موائد الرحمن
موائد الرحمن


بسبب كورونا.. موائد الرحمن «دليفري»

مؤمن جمال

الجمعة، 23 أبريل 2021 - 03:26 م

 

◄ فاعلو الخير يلجأون لتجهيز وتوصيل وجبات الإفطار للمنازل والطرق العامة كبديل بعد إلغائها للعام الثاني

◄ عالم اجتماع: توقفت الموائد ولم يتوقف الخير

◄ أزهري: توصيل الوجبات إلى مستحقيها أفضل من إقامتها على الأرصفة

 

اعتاد المصريون في شهر رمضان الكريم على بعض العادات والتقاليد التي تبين أصالة الشعب، وبظهور هلال الشهر الكريم تتحول الشوارع المصرية إلى احتفالات كبيرة؛ حيث تنشط حركة الناس في الأسواق، وتزين الشوارع بالزينة والإضاءة بالفوانيس المختلفة الملونة، وكذا شرائط الأنوار التي تشعرك بالبهجة والسرور. فأهم ما يميز الشهر الكريم موائد الرحمن، حيث ترتبط ارتباطاً وثيقًا به، وتمثل مصدر خير يعتمد عليه الفقراء والمحتاجون أثناء الإفطار. وبعد انتشار فيروس كورونا، انقطعت هذه العادات، منذ العام الماضي، نظرًا لقرار مجلس الوزراء للحد من التجمعات، ووسط قيود العزل العام والإرشادات التوجيهية الخاصة بالتباعد للحد من انتشار فيروس كورونا.

ألغيت موائد الرحمن التي تقام سنوياً لإفطار الصائمين في شهر رمضان، لكن أعمال الخير لا تنقطع بل تتزايد في مصر، كان للمصريين بالتحديد رأي آخر، وهو استبدال موائد الرحمن بتوزيع وجبات سريعة على الطرقات وتوصيل وجبات الإفطار المجانية عوضا عن «موائد الرحمن» التي تم إلغاؤها نظراً لتفشي فيروس كورونا.

الوجبات الجاهزة وشنط رمضان هي الحل

فقد استبدل أهل الخير هذه العادة النبيلة ولم ينسوا ضيوف الرحمن، فأعدوا لهم البديل من تجهيز وجبات مغلفة توزع علي من انقطعت بهم السبل وقت الإفطار في الشوارع والميادين والأماكن التي يتواجدون بها حتي منازلهم، وإعداد شنط رمضان وكذلك نقود إلى الأسر في البيوت، فأصبحت شنط رمضان والوجبات المغلفة الجاهزة هي الحل.

وانطلقت دعوات التبرع بمحتويات وجبات الإفطار الرمضانية المكونة من أرز ولحمة وخضار، وتشمل أيضا أطباق فويل لوضع الطعام به وتغليفه مع اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا.

قال الشيخ جمال أبو اليزيد إن هذه القرارات الأفضل للجميع ، فالدولة الآن تحارب فيروس كورونا ولا بد من أخذ كامل الإحتياطات والتعليمات التي تتخذها الدولة ولا بد من تنفيذها فـ«الغاية تبرر الوسيلة»، حفاظًا علي سلامة المواطنين ووقايتهم من خطر الإصابة بفيروس كورونا.

وأكد أبواليزيد بمجرد تعليق الموائد منذ العام الماضي، بادرت الدولة والكثير من الجمعيات الخيرية والمؤسسات الرسمية في كل أنحاء مصر وكذا رجال الأعمال والتجار الميسرين ماديًا بالتعاون مع المؤسسات المحلية والتنموية وتوصيل شنط رمضان إلى تلك الأسر الفقيرة.

وأشار إلي أنها أفضل بكثير من الموائد الموجودة على أرصفة الشوارع، فعندما ترسل شنطة رمضان ومعها المساعدات المادية والعينية اللازمة للمحتاج إلي بيته أفضل بكثير بأن يجلس على أزقة الشوارع ليفطر حتى وإن كانت مظهرًا خيريًا وعادة مصرية نبيلة.

وأضاف الدكتور محمد سيد أحمد أستاذ علم الاجتماع، أن موائد الرحمن مظهر من مظاهر التراث المصري والتكافل الاجتماعي، مشهد مصري لا تجده إلا في بلدنا فقط، لكن نظرًا للإجراءات التي اتخذها مجلس الوزراء، تعلقت تلك الموائد، ولم يتعلق الخير، فالخير موجود بقلوبنا رأفة بالأسر المتضررة التي تضاعف كثيرًا، شاهدنا العام الماضي مشهدًا عظيمًا من تعاون كل المؤسسات الخيرية الكبرى لتحضير وتجهيز شنط رمضان وتوزيعها على الفقراء.

وشدد أستاذ علم الاجتماع أنه لن تتضرر أي أسرة فقيرة هذا العام من قرار إلغاء الموائد بأي شكل، لأن شنط رمضان سوف يتم توصيلها إلي أصحابها بشكل يومي، وكذا تجهيز وجبات يومياً توزع علي غير القادرين ودور الأيتام والمسنين، ولأول مرة في مصر وجدنا العام الماضي، مشاهد تحدى الخير بين رجال الأعمال والبر والخير في مشهد عظيم يؤكد قيمة التكافل بين المجتمع.

اقرأ أيضا||محافظ البحيرة: توريد 2493 طن أقماح للصوامع والشون

وأكد أحد فاعلي الخير «م .أ» أنه يقوم بعمل وجبات وتوزيعها ويقدم شنط تحتوي على كل ما تحتاجه الأسرة للإفطار برمضان، مؤكداً أن فعل الخير لا ينقطع بل يزداد في وقت الأزمات.

وقام أحد المتبرعين بنشر دعوة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، قائلاً: سأتبرع لإطعام 1000 فرد من المساكين والفقراء وسيتم إرسال وجبات الإفطار إلى منازلهم.

على صعيد آخر، قال المواطن محمد حامد، إن والدي اعتاد كل عام إقامة «مائدة للإفطار» في شهر رمضان، وكانت عادة ننتظرها كل عام، فنجد الفرحة لأنفسنا من إقامتها وكذلك الفرحة من ضيوفها الذين كانوا يشرفونا للإفطار سويًا، لكن في ظل انتشار فيروس كورونا تحول النشاط لإعداد الوجبات وتغليفها على المحتاجين في الشوارع والميادين من العام الماضي، ونستقل سيارة نضع بها الوجبات المغلفة ونذهب بها إلى الشوارع لتوزيعها، حتي لا تنقطع هذه العادة الجميلة.

وأكمل المهندس أحمد جاد الكريم أن والدي رحمه الله، قد اعتاد على إقامة مائدة الرحمن في شهر رمضان من كل عام، وبعد وفاته استكملنا أنا وأخوتي هذه العادة السنوية، حيث نقوم كل عام بإعداد المائدة طوال شهر رمضان المعظم، لكن العام الماضي اختلف الأمر مئة بالمئة في ظل الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا للحفاظ على أرواح المواطنين، وجاءت فكرة توصيل الوجبات إلى المنازل أو توزيعها في الشوارع، فيأخذ الصائم وجبته ويتناولها في البيت مع أسرته، وهذا العام سوف نستكمل ما بدأناه العام الماضي.

وتعد موائد الرحمن إحدى صور أعمال الخير في شهر رمضان؛ حيث كان يحرص الكثير من الناس علي إقامة ولائم الإفطار في الميادين العامة والساحات الشعبية، يومياً وطوال شهر رمضان، لإفطار من تضطرهم ظروف عملهم للإفطار بعيداً عن أسرهم، والتي يتبارى القائمون عليها لاستقطاب أكبر عدد من الصائمين.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة