سارة سلطان محمود خليل
سارة سلطان محمود خليل


بقلم واعظة

لصوص الحسنات

الأخبار

الثلاثاء، 20 أبريل 2021 - 07:06 م

رمضان شهر الخير والبركات والرحمات، شهر المنافسة، شهر الجد والاجتهاد، شهر العتق من النيران، شهر يترقبه كل مجتهد من عام لآخر كفرصة للتغيير، شهر الانطلاقة والبداية، شهر تتجافى فيه الجنوب عن المضاجع طمعًا فى رضا رب العباد، إنه رمضان أقبل فشدوا الرحال.
رمضان فرصة يغتنمها الذكى ولا يغفل عنها، يتشبث بها من أراد الفوز فى الدنيا والنجاة فى الآخرة، قال النبى صلى الله عليه وسلم فى فضل صيامه: (مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ) رواه البخاري.
قد ميز الله شهر رمضان بأنه شهر تُصفد فيه الشياطين وتُسلسل، قال عنه النبى صلى الله عليه وسلم: «إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ» رواه مسلم.
لكن هناك لصوصا (ليسوا لصوص أموال، بل لصوص حسنات) يتربصون بهذا الشهر ويعدون له العُدة، ويبذلون كل نفيسٍ وغال ليفسدوا على الصائمين صومهم، لا يهم إن كان هذا بقصد منهم أو بدون، المهم أنهم يريدون الشهرة والسطوع والمال ولا يهمهم قدسية الشهر المبارك، وأنه شهر واحد فى العام، لا يضمن أحدنا أن يأتى عليه رمضان الآخر وهو على قيد الحياة.
بعض الدراما الرمضانية أصبحت تريندات يصرخ بها الناس ويكونون فى انتظارها على أحر من الجمر، ويتسابقون فى متابعتها طوال الشهر، ما هذا؟ أهذا هو الغرض الذى شُرع من أجله صيام رمضان؟
أنسوا قول النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح: (الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ، يقولُ الصيامُ: أى ربِّ إِنَّى منعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ فشفِّعْنِى فيه، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعنى فيه، فيَشْفَعانِ)؟
رمضان شهر مضاعفة الحسنات فلا تُضيّع على نفسك هذه الفرصة، لا تُسلّم نفسك وبيتك لهؤلاء اللصوص، ولا تتبع هواك فتسقط، بل اجعل هذا الشهر بداية للتغيير، واجعل لك فيه وِردًا من قرآن، أو ذكر، واحرص على أداء صلواتك فى وقتها، داوم على ذكر الله تعالى تُفلح، حاسب نفسك وفكر مليًا فى عملك؛ هل يصلح أن تقابل به ربك؟
الجواب متروك لك….
جعلنا الله وإياكم من المقبولين فى هذا الشهر المبارك، وكل عام وأنتم بخير.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة