د. سيف قزامل
د. سيف قزامل


رمضان| الدكتور سيف قزامل: «العبادة والعمل والتكافل» قيم واجبة لحياة كريمة

سنية عباس

الخميس، 22 أبريل 2021 - 07:11 م

العبادة والعمل قيمتان لا تفترقان، فالعبادة يسعى بها المسلم إلى إرضاء الخالق عز وجل، قال تعالى: «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون»، والعمل عبادة لأنه يحقق معنى الاستخلاف فى الأرض الذى هو الغاية من خلق الإنسان قال سبحانه: (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها) لذا ربط سبحانه بين الصلاة والسعى فى الأرض كعبادة فى قوله عز وجل: «فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله» .. كما أن رمضان شهر العمل فإنه أيضا شهر التكافل الاجتماعى دعا إليه التشريع الإسلامى لتحقيق التراحم المجتمعى فى أوامر تحقق المصلحة ونواهى تدفع المفسدة وكلاهما رحمة للعالمين.. يقدم د.سيف رجب قزامل أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر رؤية إيمانية لقيم العمل والتكافل والتراحم فى شهر رمضان المبارك لتكون سلوك حياة كريمة.

يقول: شهر رمضان من أعظم الشهور عند الله تعالى ويحب عز وجل أن يتقرب العبد إليه فيه بالطاعات، والعمل فى الإسلام عبادة ويحصل العبد على الأجر الكبير منه عند الإخلاص فيه وإتقانه عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، وقد ينتاب البعض الكسل والخمول فى رمضان ويأخذوا الصيام حجة للتراخى وهذه التصرفات الخاطئة وغيرها تسبب فى انخفاض إنتاجية المجتمع بشكل عام، فلا يجوز أن يتخذ الصائم من صومه مبررا للتقاعس عن العمل فعمل العبد يزيد من تماسك الأمة وحمايتها من والمسلم الصائم تتجدد عزيمته الطيبة مما يسهل عليه أن يباشر أعماله اليومية بهمة ونشاط، فالصحابة والسلف الصالح كانوا يؤدون أعمالهم فى رمضان على أحسن حال ويشهد تاريخ المسلمين أن هذا الشهر كان شهر الانتصارات الكبرى وفى العصر الحديث تحقق نصر أكتوبر فى رمضان بسواعد أبطال أصروا على الصوم وقت الجهاد رغم رخصة الإفطار متمسكين ببركة الصيام لأداء عمل الجهاد بعزيمة.

ويضيف د.قزامل: أثبتت الأبحاث العلمية أن الصيام لا يتعارض مع مصلحة الإنتاج وإن سجلت الإحصائيات ضعفا فى مستوى الإنتاج خلال رمضان فليس مرد ذلك إلى الصيام بل إلى السلوك الخاطئ لبعض الصائمين، فقد أشارت الأبحاث التى برأت الصيام من هذا الاتهام إلى أنه يزيد من مستوى التركيز أثناء العمل بسبب تحسن فاعلية تجدد الخلايا الدماغية أثناء الصيام، كما أن الرضا الروحى من أداء العبادات يزيد القدرة على تحمل، وفى الصيام تتوفر وجبة غذائية وقت العمل مما يوفر وقتا للإنتاج، ومن فوائد الصيام الصحية والاقتصادية الامتناع عن التدخين وقت العمل لما فيه من إهدار للوقت وإتلاف للصحة.

ويتابع: التكافل الاجتماعى يحقق حياة كريمة للإنسان، ومع بدايات شهر رمضان نلاحظ نشاطا غير اعتيادى لتقديم المعونة للمحتاجين ومن أشكالها كفالة اليتيم وصلة الأرحام وإفطار الصائمين والصدقات فالشعور بمعاناة الآخرين يعكس الإحساس بالمسئولية وخاصة إذا تم التبرع فى سرية للحفاظ على كرامة المتلقى للمساعدة. 

ويؤكد: أوجب الأعمال التى أقرها الإسلام إغاثة الملهوف فأجاز الفقهاء أن يخرج المعتكف من اعتكافه لقضاء مصلحة أخيه، وأثنى الرسول صلى الله عليه وسلم على من يسعى فى قضاء مصالح الناس، وكان الحبيب المصطفى يقول: «من كان عنده فضل زاد فليعد به على من لا زاد له»، فإطعام الطعام من أكرم الأعمال والإمام على بن الحسين كان كثير العطف والحنان على الفقراء ويحضر مائدة اليتامى والمساكين ويناولهم بيده الطعام وهو يحمل على ظهره الحطب، وفى صدقة الفطر قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إنها طهرة للصائمين من اللغو والرفث وطعمة للفقير والمسكين» وذلك لمعاونتهم على آداء زكاة الفطر إن كان لديهم فائض عن قوت يومهم ويستغنون عن أجر العمل يوم العيد وعن ذل السؤال ولذلك أجيز أداؤها نقدا مراعاة للمقصود منها، كما أن فدية كفارة من لا يستطيع الصيام أو الإفطار عمدا تصب فى مصلحة الفقير والمسكين، والحكمة من الزكاة ألا يشعر الفقير بالتهميش والدونية فيؤثر ويتأثر بالمجتمع إيجابا لا سلبا وتكون له القدرة على الاستهلاك ومن ثم تشغيل عجلة الإنتاج.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة