صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


من ألف ليلة وليلة وحتى الطاووس.. رؤوف عبد العزيز مخرج بعيد عن النمطية

أحمد السنوسي

السبت، 24 أبريل 2021 - 01:35 ص

 

تصدر مسلسل "الطاووس" من بداية عرضه خلال ماراثون رمضان الحالي، تريند مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا، وأصبح حديث الناس في الشارع المصري، خاصة في ظل الحديث عن مدى براعة المخرج رؤوف عبد العزيز في تقديم العديد من المشاهد بشكل حرفي، وبطريقة لا تجرح أعين المشاهدين وتحترم عقولهم، وبعيدة كل البعد عن الابتذال والإسفاف كما حدث في مشهد الاغتصاب"أمينة" الشخصية التي تقدمها" سهر الصايغ.

اقرأ أيضاً|

مقتل أحد المتهمين في الحلقة الـ 11 من "الطاووس"

ويقدم لنا المخرج رؤوف عبد العزيز، تجربة درامية جديدة ومختلفة كعادة عن أعماله السابقة، بل يعيد لنا أيضا اكتشاف النجم العربي جمال سليمان وسهر الصايغ بثوب جديد على الجمهور، في تجربة مميز بمسلسل"الطاووس"، والتي تدق ناقوس الخطر تجاه المرآة وتدافع عن حقوقها وقضاياها، وترفع شعار المرآة خط أحمر، والذي استطاع أن يثير الجدل منذ انطلاق أولى حلقاته،  ورغم العديد من الأزمات والمشاكل التي مر بها المسلسل، ولكنة غرد بعيدًا عن السرب، نظرا لأن أحداثه مترابطة وتسير في تسلسل متقن وحبكة درامية وتشويق “متزن”، فالمسلسل مصنف بأنه عمل تشويقي اجتماعي ولكنه لم يتمادى في التشويق للدرجة التي ترهق الجمهور، وأيضا خالٍ تقريبا من الحشو الذي أصبح موجودا بكثرة للأسف في أعمال درامية كثيرة. 

وأجاد المخرج رؤوف عبدالعزيز، الجمع بين الأجيال المختلفة بالمسلسل، خاصة أن من أبرز سماته أنه يعرف جيدا كيف يدير موهبة الممثل، بداية من النجم جمال سليمان الذي نجح في خلق حالة خاصة به في الدراما المصرية، مرورا بالفنانة سهر الصايغ، والتي تعد بمثابة مفاجأة من مفاجآت المسلسل، حيث أظهرت قدراتها التمثيلية والفنية في الطاووس وأكدت بالفعل أنها نجمة كبيرة، وموهبة فنية قوية و تستطيع تقديم الأدوار المركبة والصعبة بإتقان كبير ومهارة فنية  وصدق في الأداء و التعبير.


كما نجح رؤوف عبد العزيز في خلق صورة بصرية تعبيرية تخدم الخطاب المرئي واستطاع تحقيق الاندماج الكامل للمشاهدين مع المسلسل ومضمونه  حيث أن رؤوف لم يقدم صورة فقط للمشاهدين ولكنه قدم الإحساس المغلف بالمعنى واستطاع تجسيد المشاعر والانفعالات والمواقف المختلفة والتوظيف الدرامي وبناء المشاهد بشكل حرفي كبير ينم على الاحترافية والذكاء والمهارة والخبرة التي يمتلكها وبدون اى مبالغات درامية.


واستطاع رؤوف من خلف الكاميرا تقديم رؤية نقدية أبداعية مبهرة تعبر عن مضمون العمل  بصورة ذهنية عميقة على الشاشة مخاطبا بها عقل ووجدان المشاهد ضمن خطة عمل منظمة تتميز بالإمتاع والإقناع والإبداع والفن الهادف، وذلك في ظل تسخير كافة العناصر الفنية في العمل للتعبير الدرامي من حيث الصورة المعبرة و الديكورات الممتازة الموظفة بشكل دقيق لمهندس الديكور رامي قدري والملابس المتجانسة والموسيقى التصويرية الرائعة الموحية المعبرة عن الحدث الدرامي ومتناسبة مع الأسلوب التشويقي للحالة الدرامية للرائع خالد حماد والمونتاج السريع الحيوي و إخضاع المناظر والإضاءة والملابس والماكياج والملحقات الفنية الأخرى للتخطيط الدقيق، ومزجها وتوظيفها جميعا بشكل متجانس واندماج مثالي.

ويعد رؤوف عبد العزيز مخرج صاحب منهج اخراجى شديد الخصوصية يمزج بين الإخراج والتصوير ليقدم في النهاية الصدق البصري والاهتمام بإظهار البعد الجمالي والبعد النفسي والتكوينات الجمالية المعبرة للكادر وذلك في تناغم مثير لخلق حالة التأثير البصري النهائي بصورة جمالية فنية و ترك المشاهد يتفاعل مع الأحداث.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة