من وادى أذنه  وسط ضواحي المدينة القديمة فهو من أشهر معابد اليمن بل والجزيرة العربية بأكملها  ، كما أنه يتبع الطراز الرابع للمعابد اليمنية، حيث يكون بشكل بيضاوى علي نمط سور معبد صرواح كحائط مزدوج متصل بحوائط أخرى صغيرة بينها فواصل بها قطع حجرية صغيرة فكان القطر الأكبر للسور المحيط يبلغ حوالي ١٠٠ متر والقطر الأصغر من ٧٥:٧١ متر والارتفاع المتبقي ٩ متر .

ووجد أمام المعبد سقيفه يحمل سقفها ٨ اعمدة حجرية قائمة بذاتها من الحجر وتؤدى السقيفة لمدخل له صرحان مرتفعان ثم يؤديان إلي بهو ضخم به عدد كبير من الاعمدة تبلغ حتي ٣٢ عمود وتم عمل ٦٤ نافذة حجرية وهمية متصلة في الجدران الداخلية للبهو الكبير كانت تشبه النوافذ الخشبية من حيث الشكل والإتقان الرائع ولكن يرى " أبو العيون بركات" أن هذه النوافذ ما هي إلا رموز مؤدية لقدس الأقداس ومن الممكن أن القرابين كانت توضع أمامها والدليل علي تأكيد الرأي المائدة التي تظهر أسفل النوافذ تشبه مائدة القرابين والتقديمات بالمعبد .

كما يرى أحد الباحثين أن واجهة المعبد التي تؤدى للبهو  وأخشاب بابه وأرضيته وسلالمه كانت مكسوة بصفائح عريضة من البرونز لتدل علي الثراء ويعتقد چامي أن الدرج المؤدى للبهو تتوسطة نافورة تصب مائها في حوض برونزى كبير أمام ويعتقد ألبيرت وجود خزان ماء فوق الصرحان بالمدخل كان يملأ من بئر داخل المعبد وتجرى الماء في مجرى لأرضية المعبد لتصب في الحوض البرونزي الكبير وتوزع مرة أخرى لأغراضها . 

وعثر في المعبد علي جوانب مدخل البهو علي عدد كبير النصب الحجرية المنقوشة وعدد من التماثيل البرونزية الصغيرة والكبيرة لتدل علي ثراء أصحابها  ونقشت عليها عبارات إهداء للإله المقة صاحب معبد اوام وبعضها كان تقليد للفن الفينيقي والهلينيستي .

وجدت أراء عدة حول سبب إختيار الشكل البيضاوي للسور فيقول لطفي عبد الوهاب أن لها عدة إستنتاجات فربما يساعد في حراسة المعبد ضد غارات البدو الذين سكنوا صحارى اليمن وبهذا لم تتواجد زوايا لحجب الرؤية عن من يحرس المعبد وهي نفس فكرة بناء المنازل علي إرتفاع من طوابق ليكن الارتفاع من عوامل حراسه المعبد والسيطره علي البدو الثائرين .

ويعارض ابو العيون بركات هذا الرأي فهو يري أن السور لا يحيط بالمعبد بأكمله ولكن بالفناء الخارجي للمعبد ولكن يذكر أنه اتخذ الشكل البيضاوي لنظرة دينية حيث اتخذ السور شكل من أشكال القمر وهو الهلال  اول الشكل الدائرى الكامل عندما يكون القمر بدرا لكي ينظر له الشعب نظرة تقديس وإجلال ومن ثم فكان إله القمر هو الإله الرئيسي .

ويقول منير عبدالجليل أن الباحثين اتفقوا علي أن سبب بناء المعبد بهذا الشكل هو إحاطه المنطقة المقدسة بجدران تميزها عن أجزاء المعبد الأخرى ويقال نقلا عن Dos أن الشكل يدل على التحويط للمنطقة الدينية وقال أن الهدف هو توسيع المعبد الأكبر ليضم كثير من المتعبدين لأن المعبد لم يقتصر على الأمور الدينية ، حيث ان معبد أوام هو مركز إدارى رئيسي لمملكة سبأ ، وقال  شميدت أيضا أن الشكل لا يمثل المعبد نفسه ولكنه عباره عن جدار محيط بمنطقة أداء الطقوس الدينية.

وطبقاً لنقوش الجدار الخارجي للمعبد فقد وجد اسم ( يدع إيل ذريح بن سمه علي ) هو الذى بني المعبد ووجد نقشأخر جمع بينه وبين (يثع أمر بين بن يكرب ملك وتار ) فهم قاموا ببناء المعبد ووجدت نقوش لملوك أخرى من عصور أحدث قاموا بأعمال في المعبد وأكدت البعثه الامريكيه العثور على نقوش ترجع للقرنين الثالث والرابع بعد الميلاد وهذا تأكيد علي أن المعبد ظل قائماً بوظيفته مايقرب من ألف سنة، وإذا ما دققنا النظر لوجدنا تشابه كبير جداً بين المعابد اليمنية والمعابد المصرية القديمة، من حيث التصميم ومازلنا لانعرف الكثير عن هذا المعبد ونقوشه المخفيه تحت الرمال .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة