صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


التسبيح والتسابيح

حالة عشق مع الله

آخر ساعة

السبت، 24 أبريل 2021 - 10:23 ص

 

رمضان شهر العبادة والتسابيح، يحاول فيه الناس الاجتهاد والتقرب إلى الله أكثر من باقى الأيام، لما له من فضل عظيم، ومن هذه العبادات التسابيح التى يحرص عليها الكثيرون، وليس الإنسان فقط الذى يسبح بحمد الله، لكن جميع المخلوقات وحتى الرعد فى السماء يسبح لله والملائكة والجبال والطير، حتى النملة الصغيرة التى لا ثقل لها تسبح للخالق الأعظم، وحتى الحصى التى كان يسبح بها الصحابة قديمًا عندما توضع فى أيديهم كانت تسبح وسمعها سيدنا رسول الله، وهى تسبح فى يده، وكذلك سيدنا عمر، والذى لا يعرفه كثيرون أنه حتى الطعام الذى نأكله يُسبح بحمد الله.

‭ ‬الرفاعى‭:‬ بعض‭ ‬التسابيح  "‬بدع‭"‬

إسماعيل‭:‬ تسابيح‭ ‬داود‭ ‬شكر‭ ‬وامتنان‭ ‬للخالق‭ ‬الأعظم

هناك‭ ‬صلاة‭ ‬رمضانية‭ ‬تسمى‭ ‬التسابيح

الشيخ منصور الرفاعى، وكيل وزارة الأوقاف السابق، أكد أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالتسبيح وعلمنا كيف نقوله، فقال تعالى: "فسبح بسم ربك العظيم"، وفى آية أخرى: "سبح لله مافى السماوات وما فى الأرض"، والتسبيح هو "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم"، هذه الجمل من الكلمات لها أجر عظيم عند الله تبارك وتعالى إذا قالها الإنسان بصدق ويقين معترفًا بأن الله تعالى أحق بالتسبيح من غيره، وكلمة نُسبح معناها نُثنى عليه الخير كله، ونحمده ونشكره على ما أنعم علينا به وتفضل من خير، لأن نعمه علينا كثيرة سواء فى الصحة ونور العين وسمع الأذن وسائر الجسد كله ولذا فالتسبيح أن تفرده بالعبودية والتقرب إليه، لأنه عندما يسبحه فإن الله يزيد عليه النعم ويرفع قدره.

وعن أفضل أوقات الذكر، قال إنها تكون قبل الفجر بساعة لأن هذا الوقت وقت السحر أى خير وقت يتقرب فيه الإنسان إلى الله لقوله تعالى: "كانوا قليلا من الليل مايهجعون وبالأسحار هم يستغفرون"، فإذا اجتهدنا وذكرنا ربنا فى هذا الوقت بصدق جعلنا الله فى الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وهى أعلى درجات الجنة وفيها يتجلى الله لعباده بعد أن أنعم عليهم بكل شيء.

يُضيف: "عندما يأتى شهر رمضان يكون الاجتهاد مع الله أكبر فنحن عندما نصوم نتشبه بالملائكة لأنهم خلقوا من نور لا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون، والصيام سر بين العبد وربه، فكل هذه اجتهادات مع الله، والإنسان حين يتقرب من الله يعطيه القدرة على فعل أشياء يتعجب لها الناس، لذلك نحن نسبح الله سبحانه وتعالى ونشكره القائل "سبحان الذى أسرى بعبده"، وهنا كلمة سبحانه قالها فى موقف يعجز البشر جميعًا عن الإتيان بمثله، فسبحانه كلمة تدل على العظمة والقدرة واعتراف بعظمته وتقديره، فعلينا أن نُكثر من كلمة سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.

وعن التسابيح الصحيحة والخاطئة، يوضح الشيخ الرفاعى أن الصحيح أن يسبح الإنسان قائلا: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله المعطي، سبحان الله الكريم، سبحان الله عدد خلقه ومداد كلماته، هذا نوع التسابيح التى علمنا إياها رسولنا الكريم صلَ الله عليه وسلم، وتوارد علينا فى القرآن الكريم "فسبح باسم ربك العظيم"، وأما تسابيح البدع فهى عندما يقول الإنسان: "سبحان الله الذى رأيته وتطلعت إليه، سبحان الله الذى أرانى وجهه،سبحان الله الذى رأيته فى المنام وهكذا"، فهل يعقل أن أحدا يرى الله فى المنام! وحتى إذا رأى الشخص الله فهذا سر بين العبد وربه أو أنه يقول الذكر بلغوشة وكلام غير مفهوم أو بسرعة، كل هذه بدع فى التسابيح.

وعن تسابيح الأنبياء، يقول: كل الأنبياء لغتهم واحدة ..فكل نبى لغته لغة النبى الذى يأتى من بعده والذى سبقه، وكانت كلمات التسبيح على لسانهم جميعا "سبحان الله الخالق المبدع، سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده عدد خلقه ومداد كلماته"، ففى القرآن الكريم قال تعالى "فسبح باسم ربك العظيم"، وهذه أفضل التسابيح التى وردت على لسان الأنبياء.

الشيخ مصطفى حامد إسماعيل، إمام وخطيب مسجد السيدة رقية السابق، يوضح معنى تسابيح، مُشيرًا إلى أنها جمع تسبيح، وهو قول "سبحان الله" أى تنزيه لله عز وجل عن كل مالا يليق بذاته من عيب أو نقص يستحيل وصف الله به، بل وصفه بكل كمال مطلق، وعن تسبيح داود عليه السلام يقول الله تعالى: " وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ "، وقال تعالى: " وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الأيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (١٧) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإشْرَاقِ (١٨) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (١٩) وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ"، ومعنى أوبى، تؤوب ترجع التسبيح وتكرره بحمد ربها مجاوبة لتسبيح داود عليه السلام، فقد كان سيدنا داود كثير التسابيح مع الطيور ويوافق تسبيحه تسبيح الجبال وتسبيح الطير وقد سخر الله له الجبال بالتسابيح معه بالعشى والإشراق، وكان التسبيح لا يفارق لسانه أبدًا.

أما عن تسبيح رسول الله صل الله عليه وسلم، فقد كان من أكثر الناس ذكرا لله، وقد قال: "يا عباد الله توبوا إلى الله واستغفروه فإنى أتوب إلى الله وأستغفره فى اليوم أكثر من سبعين مرة"، وعندما سئل عليه الصلاة والسلام عن كثرة تسبيحه قال: "أفلا أكون عبدًا شكورًا؟!"، وهذا حرص من النبى الكريم على كثرة التسابيح والمواظبة عليه (صلى الله عليه وسلم) فكان يقوم من الليل حتى تتورم قدماه.

ويؤكد إسماعيل، أن التسابيح الصحيحة هى ما وردت عن النبى صل الله عليه وسلم، والتسابيح المبتدعة التى لم ترد عنه، ومن المستحب قوله: "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" وقول "سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم"، وقول "سبحان الله تملأ الميزان والحمدلله تملأ مابين السماوات والأرض"، وقول "أستغفر الله العظيم وأتوب إليه تمحو الذنوب والخطايا وإن كانت مثل زبد البحر".

أضاف، أن التسابيح من أحب الكلمات إلى الله، وهى ثقيلة فى الميزان يوم القيامة، فيقول النبى صل الله عليه وسلم "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان فى الميزان حبيبتان إلى الرحمن.. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"، كما أنها سبب لتكفير الذنوب والخطايا، وسبب لعلو درجات العبد فى الآخرة، وهى أعظم من الصدقة، ومن غرس الجنة، وتفتح أبواب السماء، وتعتبر وصية من الأنبياء، كما أن التسبيح مقرون بتفريج الكروب، ويجوز التسبيح باسم من أسماء الله الحسنى، وإن كان لزوم السنة الواردة عن النبى أكمل وأعظم أجراً، وعلى العبد أن يُكثر من التسبيح فى رمضان أكثر من الأيام الأخرى لأنه فرصة عظيمة للتقرب إلى الله.

وقال، إن هناك صلاة تسمى صلاة التسابيح تصلى فى رمضان ..وهى أن يقول العبد بعد تكبيرة الإحرام "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" وفى رواية بزيادة لاحول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم 75 مرة فى الركعة الواحدة، فيقول بعد الفاتحة والسورة 15مرة فيركع فيقول عشراً فيرفع من الركوع فيقول عشراً فيسجد فيقول عشراً فيجلس بين السجدتين فيقول عشراً فيقف فيقول عشراً قبل الفاتحة ويكرر ذلك فى كل ركعة ويجوز ركعتان ويجوز أربع ركعات بتسليمة واحدة أو بتسليمتين.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة