محمد سعد
محمد سعد


أمنية

حلاوة النصر

محمد سعد

الأحد، 18 أبريل 2021 - 07:31 م

٤٩ عاماً هجرياً بالتمام والكمال انقضت على تحرير الأرض، ٤٩ عاما اصبح فى كتب التاريخ بين سطور الورق العتيق شهادة للتاريخ ، أن العاشر من رمضان الموافق السادس من أكتوبر يوم سطر قول الحق بأن جيش مصر لا يعرف معنى الانكسار ويعرف طعم وحلاوة الانتصار يصنعه رجاله الأشداء ويكتبون على جدار التاريخ معنى الخلود للحياة، وللمفارقات يوافق هذه الأيام المباركات الذكرى الـ40 لخروج آخر جندى إسرائيلى من سيناء فى 25 أبريل 1981.

 

غابت الشمس يوما ما  وظلت حبيسة فى جوف السماء، لم تشرق على أرض مصر، لم ترسل أشعتها على وجه تكسوه ملامح الانكسار، وجها ظل على مدار 6 سنوات عبوسا يكابد آلام الهزيمة وضياع الكرامة واغتصاب الأرض، سادت مشاعر مؤلمة غارقا فى بحرها العاتية أمواجه كل مصرى يتوق لاسترداد الوطن.

 

ولكن كتب علينا أن يبقى كتاب الانتصار مفتوحا ما بقيت الحياة، مفتوحا على صفحة تحرير الأرض فيظل عالقا بالأذهان نقص منه أجمل القصص على الأجيال فرياح النصر لا تضع أوزارها، تأتي بنسائم العزة والكرامة  تظل باقية وشاهدة، يحركها صناع المجد في كل زمان ومكان، جنود بواسل عاهدوا الله على الوطن أن يحفظوه من كل سوء، فما كتبوا غير حق وغير عدل وما نطقوا عن الهوى، إنها إرادة السماء جعلت من الجندى المصرى خير أجناد الأرض كلما ارتوى تراب الأرض بدمائهم نبتت ثمار الانتصار.

 

كتب القدر، أن الجيش والشعب كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، الجيش حاملا فى أعناقه وعد وإرادة الانتصار ورغبة الشهادة فى سبيل الانتصار وكان الشعب مؤمنا بقدرة جنوده على تحقيق الانتصار، ولأن الانتصار يكتبه الأبطال وتصنعه شجاعة لا تعرف للخوف دارا وجنود تسكنهم عزيمة وإرادة خلقت للبقاء، كتب التاريخ على صفحات النضال أن لمصر جنودا بواسل وجيشا جبارا يؤمن بيقين تحقيق الانتصار، يوم يأتى يطرق الأبواب حاملا بين راحتيه فرحة الانتصار، وما كان يأتى اليوم كاشفا لمرارة الانكسار هناك جيش عداده جنود جعلهم الله خير الأجناد كتبوا لمصر النصر صنعا بالمستحيل وأسقطوا حصون الوهم حتى غابت الدنيا عن الوعى لا تصدقه العقول فخيال البشر لم يسبح يوما فى عقول جنود تؤمن بجلب شمس الانتصار.

 

وفى تلك اللحظة الحالمة يبزغ شعاع النور يشق عتمة الانكسار فيحيى الأمل في النفوس الواهية حين كتبت العسكرية المصرية حروف النصر على شاطئ سيناء ارتوى ثراها بدماء جنود هم خير أجناد الأرض وبددت وهم المستحيل، عادت الأرض لأحضان مصر وصار الوطن مكتملا غير منقوص والكرامة المسلوبة فى ظلام الليل الحالك السواد، استردوها فارتفعت هامة كل مصري يسكن ربوع الدنيا، أعادوا إليه معنى الحياة.

تحية لمن جعلوا الليل نهارا لمن صنعوا من الانكسار انتصار وكتبوا حروف الانتصار، لمن لا يهابوا الموت فى سبيل الله اختاروا طريق النصر أو الشهادة،  لمن سجلوا بين ثنايا التاريخ معجزة الدنيا بأسرها واستردوا كرامة شعب وحلم أمة ووطن ممزق،  لمن هم وقت الشدائد درع الوطن وسيفه وحصن منيع يلوذ به المصريون،  رحم الله من فضلوا الشهادة على الحياة، رحم الله من بذلوا الروح وأجزلوا العطاء وواجهوا الموت لأجل الحياة،  رحم الله من تعاهدوا ليبددوا وحشة الظلمة حتى يأتى النهار، رحم الله رجالا لم يهابوا الموت يوما ينتظرونه بين لحظة وأخرى  بقلوب مؤمنة راضية بقضاء الله وقدره.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة