د. محمد إبراهيم العشماوى أستاذ الحديث الشريف وعلومه فى جامعة الأزهر
د. محمد إبراهيم العشماوى أستاذ الحديث الشريف وعلومه فى جامعة الأزهر


خواطر عشماوية

حكم ما يقال من الذكر بين التراويح

الأخبار

الثلاثاء، 20 أبريل 2021 - 07:03 م

اعتاد بعض المسلمين الفصل بين التراويح بقراءة شيء من القرآن أو الأذكار أو الأدعية أو الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم أو الخواطر الوعظية ونحو ذلك، ومضى الناس على ذلك قرونا، فهل هذا مما ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح فعله، أم أنه بدعة منهى عنها؟
والجواب: أن هذا مما اختلف فيه العلماء، فبعضهم استحبه، ورأى أنه من عمل السلف، وبعضهم كرهه، وبعضهم حكم ببدعيته، وبعضهم فصل القول فيه. قال الإمام الكاسانى  «ومنها-أى سنن صلاة التراويح-أن الإمام كلما صلى ترويحة قعد بين الترويحتين قدر ترويحة يسبح، ويهلل، ويكبر، ويصلى على النبى صلى الله عليه وسلم، ويدعو. 
وحكى المرداوى الحنبلى روايتين فى المذهب فى الدعاء بعد التراويح، الأولى: لا يكره، وهو الصحيح من المذهب، والثانية: يكره، وهو اختيار ابن عقيل. وأطلق ابن الحاج المالكى القول ببدعية ما أحدثه الناس من الذكر وقراءة القرآن عقيب كل ترويحة، جهرا.. وفصل ابن حجر الهيتمى القول، فقال: إنه بدعة إن فعله بقصد السنة فى هذا المحل بخصوصه، دون من لم يقصد السنة، كأن يقصد أنه سنة على العموم، مع أنه قد ورد دليل خاص فى هذا المحل؛ إلا أنه ليس كافيا فى الدلالة.
وهذا التفصيل هو ما أميل إليه، وهو ما مالت إليه دار الإفتاء المصرية، حيث أفتت بأن الأمر على التوسعة؛ لأن الأصل مشروع فى الجملة، والناس لا يفعلونه وهم يزعمون أنه سنة حتى يحكم ببدعيته، وإنما يفعلونه استنادا إلى أصل المشروعية، وتنشيطا للنفس، وشغلا للوقت بأنواع العبادة، وتحصيلا لكثرة الثواب. ونوصى إخواننا الدعاة ألا يضيقوا على الناس واسعا، لا سيما والأمر محل خلاف بين العلماء، وقد تقرر أنه لا إنكار فى مسائل الخلاف، إنما الإنكار فى مسائل الإجماع، وبالله التوفيق.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة