د.محمود الهوارى
د.محمود الهوارى


محمود الهوارى: احذروا من لصوص الصيام

سنية عباس

الإثنين، 19 أبريل 2021 - 09:23 م

شهر رمضان المبارك شهر العطايا وأوقاته هدايا من رب السماء لعباده المؤمنين ليتزودوا من معينها الذى يضاعف رصيد الحسنات، فيغتنمها من يحرص عليها ويقدر قيمتها ويغفل عنها التعساء والأشقياء، وينجو بنفسه من يتدارك التهاون فى حق شهر الصيام فينطلق إلى قمة التفوق الإيمانى وينتقل من الغفلة إلى اليقظة ومن التقصير إلى التشميرومن الكسل إلى العمل ومن البخل إلى العطاء ومن الانفلات إلى الإنضباط، ولن يحدث هذا التحول إذا لم ينتبه العبد إلى لصوص الصيام وسارقى الأوقات فيتحرر من أسرها ويسد منافذها ويقاطعها وإلا سيخرج من الموسم الرمضانى مفلسا يوم يغنم المجدون ويتوج الفائزون، وفى حوار مع الشيخ د.محمود الهوارى عضو المكتب الفنى لوكيل الأزهر الشريف يستعرض واقع بعض الناس الذين يصومون ويرجون ثواب الله فلا ينالون من صيامهم إلا الحرمان لأنهم سلموا أنفسهم للعادات التى تسرق العبادات والسلوكيات التى تأكل الحسنات.

يقول د.الهوارى: تتجدد الخيرات والبركات مع شهر رمضان المبارك ويحاول الناس التأدب والإلتزام بآداب الصيام، ووسط هذا الأفق الملائكى نجد من واقع الناس أمورا لا تليق بالصيام ولا الصائمين فيتناقض حالهم مع ما يفرضه الصيام من آداب ومن الشواهد قول الرسول صلى الله عليه وسلم:» رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش» وهذا حديث مخيف لمن يصوم ويحرم نفسه من الطعام والشراب والملذات يرجو ثواب الله ورضاه فلا ينال من صيامه هذا إلا الحرمان وهذا غاية الألم، والسبب أن هؤلاء سلموا أنفسهم وألسنتهم وقلوبهم للعادات التى تسرق العبادات، وقد تنبه لهذه العادات من أهل الله من قال: «إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم ودع أذى الخادم وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك ولا تجعل يوم فطرك ويوم صيامك سواء» فالصيام يجب أن يشمل العبد كله ظاهرا وباطنا.
ويتابع: استقامة الاخلاص وإصلاح النية من أهم عناصر الحماية للعمل الصالح وصيانة الصيام من أهم اللصوص المتربصين به، ومن لصوص الصيام القلب الملوث وهو ما يجب أن يحذره الصائم فلو فسد القلب بما يعكر صفو الدين سرق تعب وإجتهاد الصائم ولن يستقر إيمانه أو يقينه.
ويضيف: شهر رمضان يربى الصائم على طهارة القلب فيصوم لله ويتصدق على المحتاجين لله ويصل الرحم لله ويفعل الخيرات من أجل الله فلو تلوث القلب بنية فاسدة ضاع أجر الصيام، كما أن اللسان المنفلت يأتى على رصيد الحسنات وكذلك الغيبة وذكر الناس بما يكرهون كما أن العين الزائغة من لصوص الصيام وكأنما الأمر بغض البصر ليس لنا، والذكى حقا هو الذى يتخذ من شهر الصيام فرصة ليقهر هذا الداء وميله إليه، وأيضا رفقة السوء فيأتى رمضان وقد أعد بعض الناس جدولا لسهراتهم مع أقرانهم وأصدقائهم الذين يقضون الليل بصحبتهم وكل من ألهى الإنسان عن واجبه التعبدى فليس بصديق ولا صاحب وإنما صاحب سوء ولص من لصوص الصيام وإن لم يدع مباشرة إلى معصية أو منكر فيكفى أنه يعطلك عن.
وينبه: من أعاجيب الصائمين أنهم يعيشون موسم العبادة وكأنه موسم بيع وشراء وتسوق فنرى بعضهم ينطلقون فى الأسواق يشترون تارة وينظرون دون الحاجة إلى شراء تارة أخرى ويغيب عنهم أن رمضان صيام وقيام وقرآن وصدقة وبر ويغيب عنهم أيضا أن التردد على الأسواق بلا داع تضييع للأوقات ومدعاه لتعريض صيامهم إلى ما يفسده ويهتك حرمته فالأسواق شر بقاع الأرض كما ورد فى الحديث، كما أن الإسراف فى الطعام والنوم عند بعض الصائمين يسرق من صيامهم فيظنون أن الله منعهم الطعام والشراب نهارا ثم أباح لهم الإسراف المحرم بعد الإفطار، وأن الله أمرهم بالقيام بعض الليل ليناموا كثيرا من ساعات النهار وهنا نذكر أن المبالغة فى الأكل وملء البطن فوق ما نحتاج وبلا ضابط من لصوص الصيام لأنها البدن عن العبادة.
ويؤكد: هناك ما يسمى بالتوافه الغالبة التى تغلب الإنسان وتأكل حسنات عمله ومنها السهر إلى وقت متأخر فيما لا يعود بفائدة ودون ضابط فى أوقات جعلها الله مباركة ودعاهم فيها للعمل والعبادة وأضيف هناك عمل ليس من التوافه ولكنه يسرق أجمل ساعات رمضان من المرأة وهو أعمال المطبخ وهذه ليست دعوة لتخلى المرأة عن واجباتها ولكن تذكير بالاعتدال والتوازن بين العبادات والعادات، وهذه اللصوص إذا مكنها الصائم من شهره ضعف ثوابه وسرقة أجره فيالها من خسارة يقع فيها البعض وهم لا يشعرون.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة