صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


أزمة في مسجد بالمنيا.. خطيب يجهل القرآن والمصلون يصرخون: انزل انزل !

سارة سيد

الجمعة، 23 أبريل 2021 - 12:44 م

 

هل من حق المصلين أن يجبروا خطيب الجمعة على النزول من المنبر بالقوة ؟! وهل من حقهم أن يعترضوا عليه إذا أخطأ أو تكلم كلام بلا معنى؟!.. هذا ما حدث بالفعل في أحد مساجد المنيا عام 1956.

 

آنذاك برر المصلون موقفهم من خطيب المسجد بأنها أخطأ في تلاوة القرآن وأخذ يتكلم بلا معنى, حيث كان طالبا وضع على رأسه عمامة إمام مسجد، ولكن تبين أن العمامة فقط لا تكفي لتجعل منه إماما وهاج فيه المصلون: انزل .. انزل .. اترك المنبر فورا. 

 

كان مسجد الشيخ ترك بالمنيا مكتظا بالمصلين يوم الجمعة, وقد جلسوا يتابعون تلاوة القرآن في خشوع وينتظرون سماع خطبة الجمعة من خطيب المسجد الشيخ محمود الذي اعتادوا سماعه كل أسبوع لكن هذا لم يحدث.

 

ويروي أحد المصلين لجريدة الأخبار عام 1956: "عندما انتهيت من تلاوة القرآن وحل موعد خطبة الجمعة، فوجئ المصلون بشاب في السادسة عشر من عمره يضع على رأسه عمامة ويلبس الملابس الإفرنجية, ويصعد سلم المنبر ويحمل بيده سيفا".

 

التفت المصلون يبحثون عن خطيبهم فوجدوه جالسا في مكانه عاري الرأس, وتهامس المصلون يريدون الوقوف على سر هذا التطور وهذا الخطيب الشاب الجديد.

 

اقرأ أيضًا| خطيب مسجد «يسُب» أحد المصلين «نصف ساعة» على المنبر 

 

وفي لحظات علموا أن هذا الشاب دخل المسجد وقابل "الفراش" وسأله عن خطيب المسجد وطلب منه مقابلته فأرشده إلى الخطيب, وجلس الشاب بجانب الشيخ محمود ومال عليه وقال: "أنا محمد زايد" رئيس جمعية الوعظ بمدرسة المنيا الثانوية وأنا شخص متدين وحافظ للقرآن وقرأت كثيرا في تعليم الدين و لي رجاء واحد عندك.

 

فقال الخطيب: ما هو؟

 

رد الطالب قائلا: ألا تخطب الجمعة اليوم وأن تتيح لي فرصة إلقاء خطبة الجمعة الآن.

 

فكر الشيخ المصري قليلا ثم قال : لا مانع مادمت واثقا من نفسك ومن معلوماتك 

 

فقال  الشاب: أنا وواثق جدا والحمد لله واطلب منك أن تعيرني عمامتك حتى أصعد فوق المنبر وألقي الخطبة ثم أردها لك, فخلع الشيخ محمود عمامته ووضعها فوق رأس خطيب الشاب.

 

صعد الشاب في خطوات ثابتة, وواجه جمهور  المصلين وبيده السيف، وبدأ يخطب الجمعة, وكان موضوع الخطبة هو "التمسك بتعليم القرآن" وتدرج الخطيب إلى حساب يوم القيامة وإلى "القارعة" ثم تلا بعض آيات من سورة القارعة فأخطأ في تلاوة القرآن.

 

ارتفعت أصوات المصلين من كل جانب تصحيح له الخطأ واستمر يتلوا السورة فأخطأ للمرة الثانية, وارتفعت أصوات المصلين ثانية تصحح الخطأ.

 

فارتبك الخطيب الشاب وتعثرت العبارات في فمه وأحمر وجهه خجلا وترك سورة  "القارعة" وحاول استئناف الخطبة بعيدا عن الاستشهاد بالقرآن, فاسترسل في كلام بلا معنى له: تكلم عن الموت.. ثم عن دولة الفرس.. ثم عن الجاهلية والإسلام.. وهكذا كان يتخبط إلى غير هدف ويتكلم بلا غاية ويلقي عبارات غير متماسكة ولا مرتبطة ولا معنى لها.

 

حاول المصلون متابعة الخطبة فلم يتمكنوا فصاحوا ويطلبون من الخطيب مغادرة المنبر فورا, فوقف الخطيب فوق المنبر يشاهد ثورة المصلين عليه وخلافهم حول قصائده عن المنبر, وتجمدت العبارات في حلقه بينما صاح أحد المصلين طالبا منه وقف هذه الخطبة فورا وأن يُعجل بإقامة الصلاة.

 

وأذعن الخطيب لهذه النصيحة فأقام الصلاة بسرعة لينجو من تطورات الثورة التي عمت المسجد, وحينها هرع الشيخ محمود خطيب المسجد إلي المنبر وقال: إن هذا الشاب سامحه الله خدعني وادخل في روعي أنه رئيس جمعية الوعظ بمدرسة المنيا الثانوية واستأذنني في أن يحل محلي في الخطبة فصدقته واعتقدت أنه سيقدم لنا درسا جديدا ينفع به المسلمين.. إنني ألوم هذا الشاب على استهتاره, واحذره  من تكرار هذا العبث واحذر المسلمون من ادعاء الخطابة.

 

وتحمس المصلون: البعض أراد الفتك بالخطيب الشاب والاعتداء عليه والبعض دافع عنه بحجة أنه أقدم على هذا التصرف بحسن نية، وانتصر الرأي الثاني رعاية لحرمة المسجد وأدى المصلون الصلاة وخرجوا وخرج الشاب الخطيب محاطا بحراسة ممن أشفقوا عليه.

 

والسؤال الذي يتردد بينهم هو: هل من حق المصلين أن ينزلوا الخطيب من فوق المنبر بالقوة! وهل من حقهم  أن يعترض على آراء الخطيب إذا خالف الرأي او لم يعجبه كلامه؟!

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة