د. شوقى علام
د. شوقى علام


المفتى: لا فرق بين مسلم ومسيحى فى نيل شرف الشهادة

الأخبار

السبت، 24 أبريل 2021 - 09:36 م

أكد د. شوقى علام مفتى الجمهورية أن الشهادة فى سبيل الله رتبة عظيمة للغاية ليس دونها رتبة، وللشهيد منزلة كبيرة عند الله تعالى، ومكرمة عالية، ورزق كريم نظير تقديمه أغلى ما عنده، وهو الجود بنفسه وروحه وحياته فى سبيل الدفاع عن الأرض والعِرض، وإبقاء القيم والأخلاق، وتكريس العدالة والسلام، وصون البلاد من المعتدين، وحفظ عزة الأوطان وكرامتها، وتعزيز الاستقلال والحرية، وتحقيق سيادة الدول وحماية مكتسبات الشعوب، واندحار العدوان والظلم.

وأوضح أن فضل الشهادة فى سبيل الله معروفٌ ومقررٌ فى شريعتنا السمحة؛ كما نطقت بهذا النصوص الشريفة، حيث جعلَ اللهُ تعالى الربحَ الموعود فى مقابلة التضحية بالنفس فى هذا المقصد النبيل هو الجنة، وأشار إلى أن الشهيد هو كل من جاد بروحه وسالت دماؤه فى سبيل الدفاع عن الوطن من الأعداء ومن الإرهابيين، ولا فرق بين مسلم ومسيحى فى نيل هذا الشرف.

وأكد أن للشهيد فضلًا كبيرًا لا يُقاربه فضلٌ؛ فإن له الشفاعةَ فى سبعين من أقاربه، كما جاء فى السنن عن المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِى كَرِبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللهِ سِتُّ خِصَالٍ: وذكر منها: وَيُشَفَّعُ فِى سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ»، والذى نتوقف عنده فى هذا الحديث الشريف وننبه عليه؛ من أجل أن نربطَ على قلوب أهل الشهيد هو قبول شفاعته عند الله تعالى يوم القيامة فى سبعين من أقاربه، ولا أحد أولى بهذا الفضل من أهلِه الذين تحمَّلوا ألم فراقه، وأولى هؤلاء هم أبوه وأمه وزوجه وأبناؤه؛ فهنيئًا للشهيد بالجنة، وهنيئًا لهؤلاء بشفاعته لهم بين يدى الله تعالى فى دخولهم الجنة.


وعن حكم إطلاق اللحية للجندى وغيره، فقال: إن إطلاق اللحية أمر مختلف فيه بين الإلزام والوجوب والسنة والعادة، وقد وجدنا أكابر العلماء الثقات التقاة من مشايخنا لا يطلقون لحاهم، والأمر المختلف فيه كمثل هذه الحالة لا ينكر على من يحلق لحيته، وتعد المؤسسات العسكرية والمدنية بمثابة ولى الأمر الرافع للخلاف إذا أمرت بحلقها لكونه أحد الأقوال الفقهية المعتبرة.


من ناحية أخرى أكد المفتى أن قضية تجديد الخطاب الدينى أصبحت واجبَ الوقت، وأوْلَى الضروريات التى يجب الاعتناء بها، وصرف الجهود لتحقيقها.


جاء ذلك فى محاضرته عبر الانترنت بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، وأشار إلى أن ذلك الاهتمام البالغ بتجديد الخطاب الدينى تحديدًا ينطلق من الإيمان بأنه الخطاب الأكثر قدرةً وفعاليةً على التوجيه وتعديل المسارات السلوكية والأخلاقية فى المجتمعات العربية والإسلامية.


وأضاف أن قضية التجديد قبل أن تكونَ قضيةً حياتية ضرورية هى قضية شرعية، والتجديد الحقيقى الذى نعنيه وندفع فى اتجاهه هو العودة للمصادر الأصيلة للتشريع الإسلامى واستدعاء ما يوافق كل عصرٍ بما يحقق مصلحةَ الإنسان فى زمانه، وأن هذا التجديد لا يتحقق إلا بفَهمٍ تامٍّ لمتطلبات العصر والواقع، وتحقيقٍ لمقاصد الشريعة الإسلامية من غير إخلالٍ بالثوابت أو إهدارٍ لأى معلومٍ من الدين بالضرورة.


وأوضح أنه لا يختلف أحدٌ على أن محورَ التجديد فى خطابنا الدينى هو الاجتهاد فى فهم النصوص؛ فكلٌّ من التجديد والاجتهاد لا ينفصلان مطلقًا؛ فالتجديد من لوازم الاجتهاد الصحيح؛ والاجتهادُ طريقٌ له؛ وهذا الاجتهاد الذى تُناط به عملية التجديد برمتها ليس اجتهادًا مطلقًا لا ضابط له؛ بل اجتهادٌ كما ينبنى على فهم النصِّ فإنه ينبنى أيضًا على إدراك الواقع وفهم تطوراته ومتغيراته، وإدراك أن أى محاولات تجديدية لن تُثمر ثمرةً حقيقيةً إلا بدراسة هذا الواقع والتعمق فى علومه وفهم تفاصيله وما يطرأ على أعراف الناس وثقافاتهم من تغيير إيجابى أو سلبي.


وأوضح أن ما تفعله جماعات التشدد والإرهاب هو محاولة لعزل الأمة الإسلامية عن العالم كله، بل عزل طائفة من الأمة ذاتها داخل الأمة من أجل دعاوى ما أنزل الله بها من سلطان.


وعن تعاملنا مع التراث التفسيرى قال: «إن التراث الذى خلَّفه علماء الأمة تراثٌ عظيم وثروةٌ بيانية وبلاغية ومعرفية ساعدت فى فهم آيات القرآن الكريم؛ ومع كل ذلك فيجب أن يُفهَم ذلك التراث فى إطار الجهد العلمى البشرى بإنزال النصوص على الواقع من وجهة نظر المفسرين على اختلاف عصورهم، دون خلطٍ بين ما هو مقدس وما هو بشري، وبين ما هو ثابت وما هو متغير، فإن ذلك الخلط مثَّل حائط صدٍّ أمام التجديد على طوال السنوات الماضية؛ ومن هنا فينبغى تقبُّل فكرة إعادة النظر فيما دوِّن ومناقشته علميًّا فى ضَوء المقاصد الربانية الثابتة، والقواعد الكلية المستقرة، والتى فسر هؤلاء العلماء العظام القرآن فى ضوئها».
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة