جلال دويدار
جلال دويدار


خواطر

للتحذير من طوفان سد النهضة

جلال دويدار

السبت، 24 أبريل 2021 - 06:27 م

الثقة الغائبة وأنانية إثيوبيا وافتقادها للإرادة السياسية وعدم تقديرها للعلاقات التاريخية.. مسئولة عن فشل مفاوضات العشر سنوات حول أزمة سد النهضة. إن اتسام السلوك الإثيوبى بهذه الصفات يشير إلى عدم إدراك خطورة استمرار التمسك بها. إن إثيوبيا اختارت بهذا الموقف الانحياز للعناد والرفض لكل مبادرات التوصل لاتفاق قانونى ملزم وعادل ومتوازن يحفظ حقوق جميع الأطراف فيما يتعلق بتشغيل سد النهضة. إن مصر ومعها السودان وحفاظا على العلاقات التاريخية التى ظلت تربط دول حوض النيل على مر السنين.. حرصتا على التمسك بالصبر وبذل ما يمكن من جهود والقبول بكل الوساطات من أجل عدول إثيوبيا عن تعنتها غير المبرر إطلاقا.
كما سبق وذكرت فى أكثر من مقال.. لجأت الدولتان إلى كل السبل لإنهاء الخلافات التى تعمد حكام إثيوبيا اختلاقها لتعطيل توصل المفاوضات إلى الاتفاق المنشود. إن آخر ما لجأت إليه الإقدام على إخطار الأمم المتحدة بكل تطورات المفاوضات وموقف الطرف الإثيوبى المعطل لها. إن جميع الشهود على عملية سير المفاوضات سوف يشهدون لصالح حكمة مصر فى تعاملها مع هذه الأزمة.
ارتباطا واستكمالا للتحركات السياسية تأتى الجولة المكوكية بين العواصم الأفريقية التى يضطلع بها حاليا السفير سامح شكرى وزير الخارجية. إنه مكلف رئاسيا فى اطار هذه المهمة بتسليم رسائل خطية من الرئيس السيسى لرؤساء هذه الدول توضح كل ما دار وجرى من تطورات فى شأن هذه الأزمة. 
الهدف من الجولة تبيان أن الصبر الطويل قد نفد.. وبالتالى فإن العيب يكون قد «عدى» دولتى المصب الشريكتين فى ملكية نهر النيل - مصر والسودان - فى اللجوء إلى أى إجراء. إن ذلك سيكون رد فعل مشروعا فى إطار من الخيارات المفتوحة على استمرار هذا التعنت الإثيوبى غير المبرر الذى يهدد أمنهما القومى المائى وأمن واستقرار المنطقة.
عمق العلاقات.. ينتصر للسياحة
أخيرا وبعد خمس سنوات استعادت العلاقات السياحية بين مصر وروسيا تواصلها. يأتى ذلك تأكيدًا لعمق العلاقات الثنائية فى كافة المجالات. إنها أيضا تعد تعظيما للمصالح المشتركة وروابط الصداقة بين الشعبين المصرى والروسى.
تجسيدا لهذا الواقع.. حرص الرئيس الروسى بوتين فى اتصال تليفونى أن يبلغ بنفسه الرئيس السيسى بقرار رفع حظر الرحلات الجوية السياحية إلى مقاصدنا السياحية الشاطئية وبالذات الغردقة وشرم الشيخ. أشار القرار الرئاسى الروسى إلى الثقة فى توفير السلطات المصرية كل سبل الراحة والتأمين للسياح الروس.
من ناحيتها أكدت مصر التزامها بهذه المعايير مع تطبيق كل الاحترازات الصحية الوقائية اللازمة من وباء الكورونا. ارتباطا فإنه من المنتظر أن تتوافد الأفواج السياحية الروسية بعد أيام قليلة.. خاصة مع بدء تعليق رحلاتها إلى تركيا بسبب ماقيل انه الانتشار الكبير لكورونا وفقا لمضمون البيان الروسى.
المفروض وفى ضوء هذه التطورات أن يكون هناك تحرك من قطاع الأعمال السياحى المصرى لإرساء شراكة مع قطاع الأعمال السياحى الروسى للتعاون فى تنظيم الرحلات بدلا من أن تكون من خلال وسطاء خارجيين. كما هو معروف فإن أعداد السياح الروس الوافدين إلينا كانت قد تجاوزت فى ذروتها الخمسة ملايين سائح قبل قرار الحظر الذى صدر بعد سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء نهاية عام 2015.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة