عبد التواب قطب
عبد التواب قطب


وكيل الأزهر الأسبق: رمضان فرصة لصلة الأرحام وإصلاح علاقاتنا بالخلق والخالق

نادية زين العابدين

الأحد، 18 أبريل 2021 - 09:14 م

شهر رمضان شهر عبادة وطاعة وإقبال على الله وهو فرصة للعاصى للتوبة وللمؤمن للمواظبة وأيضا فرصة ذهبية لاجتماع العائلة وتقوية الروابط الأسرية والاجتماعية قد لا تتاح فى باقى شهور العام ففيه يحرص الجميع على التراحم والود ونبذ الخلافات وإعادة الأمور إلى نصابها مع الأهل والجيران والأصحاب فكيف نعزز هذه العلاقات الاجتماعية؟

يقول فضيلة الشيخ عبد التواب قطب وكيل الأزهر السابق: الناس حريصة فى شهر رمضان على تنشيط العلاقات بينها وبين بعض عبر كثير من الصور والمظاهر تبدأ أولا من تبادل التهانى بقدوم الشهر إما هاتفيا أو عن طريق النت وتعليق الزينات داخل البيوت وعلى واجهات المنازل وفى الشوارع والمحال لإدخال البهجة والسرور على الصغار والكبار ثم لمة الأسرة على مائدتى الافطار والسحور فى أوقات محددة ولذا الطعام يكون فيه بركة ومذاق مختلف سواء كان الطعام بسيطا او كثيرا مع تبادل الاحاديث والحكايات ولكن علينا ألا ننسى قوله تعالى: «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين» وتزداد هذه الروابط مع الذهاب والاجتماع لأداء صلاة العشاء والتراويح فى المسجد فى جماعة.
فرصة للتسامح
< هل لابد من إنهاء الخلافات مع الآخرين قبل بدء الشهر الكريم؟
نعم يحرص كل مسلم على إنهاء أى خلافات أو مشاكل وإعادة الأمور إلى نصابها واستئناف علاقات القرابة أو الزمالة فنحن نعلم أنه لا تخلو أى عائلة من مشاكل، فرمضان فرصة لصلة الأرحام المقطوعة وإصلاح العلاقة مع الخلق والخالق.
< ما هى الوسيلة لإعادة الود بين الناس وخاصة بعد قطيعة قد تكون طويلة أحيانا؟
لابد من تجديد النية أولا بين المرء وربه وأن يحرص على نبذ أى خلاف وتصفية النفس حقيقة لا رياء ثم التواصل برسالة جميلة على مواقع التواصل لتهيئة الطرف الآخر، ولا مانع من محادثة تليفونية والزيارة فرمضان فرصة للتسامح والجميع يعلم ذلك ويريده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المتخاصميَن: «وخيرهما الذى يبدأ بالسلام».
تقديم الهدايا
< كيف نعود أطفالنا على صلة الأرحام فى ظل مشاغل الحياة الآن؟
الأطفال أمانة بين أيدينا والطفل وعاء تضع فيه ما تشاء فمن الواجب تعليمهم صلة الأرحام وتعزيز هذا الشعور لديهم وجميل أن يكون شهر رمضان مناسبة لذلك يجب أن نطلب من الصغير الاتصال هاتفيا بأقاربه وزيارتهم مع الكبار ولا مانع من تقديم الهدايا كل حسب استطاعته ولاننسى الجيران خاصة كبار السن ومن يعيشون بمفردهم فهذا يظل محفورا فى ذاكرة الطفل مدى الحياة ويقضى على العزلة بين أبناء الجيل الجديد الذين يقضون للأسف أوقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعى فهذا يزيد من صلة الأرحام ويتعارفون على بعضهم البعض فهذه اللقاءات تؤثر بشكل إيجابي.
واجبات ضرورية
< ماهى واجبات الصائم الاجتماعية الأخرى تجاه مجتمعه؟
هناك صور أخرى لتقوية الروابط بين المسلمين منها مد يد العون والمساعدة للفقراء والمساكين من خلال إعداد شنط رمضان التى تحتوى على المواد الغذائية اللازمة للطعام بأن يقدم الإنسان مساعدة مادية لمن يقومون بإعداد هذه الشنط سواء الجمعيات الأهلية أو مسجد الحى الذى يسكن فيه وتقديم بعض محتويات هذه الشنط من المواد الغذائية أو بالتبرع ببعض الوقت والمجهود لتوزيع هذه الشنط كل هذا دون مفاخرة أو مجاهرة بالصدقة فنتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فى حديث: «سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله منهم رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما قدمت يميينه)، وهناك أيضا من يقدم وجبات مطهية للأسر القريبة من منزله أو يشارك فى إعدادها مع بعض المؤسسات التى تعدها قال تعالى: «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا»، هذا بالاضافة إلى المساعدة أيضا فى شراء ملابس العيد للصغار وحبذا لو أولا الأقارب والجيران ثم فقراء المسلمين.
صور مضيئة
هناك أيضا واجبات بسيطة يستطيع كل منا تقديمها لوطنه وهى مظهر جيد لترابط هذا الوطن منها الالتزام بنظافة حية، فقد رأينا مؤخرا صورا مضيئة لبعض شبابنا حيث يقومون بتنظيف شوارع حيهم للجلوس مع بعضهم البعض بعد الإفطار أو للعب كرة القدم من خلال مباريات ودية جميلة وهذا مطلوب طول العام تكاتف الكل يساعد على تقدم الوطن ورقيه، ولابد أن يساعد الجميع ولا يعتمد على بلده فقط فقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم ابدأ بنفسك أولا والحقيقة هناك مظاهر رحمة وود كثيرة يستطيعها كل منا خلال هذا الشهر تزيد من حسناتنا فى الدنيا والآخرة.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة