صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أول عملية تحويل امرأة إلى رجل في «قصر العيني»

صافي المعايرجي

الخميس، 22 أبريل 2021 - 02:06 م

 

قصة تكاد تكون هوليودية على أرض مصر، حين قررت السيد هندية أحمد النجار المولود في عام 1943 مغادرة قريتها البراشية مركز فارسكور في دمياط متوجهة إلى القاهرة لـ"تغيير جنسها"!.

كان الشيخ أحمد النجار الخولي، يتمنى أن يرزقه الله بولد يحمل اسمه بعد مماته، فالرجال في الريف يفضلون أن يكون أول ولد لهم ذكر ليساعدهم في حياتهم الشاقة ويلحقها عندما تأتي الشيخوخة لكن ليس كل ما يتمناه المرء يتحقق فالقدر يكتب ما يشاء لا دخل لنا به.

وجاءت "هندية" إلى الدنيا ولا تدرك مدى التعاسة التي ستعيشها وأولها تعامل أباها معها بشدة كأنها ولد، تذهب معه إلى الحقل وتقوم بكل أعمال الرجال.

اقرأ أيضا|| منيرة سنبل.. ملكة جمال الإسكندرية بـ«المايوه» لأول مرة 

لم يتوقف حظها عند هذا الحد، وكبرت هندية، ويتنمر عليها بعض أصدقائها لأنها قليلة الجمال أو لا علاقة لها بالجمال إطلاقا ولن تتزوج كباقي البنات, وكانت تذهب إلى أمها تكاد أن تكون منهارة نفسيا ولكن يأتي دور الأم في تطييب خاطرها بقولها: "ما تزعليش بكره ربنا يعدلها لك".

كانت هندية تجد رغبة شديدة في قضاء الوقت مع البنات ولكنها كانت تشعر بالقلق وهن يتحدثن في همس وتشعر بالغيرة والقلق كانت دائما تحس أنها تختلف عن البنات ولا تدري أنها ستصبح رجلا.

وفي نفسها كان يكمن قلق يعذبها كم تمنت أن تكون جميلة كالبنات وتتزوج، ثم سرعان ما تمنت لو كانت ولدت رجلا تلعب مع الشبان وتجلس معهم على القهوة, وابتعدت عن بنات القرية كلهن وانشغلت بالعمل مع والدها حتى تشعره أنها أحسن من الولد (بنتك بـ100 راجل).

ثم شعرت بألم شديد وكانت تبكي منه، وتعرضت لأزمة نفسية وامتنعت عن الخروج وفكرت الأم أنها تعرضها على مفتش الصحة، لكنه قال اذهبوا إلى أخصائي في القاهرة, وبالفعل ذهبوا للقصر العيني وحضرت هي ووالدتها ووقفت في قسم الحريم في العيادة الخارجية ولما جاء دور الكشف عليها أمر الطبيب بانتظار الأم والأب خارج غرفة الكشف، وفاجئهما أن ابنتهما ستصبح رجلا، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في ٣ يناير ١٩٥٩.

غير أن الطبيب فوجئ بالسعادة الغامرة على وجه والد هندية ووالدتها أما هندية؛ حيث قرأ على وجهها كل عبارات الترحيب وموافقتها على  عملية التحويل, وعادت إلى القرية مع أسرتها لتستعد الدخول القصر العيني وعادت يوصلها أهل القرية ويودعونها بالزغاريد وكانت أول مريضة تدخل المستشفى لإجراء عملية ويودعها أهلها بالزغاريد.

وفي آخر يوم في عام ۱۹٥۸ أمر الأطباء بنقلها إلى عنبر الرجال تمهيدا لإجراء العملية النهائية وتهيئتها نفسيا للحياة الجديدة وخلعت هندية ملابس النساء و قصت شعرها الناعم ولبست ملابس الرجال، وقضت ليلة رأس السنة مرة وسط الرجال.

وحينما سألها محرر أخبار اليوم عما إذا كانت تفكر في الزواج فقالت: إن أمها ودعتها قائلة إنها ستبحث لها عن أجمل عروس في المركز, بينما قالت هندية إنها ستعمل فلاحا في الأرض بعد خروجها، أنها تعيش الآن في تفكير دائم في حياتها الجديدة في خيالها.

واختتمت هندية حديثها بالقول أنها تقضي ساعاتها تتحدث مع الرجال المرضى تسألهم عما يقابله من حياة جديدة, متخرج بعد شفائها من قصر العيني رجلا, يبدأ حياة الرجولة بعد 16 سنة سيدة، فيما يقول الدكتور حسن العوضي المعالج لهندية إنها ستصبح رجلا كامل الرجولة، وهذه الحالة من الحالات النادرة.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة