الأحد، 25 أبريل 2021 - 06:54 ص

الاعتكاف سنة للرجال والنساء على السواء، ولا يكون إلَّا في المسجد؛ لأن العكوف إنما أُضيف إلى المساجدِ لأنها من شرطه، ولا يجوز الاعتكاف في البيوت؛ لافتقاد ركن المسجدية فيه.

ونظرًا لهذه الظروف التي تمرُّ بها بلدانُ العالم بسبب وباء كورونا؛ فإنه يحكم بسقوط الاعتكاف؛ نظرًا لغياب المحل وهو المسجد، والخوف من العدوى حال البقاء بالمسجد، فإذا التزم المسلم بالتعليمات مع شغفه للاعتكاف في المسجد فإنه يأخذُ ثوابَ الاعتكاف وزيادة، وإن كان لا يُسمى ذلك اعتكافًا؛ لأنه إمَّا أن يكون من المداومين عليه ولم يقطعه عنه إلَّا هذا العذر، وإمَّا أن يكون ممن نوى الاعتكاف في المسجد قبل حصول هذا الوباء، فالمعذور مأجور، وفضل الله تعالى واسعٌ؛ يكتب للعبد عند عذره عن القيام بما كان معتادًا عليه من الأعمال الصالحة أجرها كما لوكان عملها.

اقرأ أيضا| الأوقاف: إنهاء خدمة من يسمح بإقامة الاعتكاف أو موائد الرحمن بالمساجد

وعلى المسلمين أن يغتنموا فرصة مكثهم في البيوت في هذه الأيام ليحيوا بيوتهم بالصلاة فيها وكثرة الذكر والقراءة، وأن يكثروا فيها من النوافلِ؛ لما فيه من حصول البركة والإكرام للبيوت بتنزُّل الرحمة وحضور الملائكة فيها وفرار الشياطين منها، وأيضًا لما فيه من معنى التخفي في العبادة وفتح أبواب التعلق بالله.

شوقي علام - مفتي الجمهورية