د. محمد إبراهيم العشماوى أستاذ الحديث الشريف وعلومه فى جامعة الأزهر
د. محمد إبراهيم العشماوى أستاذ الحديث الشريف وعلومه فى جامعة الأزهر


خواطر عشماوية

تذكير السادة بلفظ السيادة 2

الأخبار

الإثنين، 19 أبريل 2021 - 07:13 م

بقلم/ د. محمد إبراهيم العشماوى

كيف يستجيز مسلم ألا يوقِّر نبيَّه بلفظ السيادة، مع أن خالقَه ما ناداه فى القرآن إلا بلقبٍ، كالمزمل والمدثر، توقيرا له، خلافا لغيره من الأنبياء، فدلَّنا باللفظ الصريح، دون الإشارة، على وجوب توقيره، بعدم ذكر اسمه مجرَّدا عن لقبٍ، يُنبئ عن أدبٍ، ولم يُنادِه باسْمِه العلَمِ مجرَّداً إلا فى مواضعَ يقتضيها سياق الآيات من حيث المعنى؛ وهى ليست فى موضع النداء، بل كلها فى موضع الخبر، ومع هذا فقد قرَنها جميعا بوصفه بأنه رسول الله.

وليعلم المانع من تسويد حضرته صلى الله عليه وسلم؛ أنه يقفُ فى حضرة الملوك والعظماء خاشعا ذليلا، مخاطبا إياهم بألفاظ السيادة والجلالة والفخامة، ولا يُنكر ذلك على نفسه، مع أنه قد يُزْرِى بدينه عند الله، وينكره على من فعله تأدُّبا مع النبى صلى الله عليه وسلم، مع أنه مأمورٌ به؟، بل بعض هؤلاء المانعين من ذلك لا يَرْضى أن تُخاطبه إلا بالألقاب الزائلة فى دار البوار، ولا يعلم مصيرَه إلى الجنة أم إلى النار، فنعوذ بالله من الخِذلان؛ فإنه أعظم الحرمان، !

إنَّ توقيرَ النبى صلى الله عليه وسلم بذِكْرِ لفظ السيادة مقروناً باسمه الشريف؛ أمرٌ توجبه شريعة الأدب، وحقيقة الحب، وله أثرٌ عظيم فى قوة المحبة فى قلب قائلها، وفى رضا المحبوب، بل لا أشك فى أن قائلَها بنيَّة الأدب مأجورٌ عليها، محبوبٌ إلى الله ورسوله، فمَنْ لم يتأدَّبْ معه صلى الله عليه وسلم عاش فى الدنيا ساخطا، وبُعث يوم القيامة قانطا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة