في رمضان.. كارثة الطاعون تضرب مصر وتزلزل المماليك
في رمضان.. كارثة الطاعون تضرب مصر وتزلزل المماليك


في رمضان.. كارثة الطاعون تضرب مصر وتزلزل المماليك

نسمة علاء

الأربعاء، 21 أبريل 2021 - 11:14 ص

ما يجعل الظالم يتمادى في ظلمه هو شعوره أن عمره سيطول وأن قوته وظلمه سيستمران، وحين يشعر بأي شيء يهدد قوته أو عمره يتراجع عن ظلمه في استيقاظ مؤقت لضميره وعندما يعود لحال الاطمئنان سرعان ما يعود إلى جبروته من جديد.

 

وانطبق ذلك في شهر رمضان عام 1497 حيث كان الناس في مصر مشغولين بأمر الطاعون وكان السلطان هو الملك الناصر أبو السعادات محمد بن الأشرف قايتباي وكان الخليفة هو المستمسك بالله أبي الصبر العباسي، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 22 سبتمبر عام 1974.

 

بدأ الطاعون في شهر رجب وتزايد في شعبان ثم انفجر كارثة لا تبقي ولا تذر في رمضان، ولم يعانِ المصريون خطر الموت وشر الطاعون فقط لكنهم عانوا أيضا شر المماليك وقسوة قلوبهم ونهبهم أموال الشعب، إذ كانوا يسرقون القماش من الدكاكين والبضائع من الأسواق وينهالوا بمختلف أنواع العذاب على الشعب.


 
عندما انفجر الطاعون في رمضان فشلت كل وسائل الوقاية التي لجأ إليها المماليك لحماية أنفسهم من الموت، وطال بمخالبه الوحشية الطبقة العليا والمرفهة في المجتمع، وفي هذا الوقت تقربوا من الله وبدأوا يعترفون بخطاياهم ويكفرون عن ذنوبهم.

 

وفي يوم من رمضان أصاب الطاعون أحد المماليك فلما أشرف على الموت أخرج أقمشة كثيرة وأموالا طائلة تصل إلى أكثر من ثلاثة آلاف دينار واعترف أمام الناس بأنه نهب ذلك، ثم قال لغلامه أمضي وائتني بأصحاب ذلك المال وقال له عن أماكنهم.

 

اقرأ أيضًا| عبدالباسط عبدالصمد.. صوت مكة يعطل الترا

 

فمضى الغلام وترك المملوك المشرف على الموت، ثم احضر أصحاب المال وسلمهم المملوك مالهم وطلب منهم أن يعفو عنه ولما فعلوا ومضوا مات المملوك.

 

وفي نفس اليوم مات مملوك آخر فوجدوا عنده خمسة عشرة آلاف دينار وكان قد ذكر لغلامه قبل أن يموت أنه نهب ذلك من مكان حدده في حارة زويلة وحمل الغلام المال إلى خزائن السلطان لكي يرد لأصحابه.

 

وخلال رمضان من العام نفسه، اعترف اللصوص والنهابون والقتلة أيضا بما ارتكبوا من معاصي، وخشي المماليك أن يقفوا بين يدي الله بذنوب لا تغسلها كل مياه المعمورة، وارتفعت دعواتهم لله يتوبون عن عذاب صبوه على شعب مسكين منحوه الجوع والسجن وافتقاد الأمن.

 

لكنه في آخر رمضان انحسر الطاعون نسبيا وعادت «ريمة لعادتها القديمة»، ووقع في يد السلطان متهم بتهمة تافهة فأمر بسلخ وجهه وهو حي، فسلخوه وطافوا به القاهرة ثم علقوه على باب النصر واستمر معلقا إلى أن مات.

 

عادت ريمة المماليك لعادتها القديمة وقال الشاعر أياس: «قد قلت للطعن والمماليك جاوزتما الحد في النكاية.. ترفقا بالورى قليلا فواحد منكما كفاية».

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة