جنازة الشهيد البطل محمد مبروك
جنازة الشهيد البطل محمد مبروك


شهيد وخونة| محمد مبروك.. شهيد «تخـــابـر الإخــوان»

أخبار اليوم

الجمعة، 23 أبريل 2021 - 09:42 م

كتب :محمود بسيونى

لم يكن الشهيد محمد مبروك ضابط أمن دولة عادى يلاحق جماعة الإخوان كجزء من مهام عمله، بل كان شاهدا على تخابر الإخوان وتآمرهم على مصر وشعبها، الشخص الوحيد الذى امسك بطرف الخيط وفتح الطريق لكشف علاقتهم بأجهزة الاستخبارات الدولية متتبعا كل خطواتهم القذرة وموثقا لكل أدلة الخيانة حتى فى اقسى لحظات الوطن عقب وصول أحد الخونة الى كرسى الرئاسة .

حياة مبروك كانت جزءا من ملحمة عبور مصر من ظلمات ربيع الخراب الى نور ثورة 30 يونيو، راهن مبروك على معدن المصريين كان متمسكا  بأن الشعب الحر لن يقبل ان يحكمه جاسوس وفاز بالرهان.

الشهيد محمد مبروك.... و الخونة

كشف‭ ‬خطة‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬لإسقاط‭ ‬الدولة‭ ‬قبل‭ ‬يناير‭ ‬‮٢٠١١‬

كان مؤمنا بقدرة مصر على الصمود عقب انهيار كل شيء فى يناير 2011، لم يتأثر إيمانه بتلون الاعلام اودس النشطاء لمفردات الحرية الزائفة على ألسنة الناس أوسيطرة الإخوان على مجمل الحياة السياسية، ربما شعر بالضيق لانه مبعد وهويعلم الكثير عن مخطط التمكين، ربما شعر بالخطر على مصر وشعبها مع تجول الإرهابيين فى الشوارع دون خوف بعد سقوط وزارة الداخلية وتفكيك جهاز أمن الدولة .

محصلة الارهاب

تألم مع وقوع الشهداء فى الجيش والشرطة بعد تولى الإخوان، كان يرى ما يحدث محصلة الإرهاب الذى زرعته الجماعة فى سيناء وحاولت ان تتخذه درعا لحماية حكمها اذا تم تهديده .

كان يرى الجماعة الخائنة تتخذ من المصريين رهائن فى بلادهم، تهددهم بالدم واللغم اذا ما اقتربوا من حكم الجماعة، كان يرى معلوماته تتجسد أمامه على أرض الواقع وتتحول إلى وحش خرافى ينفث نيرانه ليحرق الناس والأرض كما توقع لكنه كان مبعدا فيزداد ألمه وخوفه على مصر .

كتب الشهيد محمد مبروك فى أوراق قضية التخابر ان الجماعة تحاول تغيير هوية مصر وتمزيق شعبها، حاولت التقسيم على أساس طائفى وفشلت، فتحركت لتقسيم المصريين ما بين اسلامى وليبرالى وهنا كان مكمن الخطر، لقد تحول الإخوان من جماعة الى دين قائم بذاته اعترف به الاخوانى صبحى صالح صراحه وهويقول ∩يا رب امتنى على دين الاخوان .

النصر اوالشهادة

دين الجماعة الجديد حول المرشد وقيادات الجماعة الى كيانات مقدسة فى نظر اتباعهم، الإخوانى هوالمسلم ومن هوغير اخوانى ليبرالى علمانى كافر، وأصبح تكفير المجتمع وفق منهج سيد قطب هوما يضمن بقاء الجماعة فى الحكم لمئات السنين لأنها حامية الدين ومن يعارضها كافر يريد هدم الدين .

ما كتبه مبروك فى أوراقه لم يكن مجرد رصد امنى اوتحليل للادلة .. لقد كتب مبروك خلاصة 15 عاما من متابعة أنشطة الإخوان، عمل دؤوب ومتواصل منذ التحاقه بجهاز أمن الدولة عام 1997 حتى مايو2011 وقت نقله إلى جهاز الأمن الوطنى بمديرية أمن الجيزة.

وضعته الجماعة الإرهابية على رأس قائمة المطلوبين للتصفية بعدما تحركت قضية تخابر محمد مرسى الى القضاء واستعداد مبروك للشهادة، شعرت الجماعة بالرعب من افتضاح اسرارها امام الناس وانهيار المظلومية الكاذبة، فقررت التخلص منه بأى ثمن .

رغم أنه الابن الوحيد لوالديه إلا أنه لم يكن مدللا، لم يبحث عن الحياة السهلة، بل اختار مهنة صعبة وشاقة وخطره، كان يرى حبه لأسرته جزءا من حب اكبر لوطنه، الذى خدمة بإخلاص وتفان حتى أنفاسه الأخيرة، وضع مبروك نفسه فى مهمة بلا نهاية لإنقاذ وطن من سرطان انتشر فى جسده باسم الدين، مهمة لا تعرف سوى النصر أوالشهادة ..فكان جزائه الشهادة .

مكالمة الجاسوس

فى 21 يناير 2011 جرت مكالمة بين القيادى الإخوانى محمد مرسى العياط والإخوانى أحمد عبدالعاطي، عضوتنظيم الإخوان، وكان فى مهمة فى تركيا، وتم تسجيل المكالمة بإذن من النيابة العامة لصالح التحريات التى يقوم بها الشهيد محمد مبروك .

قال أحمد عبدالعاطى لمرسى أنه قابل شخصا سماه رقم ∩1∪ واستفسر منه مرسى عما إذا كان هونفس الشخص الذى قابله فأبلغه عبد العاطى بأنه رئيسه، وكان الحديث عن ما يجرى فى تونس واستعلم مرسى عن حساباتهم فقال عبدالعاطى أنهم حددوا عشرة مطالب وأنهم إذا لم يتم الاستجابة لها سيحدث السيناريوالكبير، وقال عبد العاطى ان هناك ثلاث دول ستحرك الموضوع وأبدى مرسى تخوفه من انتقال الجماعة لمراحل غير مخطط لها جيداً، حيث إن الجماعة لا تزال فى مرحلة أسلمة المجتمع والتى تسبق مرحلة التمكين ثم الوثوب على السلطة .

وأعرب عن خشيته من انتقال الجماعة إلى مرحلة غير محسوبة، فأكد له عبدالعاطى أن التغيير قادم لا محالة ولا بد من الضغط أكثر على النظام واستفسر مرسى من عبدالعاطى عما إذا كان الجهاز الاستخباراتى الذى يتعاملون معه لديه معلومات عن حادث كنيسة القديسين واستبعد عبدالعاطى معرفتهم بذلك الحادث، كما أبدى مرسى تخوفه من قيام ممثل الجهاز الاستخباراتى بفتح قنوات اتصال أخرى مع أشخاص أوتنظيمات داخل البلاد مثل عبد المنعم أبوالفتوح واستبعد عبد العاطى أن تكون الاتصالات الأخرى مع غيرهم على نفس قوة ومستوى اتصالاتهم واستفسر مرسى عن الجهة الأقدر على فتح قنوات اتصال مباشرة لما سماهم قوة عبر الأطلنطى، فأخبره عبد العاطى بأن تركيا هى القادرة على ذلك لتعزيز دورها بالمنطقة .

خطة التخريب

رصد مبروك فى تحرياته اجتماعات مرشد الإخوان محمد بديع، مع قيادات الجماعة بمقر التنظيم فى المنيل، لمناقشة دعوة العناصر الشبابية والناشطين السياسيين، لتنظيم تظاهرات بالتزامن مع الاحتفال بعيد الشرطة وناقشت قيادات الجماعة مخططا لإسقاط الدولة المصرية، وصولا لاستيلائها على الحكم، بلوغا لأهداف التنظيم الدولى للإخوان .

وأضاف مبروك فى محضر تحرياته، أنّه رصد صدور تكليف من الإخوانى الإرهابى محمد مرسى العياط عضومكتب الإرشاد المشرف على القسم السياسى للهيكل التنظيمى الإخواني، لكل من الإخوانيين محمد الكتاتنى ومتولى صلاح عبد المقصود متولي، بالسفر إلى تركيا، ولقاء هارب هناك، ودراسة إمكانية استثمار الجماعة للأحداث المتوقعة فى البلاد واستغلالها بما يخدم الجماعة، فضلا عن الوقوف على آخر مستجدات الموقف الأمريكى من الأحداث.

قتل الاخوان الشهيد مبروك حتى لا يذهب للشهادة، لكن الأمانة حملها اللواء عادل عزب، المسؤول عن ملف نشاط الإخوان، ليضعها أمام العدالة .

وكانت الشهادة كاشفة لخطة الاخوان الكاملة

قال اللواء عزب امام المحكمة ان خطة الجماعة ارتكزت على إحداث الفوضى فى منطقة الشرق الأوسط بغرض تقسيمها لدويلات وإخضاعها للدول الغربية التى وضعت الخطة، وتقسيم الدول لصالح إسرائيل، واعتمد المخطط على عدة محاور من بينها المحاور السياسية والاقتصادية والعسكرية.

وفى المحور العسكرى من الخطة، اتفق وسطاء من التنظيم الدولى للإخوان، ووسطاء من أجهزة الاستخبارات، على شن حرب من حروب الجيل الرابع بالوكالة على منطقة الشرق الأوسط بادعاء إقامة الديمقراطيات فى المنطقة، وكان غرضهم هوإحداث الفوضى وتقسيم الدول.

وأكد أن هذا السيناريوتم تنفيذه فى مصر ابتداء من اقتحام السجون وضرب أقسام الشرطة وتهريب السجناء وإشاعة حالة من الغضب الشعبى حتى يتمكنوا من السيطرة على مقاليد الدولة.

وأشار إلى أن بداية سلسلة الاغتيالات بدأت تظهر بوضوح منذ محاولة اغتيال الزعيم جمال عبد الناصر واستمرت حتى ارتكاب الحوادث الإجرامية التى حدث بعد 30 يونيومن قتل الضباط وضرب مؤسسات الحكومة لإسقاط الدولة والمجتمع .

استشهد مبروك نتيجة خيانة أقرب أصدقائه ضابط المرور محمد عويس، اختار عويس طريق الخيانة بعدما جندته الجماعة واختبرت قدرتها الشيطانية على دفع الأخ الى قتل شقيقه باسم الدين .

افرغ فيه ارهابى الجماعة رصاصات الغل والحقد، تصور الإخوان ان قتل مبروك ستكون رسالة تخويف لضباط جهاز الأمن الوطنى، لم يتصورا ان مبروك سيتحول الى ايقونة للبطولة والفداء وان دماءه ستتحول الى لعنة تطارد الجماعة الى الابد .. وصدقت كلمات تتر مسلسل الاختيار 2 ..دم الشهيد مبروك هيعيش يقوينا.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة