آمال المغربى
آمال المغربى


عين على الحدث

فرنسا.. ومسئولية الإبادة الجماعية فى رواندا

آمال المغربي

السبت، 24 أبريل 2021 - 07:03 م

هل تعود العلاقة بين فرنسا ورواندا لسابق عهدها رغم التوتر الشديد الذى شاب علاقة الدولتين منذ الكشف عن دور فرنسا فى مجازر إبادة التوتسى فى رواندا عام 1994 والتى صنفت بإبادة جماعية وأكدها تقرير أعد لحساب السلطات الرواندية انتهى إلى وجود مسئولية فرنسية كبيرة فى هذه الابادة؟
فقد اكد تقرير أعده مكتب محاماة أمريكى بتكليف من الحكومة الرواندية عام 2017 ونشر نتائجه الاسبوع الماضى أن فرنسا تتحمل مسئولية كبيرة عن الإبادة الجماعية بحق إثنية التوتسى التى جرت فى رواندا وان حكومة فرانسوا ميتران الرئيس السابق كانت تعلم باستعداد الهوتو لإبادة جماعية لاقلية التوتسى ومعارضين اخرين لكنها استمرت فى تقديم الدعم القوى لهم وكانت «مساعدًا أساسيا ومؤيدا لنظام الهوتو الذى دبر المذبحة التى أودت فى ثلاثة أشهر بحياة أكثر من 800 ألف شخص». ومارست فرنسا كل الضغوط حتى يرفع التقرير عن فرنسا اتهامات كانت وجهتها لها حكومة الرئيس الحالى كيغالى سابقا بالتخطيط سياسيا للإبادة وحتى بالمشاركة فى التنفيذ.
كانت فرنسا قد استبقت التقرير الامريكى بتقرير اخر اعدته لجنة مؤرخين فرنسيين بتكليف من الرئيس ماكرون الشهر الماضى انتهى إلى ان فرنسا التى تحالفت مع نظام الهوتو فى رواندا تغاضت عن استعدادات الهوتو لجريمة إبادة التوتسى، وتتحمل مسئولية كبرى جسيمة فى الأحداث التى أدت للإبادة ولكن من دون أن تكون متواطئة!!
كما انها قدمت الدعم لمخططى المذبحة من المسئولين الهوتو الذين نظموا الإبادة وسمحت لهم بالاقامة الدائمة فى فرنسا كما تدخلت لاسقاط طلب إيقاف فى حق البعض منهم من جانب المحكمة الجنائية الدولية.
وفى فبرير الماضى قدمت جمعيات حقوق انسان وناجون من الإبادة رسالة للقضاء الفرنسى للمطالبة بالتحقيق فى التعليمات التى أصدرتها فرنسا 1994 بعدم استجواب السلطات المسئولة عن مجازر التوتسى وطالبت بفتح تحقيقات حول الدور الفرنسى فى رواندا ولم يلق الطلب أى استجابة.
بعد مضى 26 عاما على الإبادة الجماعية فى رواندا لا تزال ضحايا الابادة بحاجة للمساعدة، خاصة عشرات الآلاف من الفتيات اللواتى تعرضن للاغتصاب وأنجبن أطفالا من مغتصبيهن، فهن ما زلن يعانين إلى اليوم فى مجتمع يصفهن بـ«زوجات القتلة» أو «زوجات الإبادة الجماعية» . ويشعر أولاد هؤلاء النسوة بالخجل من المجتمع، ولا يعرفون إلى الآن من هم آباؤهم.. بدأ التخطيط للمذابح فى السادس من إبريل 1994 عندما أسقطت طائرة كانت تقل الرئيس الرواندى آنذاك جوفينال هابياريمانا وقتل جميع من كانوا على متنها. وألقى متشددو الهوتو باللائمة على اثنية التوتسى وبدأوا على الفور حملة منظمة لابادتهم كانت فرنسا على علم بها. وقالت أقلية التوتسىى إن الهوتو هم من أسقطوا الطائرة كذريعة لتنفيذ إبادة جماعية ضدهم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة