الشيخ أبو اليزيد سلامة
الشيخ أبو اليزيد سلامة


أبو اليزيد سلامة: «الشائعات تهدم الأمم.. والوعي سلاح المواجهة»

سنية عباس

الأربعاء، 21 أبريل 2021 - 10:22 م

من الظواهر التي تسيئ للمجتمع وتفوق أخطارها مخاطر الأوبئة، نشر الشائعات سلاح المرجفين وبضاعة المفلسين وسلوك المنافقين لتحقيق أهداف خبيثة تنال من قوة الدولة التى تغضب الكارهين للوطن فيلجأون إلى وسائل التقنية الحديثة − الأكثر تأثيرا وانتشارا − لتحريف الحقائق واختلاق الأكاذيب والأقاويل بهدف تثبيط الهمم وإثارة الفتن والتشكيك فى إنجازات ورموز الوطن.

لكن وعى المواطن بالتصدى إلى هذه الشائعات وعدم تصديقها يعد من مصادر قوة الدولة والالتفاف حولها لإحباط مخططات أعدائها.. فى هذا الحوار مع الشيخ أبو اليزيد سلامة الباحث الشرعى بهيئة كبار العلماء بالأزهر يوضح الرؤية الشرعية لهذه الظاهرة وآثارها وكيف نحصن أنفسنا من الخوض فيها.

يقول: رغم الموجات المتتالية لفيروس كورونا الذى يقلق العالم يلوح فى الأفق، سحب فيروس آخر أشد فتكا وأعظم خطرا على المجتمع المصرى والبشرية جمعاء وهو نشر الشائعات المغرضة لتثبيط الهمم بنشر الأخبار المكذوبة والتشكيك الدائم فى كل خطوة جادة على طريق التنمية.

وتابع: تلعب مواقع التواصل الاجتماعى والقنوات الفضائية فى العصر الحديث دورا هائلا فى نشر الشائعات يترتب عليها آثار اجتماعية وثقافية خطيرة للمبالغة فى تغطية الأحداث تبعا لتوجهاتها ورغباتها مما يبعدها عن الموضوعية والحيادية فيجعل من الواجب علينا الانتباه إلى كل ما يبثه هذا الوافد الجديد وعدم قبوله أو نشره إلا بعد التأكد منه لآثاره المدمرة على الفرد والمجتمع يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت".

ويضيف الشيخ أبو اليزيد: فيروس الشائعات معول هدم للأمم من الداخل والخارج ويملك التأثير المباشر على الجهاز التنفسى للبلدان المتمثل فى الترابط المجتمعى والعزيمة الوطنية فيهدد وجودها واستقرارها وخاصة كلما اتجهت الدولة إلى طريق الأمل والبناء فيكثر الأعداء الكارهون وتزداد حملات الشائعات، ولا عجب فى ذلك فأول شائعة فى تاريخ البشرية كانت سببا فى خروج آدم من الجنة وكان مصدرها الشيطان الرجيم عندما حاول خداع آدم وحواء بإشاعة أخبار كاذبة لهما مفادها أن الشجرة المنهيان عن الأكل منها هى شجرة الخلد لذا يقول ربنا عن هذا الموقف: "فدلاهما بغرور".

وأكمل: نأخذ من هذه القصة العبر التى من أهمها التأنى فى قبول الأخبار، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (التأنى من الله والعجلة من الشيطان)، وفى قصة سليمان عليه السلام حينما جاءه الهدهد بخبر ملكة بلقيس قال له: (سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين)، فلم يسلم له مباشرة إلا بعد تأنٍ وتثبت من الكلام، فالشائعات تتهم الأبرياء وتحطم المعنويات وتفتت الصف الواحد وتزعزع الاستقرار وتعمم مشاعر الإحباط.

واستطرد: كم من شائعات أحدثت فتنا وبلايا وصدق الله تعالى إذ يقول: "والفتنة أشد من القتل"، فلا خير فى مجتمع يكثر فيه المرجفون يقول الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"، والواجب على كل مواطن الصدق والأمانة فى القول والفطنة واليقظة فى قبول الأخبار قال الحسن البصرى: "المؤمن وقاف حتى يتبين".

ويؤكد: سلاح المصريين لمقاومة هذه الشائعات وإحباط مقاصد الكارهين للوطن أن يعتصموا بحبل الله جميعا ولا يتفرقوا، ويدركوا خطورة الكلمة فقد أشاع كفار قريش والمنافقون الكثير من الشائعات عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فدافع الله عنه وبين الحقيقة، كما أتهم الأنبياء قبله فبرأ الله موسى عليه السلام مما أشاعه بنو إسرائيل عنه من المرض فى جسده فقال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها)، ولأن الشائعات من أخطر الحروب المعنوية والأوبئة النفسية فقد توعد الله من يختلقها ويروجها بالعذاب الأليم فهى تأكل الحسنات وتقضى على القيم والأخلاق، وألا نقلل من جهود المخلصين الجادين فى بناء الوطن والأصل فى ذلك قول الله تعالى: "ولا تبخسوا الناس أشياءهم".

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة