عبدالرحمن الكواكبى
عبدالرحمن الكواكبى


عبدالرحمن الكواكبى.. النهضوي الذي قتلته «طبائع الاستبداد»

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 20 أبريل 2021 - 04:30 ص

من منا لم يقرأ أو يصادف عنوان كتاب «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد» لعبدالرحمن الكواكبي، والذي يعد من أهم الكتب العربية التي ألفت في القرن التاسع عشر.

الكثيرون قد يعرفون محتوى الكتاب، لكنهم لا يعرفون صاحبه الكواكبي المولود في حلب السورية خلال العام 1855.

على رغم موته في سن الـ47 إلا أنه يعتبر أحد رواد النهضة العربية ومفكريها في القرن التاسع عشر، وأحد مؤسسي الفكر القومي العربي.

اقرأ أيضا| انفجار أنبوبة في مبنى تابع لكنيسة «حارة الروم» بالقاهرة

الكواكبي في بداية حياته كان محرراً صحفياً في جريدة «الفرات» الحلبية، ولكن إيمانه بالحرية وروح المقاومة لديه دفعته لأن يؤسس هو وزميله السيد هشام العطار أول جريدة رسمية عربية خالصة وهي جريدة «الشهباء»، ولم تستمر سوى 15 عددًا ، حيث أغلقتها السلطات العثمانية بسبب المقالات النقدية اللاذعة الموجهة ضدها. 

شعر الكواكبي أن السلطة تقف في وجه طموحاته، انصرف إلى العمل بعيداً عن الصحافة، فاتخذ مكتباً للمحاماة، وكان يستقبل فيه الجميع من سائر الفئات ويساعدهم ويحصل حقوق المتظلمين ويسعى إلى مساعدتهم، واشتهر في جميع أنحاء حلب بلقب «أبوالضعفاء».

في كتاب «طبائع الاستبداد» صورة عن تعريفه للاستبداد بالضبط في بداية الكتاب، وكيف يظهر أو يؤثر في جوانب حياتنا المختلفة، فيتعرض في الفصول التالية للرابط ما بين الاستبداد مع كلٍ من: الدين، العلم، المجد، المال، الإنسان، الأخلاق، التربية، الترقي. وكيف كان لشكل الاستبداد في كل صورة من هذه الصور الأثر على حياة الإنسان لكي يصل في النهاية إلى مرحلة الخضوع.

أما في كتابه «أم القرى» فيناقش كل القضايا التي تواجه الأمة الإسلامية، من خلال عرضه لتصور تخيلي عن جمعية يحضرها العلماء من كل الدول الإسلامية، ويبدأون في تحليل أسباب الضعف التي واجهت الأمة الإسلامية، واستقروا في النهاية على تسميتها بـ«الفتور العام»، وعرض كل منهم تصوره للحلول المناسبة لكل القضايا والمشاكل التي تواجه الأمة الإسلامية.

اشتغل الكواكبي بالعديد من الوظائف الرسمية، فكان كاتبًا فخريًا للجنة المعارف، ثم مُحرِّرًا للمقالات، ثم صار بعد ذلك مأمور الإجراءات (رئيس قسم المحضرين)، كما كان عضوًا فخريًا بلجنة القومسيون.

وكان يشغل منصب عضو محكمة التجارة بولاية حلب، بالإضافة إلى توليه منصب رئيس البلدية.

أمضى الكواكبي سنين حياته مُصْلِحًا وداعيةً إلى النهوض والتقدم بالأمة العربية ومقاومة الاستبداد العثماني، وهو الأمر الذي ربما ضاق به السلطان العثماني عبد الحميد الثاني ذرعًا.

وقد قام الوالي التركي عارف باشا بتزوير بعض الأوراق التي يدين فيها الكواكبي بأنه عميل لدولة أجنبية أخرى، ليُحكم عليه بالإعدام، لكن غضب الرأي العام، أدى إلى إعادة محاكمته مرة أخرى في بيروت بعيدًا عن الوالي وسلطته، وفي النهاية حصل الكواكبي على البراءة، وكان على الكواكبي في كل لحظة أن يدفع ثمن شجاعته، فحتى مع فشل محاولات سجنه، تعرّض الكواكبي لمحاولة اغتيال من شخص مجهول قام بطعنه ليلًا، لكنه لم يمت.

سافر الكواكبي إلى الهند والصين، وسواحل شرق آسيا وسواحل أفريقيا، كما جاء إلى مصر حيث لم تكن تحت السيطرة المباشرة للسلطان العثماني عبدالحميد، وذاع صيته هنا، وتتلمذ على يديه الكثيرون.

استقر في مصر ومكث فيها 3 سنوات فقط، أثناءها نشر كتابه «طبائع الاستبداد»، فكان السبب في أن يتعرض للقتل بالسم، حيث وضع له السم في القهوة أثناء وجوده على المقهى الذي اعتاد الجلوس عليه في 1902، وأقيمت له جنازة كبيرة حضرها العديد من الأشخاص، وكتبوا على قبره كلمة «الشهيد»، ودفن في منطقة المقطم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة