د. محمد إبراهيم العشماوى
د. محمد إبراهيم العشماوى


خواطر عشماوية تذكير السادة بلفظ السيادة

الأخبار

الأحد، 18 أبريل 2021 - 09:43 م

إن ذِكْرَ النبى صلى الله عليه وسلم بالألفاظ المُنْبئة عن توقيره واحترامه، كالسيادة ونحوها، فى غير العبادات المشروعة، على اختلافٍ فيها؛ ليس تفضُّلا مِنَّا عليه، بل هو حقُّه الذى أوجبه الله علينا فى نحو قوله تعالى: «لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا». وقد ذكَر أكثرُ المفسِّرين أنَّ التَّعْزيِرَ هو التَّفْخيم والتعظيم، ونصَّ السُّدِّى على أنَّ التوقير هو التَّسْوِيد.
والنُّكْتةُ فى توحيد الضمير فى قوله: «وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ» مع أن المذكور اثنان؛ هى أن تعزير أحدهما تعزير للآخر، وتوقيره توقير له، كما أشار إليه جمع من المفسرين.. ومَنْ قال: النبوة أشرف الألقاب، فلا معنى للسيادة؟..قلنا: نعم، لكنها معلومة، وإن لم تُذكر، بل اسمه المجرد صلوات الله وسلامه عليه عَلَمٌ على خاتم الأنبياء والمرسلين، والقصد فعل ما ينبئ عن التوقير، لا الاعتراف بالنبوة، فإن قيل: ما فعله السلف؟.. قلنا: فعله ابن مسعود (المتوفى 32هـ)، وسماه سيد المرسلين، وجعله من إحسان الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، وعلَّله بأنه يعرض عليه صلى الله عليه وسلم، رواه ابن ماجه بإسناد رجاله ثقات، إلا أن فيه المسعودى، وهو مختلط،.
فمَنْ نوَّرَ اللهُ بصيرتَهُ عَلِمَ أنه سيد العالمين فى الدنيا والآخرة، ورأى نفسه تاركا للأدب مع حضرته بترك السيادة، كما يفعل من يخاطب ملوك الدنيا، وأنه يؤدَّبُ على ذلك باطنا وظاهرا إن تركها منكِرا لسيادته، أو متهاونا فى الإتيان بها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة