نسرين موافي
نسرين موافي


الأمان المنشود دائما  

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 22 أبريل 2021 - 05:12 م

 

أن تنام و تستيقظ..غير مهدد ، غير مبالٍ ، غير خائف..لهي غاية حقيقية، يعمل الجميع من أجلها بالفطرة .

الأمان هو الشعور الذي يطلبه الجميع ، مهما اختلفت أعمارهم أو جنسهم أو حتى عقيدتهم . يطلبونه بالفطرة لا بإرادة واعية.

كما الماء ، يسري بأقل طاقة ممكنة في مساره ، حتى تعتر مساره المعوقات فيطمي أماكن و ينحر أخرى، حتى يعود في مسار أقل طاقة و يسري هادئًا من جديد...وهو  يفعل هذا كله من أجل عودة هدوئه و أمانه.

و كأنه قانون كونيٌ على الأرض ، الجميع يسعى لأن يسري في الحياة بهدوء و أمان.

يستطيع الإنسان الاستغناء عن مشاعر كثيرة ، بل و يستطيع اعتياد فقدان غيرها.

فهو قد يعتاد غياب الحب ، السعادة، حتى الراحة. أو قد يتذوقها على فترات.. تروي ظمأه و حنينه إليها.

إلا إحساس الأمان .. فغيابه يجعل الإنسان في حالة دائمة و مستمرة من التوتر ، توتر قد يؤدي لانهيار أعصابه.. و لم لا ؟! فالضغط المتولد من القلق الدائم على كل ما يهتم له يجعله يخرج عن طوره المعتاد، يجعله يفقد أعصابه من مجرد كلمة .بل و تحرم عقله من الراحة و التفكير السليم و اتخاذ القرارات .
الأمان على كل المستويات..أمان في الوطن ، في المجتمع بين أفراده، في الأسرة، بل و حتى بين  الأصدقاء.

فليس من الطبيعي و لا المقبول  أن يعيش الإنسان مهددًا ، بل أنه لا أحد يستطيع أن يعيش تحت التهديد حياة طبيعية، فلا أحد يعتاد غياب الأمان و لا أحد يعتاد الغدر أبدًا مهما ذاقه ، بل و لا يستطيع أي فرد أداء وظيفته تحت هذا التهديد.

ذقنا هذا الشعور في شوارعنا أيامًا طويلة. قضيناها نبحث عما تخيلنا أنه الطبيعي الذي لا يحدث عكسه .بل إن كلمة أمن وأمان ووصف الوطن بها كانت مادة للسخرية في بعض الأحيان. لكن أبى الله إلا أن يشعرنا بنعمته الغالية..حرمنا منها لفترة، و دفعنا الكثير حتى نستعيدها.

حتى في بيوتنا،ترى المرأة الخائفة من التهديد بهدم حياتها - حتى و إن كان هذا التهديد مستترا او بحكم مواقف سابقة - في حالة توتر تمنعها من الحياة، من اداء واجباتها، بل و حتى من الاستمتاع بحياتها.. فترقب الغدر اقسى من تذوقه.

الموظف المهدد دائما بالاستغناء يضيع جزء من تركيزه في هذا التهديد و خوفه من القادم ، الجميع لا يستطيع العيش بهذا الشعور القاتل.

كونك أمانًا لأحدهم م لهو أعظم شعور ...فلا يوجد أجمل من شعور أم يحتمي بها أولادها ، أو رجل يحتمي به أحباؤه.شعور بلا زيف أو كذب أو مجامله حتى.من حق الجميع الشعور بالأمان ، من حقنا أن نأمن في أحضان أهلنا وأحبائنا من الغدر، نأمن في وطننا ويأمن وطننا بأيدينا لنهنأ  جميعا فيه.

فقط كونوا حاضرين من أجل أحبابكم لا تخذلوهم و لا تديروا لهم ظهوركم ... فقط ، لا تخذلوا و لا تغدروا و حافظوا على الأمان بينكم و راقبوا ضمائركم فيهم  فالديان لا يموت .
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة