محمد قناوى
محمد قناوى


قلم على ورق

«موسى».. هذا هو صعيدنا

محمد قناوي

الجمعة، 23 أبريل 2021 - 07:48 م

عندما تشاهد على تترات أى عمل درامى صعيدى اسم السيناريست ناصر عبد الرحمن فتأكد أن العمل يحمل بداخله روحا وشكلا وحكايات من الصعيد حقيقية، ذلك الصعيد الذى تعرض للإهمال والتجاهل لسنوات طويلة وتحول إلى منفى لموظفى الدولة المغضوب عليهم فى سنوات سابقة، ولم يتم الاهتمام به سوى فى السنوات القليلة الماضية، عندما يكتب «ناصر عبد الرحمن «عن الصعيد فإنه يكتب عن البيئة التى تربى وعاش فيها ويعرفها معرفته لكف يده، يعرف الواقع الصعيدى الذى يختلف تماما عن الواقع الذى درجت الدراما على تقديمه طوال سنوات طويلة إلا القليل منها، فالصعيد على الشاشة لا يعبر عن الصعايدة فهذه ليست طريقتهم فى الكلام ولا تلك هى ملابسهم وما يشاهدونه لا علاقة له بقضاياهم، فهم لا يعيشون فى قصور وبيوت فاخرة ولا يتحدثون بهذه اللهجة «المعوجة».. ولا يعرفون أيضا القسوة والغباء وغياب الضمير مثل صعايدة الدراما، ولكن يمكن أن تجد الصعيد فى «الرحايا حجر القلوب»لعبد الرحيم كمال مثلا، أوفى «موسي» لناصر عبد الرحمن، وهذا محور حديثنا هنا.
«موسي» ليس مجرد عمل درامى صعيدى ؛ بل هو حالة إنسانية ملحمية تروى قصة نضال لمجتمع صعيدى فى أربعينيات القرن الماضي، يحيط به الفقر والمرض والجهل، ولكن بداخله النخوة والرجولة، والتربية على حب الوطن والتضحية من اجله، مجتمع يخوض حربا ضد الاحتلال الإنجليزى فى الجنوب الذى كان عصيا على الاحتلال طوال فترة وجوده فى مصر.
«موسى» - محمد رمضان - شاب من إحدى قرى سوهاج بالصعيد توفى والده منذ صغره، يصفه المؤلف فى أول مشهد المسلسل قائلا : «أنا موسى ولد صالحين دورى فى سابع أرض وقلبى فى السماء زى الطير، اللى يشوفنى حجر أبقى صخر واللى يشوفنى زرزور أبقى صقر». 
فى حلقات الثلث الأول من المسلسل نجح مخرجه محمد سلامة فى تقديم عمل فنى يبرز تلك الحقبة الزمنية وما بها من أحداث وتغيرات اجتماعية، قدم صدورة حقيقية لحياة الصعيد الخشنة فى تلك الفترة من خلال متعة بصرية فقدم صورة ساحرة قدم من خلالها الشخصية الرئيسية التى يقدمها «محمد رمضان» بثوب جديد وكأنه يمثل لأول مرة، فـ»موسي» سيكون مرحلة فاصلة فى مشوار محمد رمضان.. وللحديث بقية عن «ملحمة موسى» وصُناعه وحكايات عن صعيدنا الذى نعرفه. 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة