جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

لعبة الفقراء.. فى «بورصة» الأثرياء!!

جلال عارف

الثلاثاء، 20 أبريل 2021 - 06:11 م

زلزال قوى يضرب عالم كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى أصبحت لعبة «البيزنس» قبل أى شىء آخر، متعة الفقراء فى العالم كله مهددة بأن تصبح لعبة الأثرياء فى بورصة كرة القدم.. وليس فى ملاعبها!!
فى إعلان مثير تم الكشف عن اتفاق بين 12 نادياً هى الأكبر والأشهر فى أوروبا والعالم على تنظيم بطولة تجمعها مع ثمانية أندية أخرى سيتم اختيارها لاحقاً ليكون «دورى السوبر» الذى يجمعها هو البديل عن بطولات أوروبا الحالية.
ولتكون هذه هى المسابقة الأهم فى عالم الكرة بنجومها «السوبر» وجوائزها المالية الهائلة، وبالتغيير الهائل الذى ستحدثه «إن تمت!» فى عالم الساحرة المستديرة.
الإعلان «المفاجىء» لم يكن كذلك تماماً.. فالحديث عن مثل هذه الخطوة يدور فى الكواليس منذ سنوات. وليست «كورونا» وحدها هى الدافع لذلك بسبب ما سببته من خسائر فادحة للأندية الكبرى، لكنها كانت دافعا لأن يتم الإعلان عن هذه الخطوة التى زلزلت عالم الكورة فى أوروبا.. وربما فى العالم كله!
وكما هو متوقع رفض الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» والاتحاد الأوروبى هذه الخطوة من جانب الأندية الأوروبية الكبيرة، وهددا بحرمان هذه الأندية من المشاركة فى البطولات المعتمدة ومنع لاعبيها -إذا شاركوا فى هذه المسابقة- من اللعب الدولى أو المشاركة فى كأس العالم. لكن الأهم تمثل فى أمرين: المعارضة الكبيرة من جماهير هذه الأندية التى تشعر أن لعبتها تسرق منها. ثم التواجد السياسى الكبير فى معارضة هذه الخطوة.. ففى إنجلترا كان رئيس الوزراء وزعيم المعارضة على اتفاق فى إدانة هذه الخطوة.. وفى فرنسا كان الرئيس ماكرون على رأس المعارضين.. انحيازا لجماهير الكرة الغاضبة.
المعركة مازالت فى بدايتها البعض يتصور أنها مجرد «مناورة» من الأندية الشهيرة للضغط على الاتحاد الأوروبى لزيادة ما تحصل عليه نظير مشاركتها فى البطولات الأوروبية.. لكن أى مناورة تلك التى يقف أمامها واحد من أكبر بنوك أمريكا والعالم ويرصد لها عشرة مليارات يورو يضع ثلثها تحت التصرف الفورى لأندية السوبر المقترح؟!
إنه «البيزنس» الذى لا يعرف إلا لغة المال، والذى لا يرى فى كرة القدم إلا استثمارا فى سلعة، ولا يعرف اللاعبين إلا على أنهم أدوات لاستثماره، ولا الجماهير إلا «زبائن» للبضاعة التى يقدمها! وقد لا تنجح محاولة «البيزنس» هذه المرة، لكن «اللعبة» بدأت، وكرة القدم لن تكون كما كانت، ولعبة الفقراء دخلت بورصة الأثرياء التى لا تحكمها - للأسف الشديد - الروح الرياضية!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة