مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية
مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية


مساجد تاريخية| سادات قريش ببلبيس .. مسجد أقيم لتكريم الشهداء

محمد الجريتلي

الخميس، 22 أبريل 2021 - 09:10 م

 

يعد مسجد سادات قريش معلم تاريخي ويقع في شارع بورسعيد بمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، ويعتبر أحد أهم المعالم الإسلامية، ويعتبر أقدم الجوامع بمصر، وقد أطلق عليه هذا الاسم تكريماً لشهداء المسلمين من صحابة رسول الله في معركتهم ضد الرومان عند فتحهم لمصر ويذهب بعض المؤرخين إلى الاعتقاد بأن هذا المسجد هو أول مسجد بني في مصر وأفريقيا، قبل مسجد عمرو بن العاص في مدينة الفسطاط ومسجد الرحمة في الإسكندرية.

ويرجع تاريخ إنشاء مسجد السادات إلى دخول العرب الفاتحين مصر أثناء الفتح العربي الإسلامي، وبعد دخول الصحابي  عمرو بن العاص مدينة العريش ووصوله إلي مدينة بلبيس، وقد رابط هناك شهرا ودارت معركة طاحنة بينه وبين جيش الروم سميت «معركة بلبيس» سنة 18 هجريا، والتي انتهت بسقوط ألف وأسر ثلاثة آلاف جندى من جيش الروم، كما استشهد ما يقارب 250 مسلما منهم 40 صحابيا و210 من التابعين من سادات قريش (قريش إحدى القبائل العربية التي كانت تقطن مكة وكانت قبيلة النبي صل الله عليه وسلم).

اقرأ أيضا| مسجد بابري في الهند.. أقدم الجوامع التاريخية

بعد انتهاء معركة بلبيس، أقدم الصحابي عمرو بن العاص على بناء المسجد على أثر قصر الحاكم الروماني ليؤدي الجنود صلاتهم فيه ومعهم من أسلم من أهل بلبيس، وأطلق عليه مسجد السادات نسبة إلى أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم الذين جاءوا مع الفتح الإسلامي لمصر وتكريما وتخليدا لذكري الشهداء.

وقد تم تأسيس المسجد في البداية بطريقة بسيطة وبدائية، حيث تم اقتطاع مساحة مستطيلة من الأرض وشيدت جدرانه من الطوب اللبن، وأقيم من جهة القبلة صف من جذوع النخل بدلاً من الأعمدة وسقف فوقها بالسعف والطمي، والمسجد عبارة عن مستطيل الشكل يحتوي على ثلاثة صفوف من الأعمدة الرخامية ومقسم إلي أربعة أروقة موازية لحائط القبلة، وتيجان الأعمدة مختلفة الأشكال، وداخل المسجد 18 عمود رخام فسفوري، و16 في الوسط واثنين في القبلة، وتزيد مساحته عن 2000 م، وتم ترميم المسجد في العهد العثماني على يد الأمير مصطفى الكاشف عام 1002 هجريا.

وتعتبر مأذنة المسجد من الأثار النادرة، ومازالت باقية تتساقط الأحجار منها يوما بعد يوم، وكذلك أعمدة وسقف وحوائط المسجد من الداخل والخارج بحاجة للترميم والاهتمام باعتبارهما من المعالم الأثرية وأحد المزارات السياحية .

«بوابة أخبار اليوم» التقت الدكتور مصطفى شوقي مدير عام  الآثار الإسلامية والقبطية وليهودية بمحافظة الشرقية، فيقول إن الجيش الإسلامي بقيادة عمرو ابن العاص سار من رفح ثم العريش والقنطرة والصالحية والقصاصين ثم اجتاز تلال وادي الطميلات فأصبح على مشارف مدينة بلبيس، ودارت المعارك بالمدينة بين الجيشين المسلم والروماني وانتهت بهزيمة ساحقة للرومان.

واستقرت القبائل العربية في بلبيس، وأقاموا في المكان الذى استشهد فيه سادات قريش وسمى مسجد سادات قريش.

وتابع "شوقي" أنه ورد عن "المقريزي" عن مدينة بلبيس بأنها سميت في التوراة أرض جازان ومن المرجح أن يكون مسجد سادات قريش من أحد المساجد الأولى التي أنشئت في مصر، ولكنه لم يسجل في تعداد الآثار الإسلامية، حيث سار الجيش الإسلامي بقيادة عمرو بن العاص من فرح العريس ثم الغرام حتى وصل بلبيس ودارت بها معارك بين الجيش العربي وجيش الرومان وعلموا هزيمة نكراء وأقيم المسجد في نفس المكان تخليدا الصحابة رسول الله.

وأضاف: تبلغ مساحة المسجد نحو ثلاثة آلاف متر مربع، والمسجد مستطيل من الداخل مقسم بأربعة أروقة موازية لجدار القبلة ومقسمة بثلاث صفوف من البوائك كل بائكة مكونة من ست عقود محمولة على أعمدة ذات تيجان مختلفة الشمل منها قبطي وكورثي وإسلامية، المسجد ثلاث واجهات رئيسية الشمالية الشرقية بها كتلة المدخل، وتم تجديد بناء المسجد في نهاية العهد العثماني على يد الأمير أحمد الكاشف، أمير مصر السابق، والذى أنشأ مئذنة المسجد، فيما يضم المسجد بعض المعالم الفرعونية الموجودة بغرب المسجد على هيئة نوافذ زجاجية وسقف خشبي، ورغم تواجده في المركز الخامس عشر للمساجد الأشهر على مستوى العالم، إلا أن آخر ترميم للمسجد تم فى عهد الخليفة المأمون، بالعصر العباسي.

مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية

مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية

 

مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة