صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


خبراء: حرب الدبلوماسيين تعبر عن الصراعات الخفية بين البلاد

أيمن عامر

الخميس، 22 أبريل 2021 - 09:00 م

 

السفيرة جيلان : حرب طرد الدبلوماسيين الروسية الغربية تؤثر على العلاقات الدولية

السفير الشويمى : حروب باردة تعبر عن الخلافات السياسية والصراعات الخفية


تصاعدت الحرب الباردة الجديدة ما بين روسيا من جانب وبين عدد من الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية من جانب أخر ، وذلك بعد طرد أمريكا وجمهوريّة التشيك وبولندا دبلوماسيين روس.

اقرأ أيضا: روسيا تعقيبا على طرد دبلوماسييها من سلوفاكيا: ردنا لن يطول

 وتأججت الحرب، مع إعلان موسكو،  طرد 20 موظّفاً في السفارة التشيكيّة في موسكو باتوا يُعتبرون أشخاصاً «غير مرغوب فيهم»، وذلك رداً على طرد التشيك 18 دبلوماسيّاً روسيّاً اتهموا بحسب الاستخبارات التشيكيّة في تخريب مخزن ذخائر أسفر عن سقوط قتيلَين عام 2014. 

كما طلبت روسيا من 10 دبلوماسيين أمريكيين مغادرة أراضيها ردا على قرار واشنطن طرد عدد مماثل من الدبلوماسيين الروس بسبب أنشطة خبيثة مزعومة.

وشملت «الحرب» بولندا، حيث أعلنت روسيا طرد 5دبلوماسيين بولنديين بعد إعلان بولندا 3 موظفين بالسفارة الروسية في وارسو، أشخاصا غير مرغوب فيهم. 

وقالت السفيرة جيلان علام مساعد وزير الخارجية الأسبق ، إن حرب طرد دبلوماسيين ما بين روسيا والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية  لها أسبابها السياسية والأمنية والجيواسترتيجية 

وأوضحت جيلان ، أن تبادل طرد الدبلوماسيين هو احد الممارسات المتعامل بها بين الدول في علاقاتها الدبلوماسية، كما أنها أحد  مظاهر تأكيد سيادة الدول و مكانتها,

وتابعت أنه  لذلك فأن التبادل المستمر لطرد الدبلوماسيين الروس  فى مقابل طرد الدبلوماسيين الأوروبيين والأمريكيين يؤثر على العلاقات الدولية خاصة أن روسيا الاتحادية أكبر دولة من حيث المساحة فى العالم وثاني أكبر قوة عسكرية في العالم وعضو دائم في مجلس الأمن الدولي وتعتبر نفسها ندا لا يقل مكانة عن الولايات المتحدة .لذلك تعتبر روسيا طرد دبلوماسييها تعدي علي مكانتها كدولة عظمى. 

وأوضحت علام مستطردة لذلك ترد روسيا بطرد دبلوماسيين أوروبيين وأمريكيين عند احتدام الأمور وتكون المعاملة بالمثل إعمالاً لسيادة الدولة واحترامها لذاتها ومكانتها فى المجتمع الدولى ورؤية المجتمع الدولى لها.

متابعة لذلك فالاتحاد الروسى لا يقبل بأن تطرد دولة أخرى دبلوماسييها دون رد. وهذا النوع من التراشق قد يستمر لبعض الوقت. إلا انه يجب أن نشير أنه لم يصل أبدا إلي أقص مداه باستدعاء السفراء أو في بعض الأحيان إلي اعتبار سفراء الدولة الأخرى غير مرغوب فيهم و مطالبتهم بمغادرة البلاد في غضون أيام.  

وأضافت السفيرة جيلان أن الدول الأوربية ولاسيما دول الاتحاد الأوروبي بدأ يكون لها بعض التوجه فى سياساتها الخارجية وتعاملها مع روسيا والتى تختلف عن الرؤية الأمريكية فى تعاملها مع روسيا الاتحادية 

لافته ومع ذلك يتفق الجانبان فى انتقاد الموقف الروسى فيما يرتبط بأوكرانيا والقرم، وهناك عملية إدانة واسعة النطاق تتسع لها مع الوقت، علماً أن رؤية الدول الأوروبية لروسيا ترتبط بمصالح أوروبا مع روسيا  

وأشارت السفيرة جيلان علام إلى أن تغير المناخ أصبح له تأثيرات كبيرة على مستقبل البشرية ، فيما يرتبط بتوفير احتياجات الطاقة والغاز والتجارة والمواد الخام ، خاصة أنه أصبح لدى روسيا وسيلة تواصل مع أوروبا من خلال القطب الشمالى الذى فتحت فيه طريق للتجارة 
كما أصبح امكانيات لروسيا فيه إمكانيات تكنولوجية متقدمة تسمح بالمرور به حتى فى فصل الشتاء ، وبالتالى سيكون للتجارة طريق جديد للتجارة لأوروبا لتأمين احتياجها الطاقة التى تحتاجها أوروبا . 

واستطردت جيلان علام، هناك عنصر أخر يحدد علاقة الدول الغربية بروسيا تختلف فيه وجهت نظرها بين الولايات المتحدة وروسيا ألا وهى ترقب التحالف الروسى الصينى، فهناك تقارب روسى صينى يتطور وهو ما يسهل على الصين استخدام طريق القطب الشمالى الموجود تحت السيطرة الروسية فى توصيل بضائعها وتجارتها إلى أوروبا ، وبالتالى نشأ التخوف الأمريكى من التقارب الصينى الروسى المستند للاعتبارات الاقتصادية التى تؤثر سلبا على الصادرات الأمريكية إلى أوروبا ومن هنا علاقاتها السياسية والإستراتيجية  

وأشارت جيلان ، إلى أنه إذا ما أخذنا فى الاعتبار أن ما تسبب فى نشوء الحرب الباردة الجديدة ما بين الولايات المتحدة وبين الصين وهى حرب تجارية اقتصادية على الموارد فى واقع الأمر فإن ذلك يبين أحد أسباب بداية الانقسام فى التوجه الأوروبي نحو روسيا فى مقابل التوجه الأمريكي تجاهها 

وأوضحت أن قمة المناخ التى بدأت فعالياتها اليوم والتى دعا إليها الرئيس بايدن 40 رئيس من قادة العالم منهم الرئيس بوتن والرئيس الصينى رغم خلافاتهم معهم  فى موضوعات حقوق الإنسان وأوكرانيا والقرم فهناك توافق فيما يرتبط بضرورة وجود إستراتيجية عالمية ترتبط بمعالجة تأثيرات المناخ العميقة على حياة كوكب الأرض 

وأشارت جيلان ، إلى أن دول الاتحاد الأوروبي نظمت اجتماعاً مصغرا الاسبوع الماضى ، توصلت فيه إلى سياسة أوروبية خاصة بتطورات المناخ قبل الذهاب إلى الاجتماع الافتراضي 22 و23 إبريل الجارى ، وبذلك يتضح وجود تطورات جديدة جيوسياسية مرتبطة بالتغير المناخى المؤثر على العالم كله وسيغير تقديرات أعضاء المجموعة الدولية ولاسيما الدول الكبرى والاقتصاديات البازغة فيما يرتبط فى مستقبل علاقاتها الدولية 

وقال السفير إبراهيم الشويمى مساعد وزير الخارجية الأسبق , أن حرب طرد الدبلوماسيين ما بين روسيا والدول الغربية تعد من الحروب الباردة الجديدة التى تعبر عن الخلافات والاختلافات السياسية بينهم والتعبير عن عدم الرضا للسياسات الروسية من جانب الدول الغربية  وكذلك التعبير عن عدم الرغبة للسياسيات الأمريكية من قبل روسيا 

وأضاف السفير إبراهيم الشويمى ، إن هذه الحرب ستمتد إلى فرض عقوبات متبادلة بين الدول المتحاربة دبلوماسياً وفرض عقوبات اقتصادية على روسيا وقد تحدث اجتماعات مشتركة يتم فيها الوصول إلى تهدئة متبادلة مستبعداً أن تكون الحملة الأوروبية والأمريكية سبب لعزل روسيا عن المجتمع الدولى وهذا ما حدث فى الأزمات السابقة 

وأكد السفير الشويمى أن الحرب الباردة الجديدة لن تنتهى لكن ستختلف وتيرتها بالتخفيف أو التصعيد بحسب المواقف والإجراءات المتبادلة 


يذكر أنه في الأعراف الدبلوماسية، تدل عبارة «شخص غير مرغوب فيه» على إجراء يُتخذ لتسجيل موقف سياسي معين، والتعبير عن استياء أو احتجاج ضد شخص معين أو دولة محددة، وتعني العبارة أن الدبلوماسي الأجنبي بات يٌحظر دخوله أو بقاؤه في الدولة التي تعتمده 

ويستند تطبيق هذه العبارة قانونياً إلى اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية الموقعة عام 1961 والتي تنص مادتها التاسعة على حق "الدولة المعتمد لديها، في أي وقت، وبدون ذكر الأسباب، أن تبلغ الدولة المعتمدة أن أي عضو من طاقم بعثتها أصبح شخصا غير مقبول أو غير مرغوب فيه.

ووفقاً للاتفاقية، فإنه «على الدولة المعتمدة أن تستدعي الشخص المعني أو تنهي أعماله لدى البعثة وفقا للظروف، ويمكن أن يصبح الشخص غير مقبول أو غير مرغوب فيه قبل أن يصل إلى أراضي الدولة المعتمد لديها».

وتتنوع الأسباب التي قد تدعو إلى اعتبار الدبلوماسي «شخصا غير مرغوب فيه» من الإدلاء بتصريحات غير ودية إزاء سياسات الدولة ومحاولة التدخل في شؤونها الداخلية إلى القيام بأعمال التجسس، أو زيارة مناطق محظورة دون إذن مسبق، أو استغلال الحصانة لممارسة جرائم تهريب.

وفي كثير من الأحيان يرتبط طرد الدبلوماسي واعتباره غير مرغوب فيه بسياق سياسي عام بعيداً عن أي تصرف ارتكبه الشخص المعني، يحدث ذلك في حالات توتر العلاقات بين دولتين أويتم ذلك لمجرد معاملة بالمثل ردا على إجراء قامت به الدولة الأخرى

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة