السبت، 24 أبريل 2021 - 08:19 م

القدس تشتعل منذ ما يقرب من أسبوع بمواجهات حادة واعتداءات وحشية من اعضاء جماعة «لاهاڤا» اليمينية المتطرفة ضد فلسطينيى الداخل أو ما يطلق عليهم عرب 48.

بلغت المواجهات ذروتها عندما بدأ المئات من نشطاء اليمين المتطرف اليهود مسيرة من ميدان صهيون فى القدس ليلة الخميس باتجاه البلدة القديمة فيما وصفته جماعة «لاهافا» بمسيرة «لاستعادة الكرامة اليهودية»..

وتأتى المسيرة بعد أسبوع من الاعتداءات العنيفة على عرب إسرائيليين وفلسطينيين سكان وسط القدس. حاولت الشرطة منع نشطاء اليمين المتطرف، الذين كانوا يصرخون «الموت للعرب» فى وسط مدينة القدس، من الوصول إلى باب العامود، حيث تجمع متظاهرون فلسطينيون مضادون.

وقد بدأوا منذ ذلك الحين فى استخدام أساليب تفريق الشغب فى كلتا المظاهرتين، باستخدام قنابل الدخان والغاز المسيل للدموع ضد الفلسطينيين، مع استخدام ضباط الفرسان لصد النشطاء اليمينيين المتطرفين.

على الرغم مما يبدو انه محاولات الشرطة لدرء المتظاهرين اليمينيين، وقعت عدة حوادث عنف ليلة الخميس. قام رجل يهودى بضرب امرأة فلسطينية فى وجهها، وأطلق رجل كان يقود سيارة تحمل العلم الإسرائيلى بضع رصاصات من سلاح نارى بالقرب من وزارة العدل.

ومع ذلك، فإن النتيجة بشهادة صحيفة ها آرتس لا تعكس موقفاً متكافئاً من الشرطة تجاه المجموعتين. فعلى الرغم من قيام الطرفين بإلقاء الحجارة والزجاجات على رجال الشرطة، كان من السهل ملاحظة اختلاف فى موقف الشرطة تجاههم عند بوابة نابلس، عنما تصرفت بشكل عدوانى للغاية واستخدمت مئات القنابل الصوتية، وأغرقت الشوارع بالمياه "النتنة"، وأطلقت الرصاص الإسفنجى وعاملت أى مجموعة صغيرة من الفلسطينيين كتهديد محتمل.

على الجانب الآخر، على بعد مائة ياردة إلى الغرب من هناك، كانت الشرطة تكتفى معظم المساء بإلحاح وتفريق باليد، وبعد ساعات فقط استخدموا بضع قنابل صوتية وكانت النتائج تتحدث عن نفسها.

«انتهاك لحرية المسلمين فى العبادة»، وعشرات العرب الجرحى، وصفر اليهود الجرحى على يد الشرطة.

دليل ذلك ان شرطة التحقيق العسكرية لن تفتح تحقيقًا ضد ضابط تم توثيقه وهو يدوس على عنق متظاهر فلسطينى يبلغ من العمر 60 عامًا عند اعتقاله، واعتبرت تصرف الشرطى معقولاً وفى إطار صلاحياته..

"لاهافا" منظمة صهيونية إسرائيلية يمينية متطرفة، لها مئات المؤيدين، يتواجد حضورها بشكل قوى فى القدس والمستوطنات الإسرائيلية، يعتبرها البعض امتداداً لحركة كاخ العنصرية المتطرفة المحظورة فى إسرائيل، وتعمل على منع الزواج المختلط ومنع احتكاك اليهود بالفلسطينيين، ويصفها البعض بشرطة الآداب اليهودية. ولا تكتفى «لاهافا» بالوعظ والعلاقات العامة، فقد سبق أن تورطت باعتداءات لفظية وجسدية على فلسطينيين لاتهامهم بارتباطهم بعلاقات مع فتيات يهوديات أو بالزواج بهن.