الرئيس محمود عباس يترأس اجتماع اللجنة المركزية بحركة فتح لبحث آخر تطورات سير الانتخابات
الرئيس محمود عباس يترأس اجتماع اللجنة المركزية بحركة فتح لبحث آخر تطورات سير الانتخابات


مشهد انتخابى فلسطينى مرتبك انقسام حاد داخل «فتح».. والتأجيل وارد

أسامة عجاج

السبت، 17 أبريل 2021 - 10:00 م

 

 إذا سارت أمور الانتخابات التشريعية الفلسطينية،والمقرر لإجرائها فى ٢٢ مايو القادم، كما هى عليها، فإن ثمة مأزقا يواجه السلطة الوطنية الفلسطينية، ومن قبلها حركة فتح، التى قادت تاريخيًا النضال الفلسطيني، منذ نهاية ستينيات القرن الماضي، بعد أن أعلنت اللجنة المركزية للانتخابات أسماء القوائم والمرشحين للانتخابات البرلمانية، والتى تعد الأولى منذ عام ٢٠٠٦، وقبولها ٣٦ قائمة وخلال الأيام القادمة، ستكون الصورة أكثر وضوحا، والقوائم التى حصلت على الصلاحية عديدة ومتنوعة هى، وبعضها مسيس ينتمى إلى تيارات سياسية ومكونات حزبية والأخرى احتجاجية تتعلق لمواجهة الأزمة الاقتصادية وتحسين الظروف المعيشية

صحيح أن ما يتم خطوة كبيرة باتجاه حدث استثنائى فى مسيرة النضال الوطنى الفلسطيني، قد ينجح فى إنهاء الانقسام الفلسطينى المستمرة، منذ الانتخابات الماضية فى ٢٠٠٦، مابين حركة فتح وحماس، دفع الشعب الفلسطينى ثمنًا باهظًا لذلك، ولكن دعونا نتفق على شيء مهم، ان طبيعة فلسطين كدولة تحت الاحتلال، يجعل من فعل الانتخابات ليس شأنًا فلسطينيا، يخص الشعب الفلسطيني، كما هو الحال فى انتخابات بلاد الدنيا،ولكنه يمتد من حيث التأثير والتأثر بدولة الاحتلال إسرائيل من جهة،وبدول الجوار والإقليم، من جهة آخرى، فعلى سبيل المثال لم يكن فوز حماس بتوجهها الديني، وحسابها على تيار الإسلام السياسي، بالأغلبية فى الانتخابات الماضية، أمرا مقبولا من جهات عديدة، رغم أنه خيار الشعب الفلسطيني، وكان هذا جزءا من أزمة الانقسام والتشطير،وهذه حقيقة لابد أن نعترف بها،ونضعها فى الاعتبار،

فى ضوء القراءة المبكرة سياسيًا لعملية الانتخابات القادمة سواء البرلمانية أو الرئاسية

و للقوائم المقدمة وتداعياتها على صورة الخريطة السياسية المقبلة فى فلسطين، يمكن أن الأحداث خلال الأسابيع القادمة لن تخرج عن المشهدين

الاول : السير قدما فى الانتخابات وهذا يعنى أن حركة فتح قد تكون الأكثر تضررا، وقد يتكرر سيناريو انتخابات ٢٠٠٦ وبصورة أسوأ، رغم تصدير حالة من الثقة والتفاؤل من قبل قيادييها فى المرحلة القادمة، وفى مقدمتهم جبريل الرجوب، فالحركة تدخل الانتخابات بثلاث قوائم منفصلة، الأولى العاصفة وتضم الحركة الرئيسية، ويترأسها نائب رئيس الحركة محمود العالول، متحالفة مع أربع فصائل صغيرة، هى جبهة التحرير الفلسطينية،والنضال الشعبي، والجبهة العربية وجبهة التحرير، أما القائمة الثانية والتى تمثل أحدث انشقاق فى حركة فتح، فهى قائمة الحرية وتضم تحالفا بين القيادى المفصول ناصر القدرة ابن شقيقة الزعيم الشهيد ياسر عرفات، وبين القيادى الأسير مروان البرغوثى،وهو يتمتع بشعبية كبيرة داخل الشارع الفلسطيني، أما القائمة الثالثة فهى المستقبل، وهى تمثل التيار الاصلاحى داخل فتح، بزعامة القيادى المفصول محمد دحلان،ويكفى أن نتوقف عند آخر استطلاعات الرأي، التى كشفت عن أن قائمة البرغوثى متفوقة وقد تحصل على ٢٨ بالمائة، يضاف إليها قائمة القدوة ب ٧ بالمائة، بينما نسب فوز قائمة فتح على ٢٠ بالمائة فقط، فما بالك بمنافسة حركة حماس وقائمتها "القدس موعدنا "، وهى برئاسة خليل الحية وتضم قيادات من القطاع والضفة بما فيها القدس الشرقية، ومسيحيين وأكاديمين ومستقلين وأسرى نفس الشىء ينطبق على الانتخابات الرئاسية،والتى كانت المؤشرات تقول، إن محمود عباس هو المرشح الأقوى،ولكن لم يعد بعد دخول مروان البرغوثى فى تحالف مع ناصر القدوة، على خط المنافسة مع أبو مازن، ولا أحد ينكر شعبيته الطاغية فى الوسط الفلسطيني.

الثانى : تأجيل الانتخابات أو إلغاؤها وهناك تقارير إسرائيلية، تحدثت عن ضغوط من تل أبيب ومن جهات آخري، إلى تأجيل الانتخابات أو إلغائها، خوفا من تلاشى قوة فتح لحساب حماس، وقوى آخرى راديكالية فى موقفها من إسرائيل، والسبب الأهم يتعلق بإجراء الانتخابات فى مدينة القدس كما كان عليه الحال فى ٢٠٠٦ فإسرائيل لم ترد على رسالة السلطة الوطنية حول إجراءات انتخابات القدس ولم ترد على طلب الاتحاد الأوربى بمراقبة العملية الانتخابية برمتها كما يبدو انه ليس هناك إرادة كافية من اللجنة الرباعية الدولية للضغط على إسرائيل بهذا الخصوص وقد كشف جبريل الرجوب أمين سر حركة فتح على ان القيادة الفلسطينية مستمرة فى حشد الضغوط الإقليمية والدولية لإجراء الانتخابات فى كافة الأراضى الفلسطينية .

وأضاف ان الانتخابات ستجرى فى مواعيدها ولن يكون هناك تلاعب فى الالتزامات الوطنية خطورة هذا السيناريو أنه يعيد الأمور إلى نقطة الصفر بعد ظهور خلاف بين حماس وفتح حول انتخابات القدس الأولى ترغب فى إجرائها فى المدينة بوسائل آخرى وتعتبر أن فتح تتخذ من القضية ذريعة للتأجيل وفتح تشترط إجراء الانتخابات ترشيحا وانتخابات

من الآن حتى ٢٢ مايو القادم كافة السيناريوهات مطروحة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة