جانب من احتفالية الجامع الأزهر
جانب من احتفالية الجامع الأزهر


«الأزهر» يحتفل بـ1081 عاما على إنشائه

ضياء أبوالصفا

الثلاثاء، 20 أبريل 2021 - 08:56 م

يعد الجامع الأزهر منحة ربانية للأمة سيظل له دور فاعل فى تعزيز وشائج الأخوة بين بنى ‏الإنسان، ‏وفى تقوية التعاون العلمى والفكرى والثقافى بين المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها، ‏وفى ‏نشر حقائق الدين والرد على أباطيل دعاة التفرقة الذين يتاجرون باسم الدين، ‏خصوصًا فى هذه ‏المرحلة التى ينشط فيها تجار المشروعات الطائفية المقيتة التى ‏تضعف فى الأمة مناعتها وقدرتها على ‏المواجهة، وتمزق وحدتها، هذا ما أكد عليه العلماء في احتفالية الجامع الأزهر بمرور 1081 عاما على إنشائه.

 أكد‏ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر: أن الاحتفال بهذه المؤسسة العريقة فى حقيقته احتفال بمنحة ربانية مَنّ الله ‏بها على ‏الأمة، لتحمل لواء الدعوة الإسلامية، وتتخذ الوسطية سبيلًا ومنهجًا، ‏فلا إفراط ولا تفريط، ولا ‏مغالاة ولا تهاون، ولتكون حصنًا حصينًا، وسدًا منيعًا ‏أمام الدعوات المتطرفة، والمناهج الهدامة.

وأضاف ستظل هذه المؤسسة مقاومة ‏ومدافعة عن الإسلام الحنيف ما بقى الليل والنهار دون ضعف أو ‏تخاذل؛ ولذا ‏فمن حقنا أن نفرح بمؤسستنا، ومن واجبنا أن نتذاكر منهجه بين الحين والآخر ‏حتى ‏تقوم الحجة على المبطلين والمغالين، وتعود الحقوق إلى أصحابها.‏


وأوضح أنه لا يستطيع عاقل ولا مفكر ولا صاحب رأى سديد أن ينكر دور الأزهر الشريف في ‏نشر ‏قيم التسامح بين الناس جميعا، ورعايته للفكر الإسلامى المعتدل في مصر والعالم ‏كله.‏


وأضاف الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن الله مَنّ على مصر والعالم ‏الإسلامى بالأزهر الشريف، فهو نور المعرفة، وقلعة العلم، وحصن الأمة، ومنبت حفظة الدين، وحارس ‏العقيدة الإسلامية عبر القرون، وقد‏كان ولا يزال منارة للتائهين وملاذًا للمحبين، تمر الأعوام تلو ‏الأعوام ويظل الأزهر شامخًا ‏بعلومه رائدًا بعلمائه، صادعًا بوسطيته، زاهرًا بطلاب علمه الذين ‏يفدون إليه فيفتح لهم ‏أبوابه ويحتضنهم بين أعمدته الشاهقة.‏
وأوضح عياد أن الأزهر وجامعه هو من زاحم الزمان فى موكب الخلود وارتدت عن ‏صرحه ‏هجمات المعتدين، وتكسرت على أبوابه أقلام الجهل والجهال، تعرض قديمًا وحديثًا ‏‏لمحاولات النيل من علومه وعلمائه فصمد بفضل الله -تعالى- ثم بفضل المخلصين من ‏أبنائه، ‏ليظل رغم كل هذه المحاولات هو الجامع لشعوب الدنيا حول مناراته الخمس، ‏والجامع للعلم ‏والعبادة والعقل والدين، فالعلماء وطلاب العلم ما زالوا يفدون إليه من كل ‏حدب وصوب ‏من ربوع الأرض ليشهدوا فى الأزهر منافع لهم، فكانت المعرفة ‏فى رحابه الشريف تنطلق من ‏أفواه العلماء خالصة لا يشوبها تشويه أو تحريف.

وقال د. أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر،  إن  هذا يوم من الأيام المشهودة التى يحفظها التاريخ ولا تنساها ذاكرته فى بزوخ نجم الأزهر على أرض الكنانة مصر، مبينًا أن الأزهر يحتضن أشرف تراث فى الوجود ويضم فى أروقته وجامعته أبناء المسلمين، الذين جاءوا ينهلون من علومه ومعارفه لينيروا بلادهم بنور وضياء الأزهر وأنه بالأزهر حفظ الله دين الإسلام وكتاب الله الذى تكفل الله بحفظه وقد شاء الله تعالى أن يحفظ الأزهر ويقول أحد المورخين :من لم يذهب إلى مصر لم ير مجد الإسلام لأن فيها الأزهر الشريف.


وأضاف د.إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق أنه حين تنظر إلى أروقة وجدران الجامع الأزهر فإنك تستحضر تاريخ أكثر من ألف عام شاهدة على رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، حافظوا على بقائه وشموخه، موضحًا أن الأزهر ليس منارة للعلوم الشرعية فحسب، بل منارة لعلوم الدنيا، فمنذ افتتاحه فتح المجال لتدريس العلوم الأخرى كالطب والهندسة وغيرها من العلوم التى أسهمت فى نهضة المجتمعات شرقًا وغربًا، وكان كل عالم يفخر بأنه جلس إلى عمود من أعمدة الجامع الأزهر يدرس فيه لمكانته الرفيعة.


وقال د.عبدالمنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية ‏بالجامع الأزهر، إن الجامع الأزهر الذى تم افتتاحه فى مثل هذا اليوم وأقبل عليه المسلمون من كل بقاع الدنيا قديمًا وحديثًا، وهو ماض فى أداء رسالته وتبليغها للناس صافية بعيدة عن التشدد والتطرف، مضيفًا أن أروقة الأزهر ظلت قديمًا وما زالت تدرس صحيح الإسلام وحافظت على تراث الأمة، مضيفًا أن مناهج الأزهر بوجه عام باقية على العهد تحترم الرأى والرأى الآخر، وتنتج عقلية علمية رصينة تسع الجميع وتبنى العقول ولا تهدم الأفكار وهذا سبب بقائه لأكثر من ألف عام.


 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة