الفنان القدير فؤاد المهندس والفنانة شويكار
الفنان القدير فؤاد المهندس والفنانة شويكار


فؤاد المهندس.. حب بنت الجيران استمر 20 عامًا 

نسمة علاء

الأحد، 25 أبريل 2021 - 09:33 ص

كان فارس الكوميديا الفنان القدير فؤاد المهندس وهو طفل يحب التقليد ويقلد كل من يدخل بيت العائلة، وأول من كان يقلده والده زكي المهندس واستمر في فن التقليد وهو في المدرسة وكان يقلد المدرسين في كلامهم وحركاتهم وعرضه هذا للعقاب وأحيانا للإنذار بالفصل من المدرسة.

وكان خياله واسعًا ويحكي حكايات بطريقة جذابة تثير إعجاب المستمعين وكان يجمع الأطفال والجيران والأقارب ويحكي لهم مغامراته وحكاياته في غابات الهند والسند ومغامراته مع الأسود والنمور والفيلة، وكيف ذهب إلى الغابة ورأى الأسد وفتح فمه ووضع يده داخل فم الأسد، ولهذه الأسباب أحب حديقة الحيوان واعتبرها جزءا كبيرا من حياته.

بدأ في الإذاعة مع «بابا شارو» الأستاذ "محمود شعبان " زوج أخته الإذاعية اللامعة "صفية المهندس" في برامجه الإذاعية وحلقات "ألف ليلة وليلة"، كما كتب لهم بعض الأعمال الإذاعية مثل "قصة طرزان، وكنوز الملك سليمان، حكاية الوحش الخرافي كينج كونج".

وعندما عرف والده زكي المهندس حبه لفن التمثيل قام برعايته وشجعه وعلمه فن الإلقاء ومخارج الحروف واللغة العربية وبدأ ينمي فيه الموهبة.

تزوج فؤاد المهندس مرتين، الأولى كان من السيدة "عفت السرجاني" التي كانت بنت الجيران وكانت تقطن في حي العباسية، وكان بيت الأستاذ زكي المهندس عميد كلية دار العلوم الأسبق غير بعيد عن بيت السرجاني وكان فؤاد طالبًا في المدرسة الثانوية، وقلبه يفتش بين بنات الحتة بحثا عن الحب، وفعلا وجدها سمراء جادة الابتسامة تملأ وجهها.

وظل يتبعها نبضات قلبه ونظرات عينيه وسطور الغرام ملتهبة في خطاباته،  وظل يحبها خمس سنوات كاملة حتى انتهى في دراسته الجامعية في كلية التجارة وحصلت هي على ليسانس الآداب، وصار يستطيع أن يقول لأبيه أريد أن أتزوج من عفت.

فكان الزواج هو العلاقة الطبيعية والحتمية لسنوات الحب التي عاشها، الحب الذي كانت الجامعة شاهدة عليه وكانت العباسية مسرحه والوفاء طابعه، وفضلا العيش دون معاونة من أهلهما حيث كانا يدبران بقاعدة مشتركة في معركة الحياة تضع مرتبها على مرتبه ويعيشان.

وكانت الحياة هنية واللقمة راضية وليس له إلا البيت والعمل والنزهة معها كلما توارت الشمس في عربة صغيرة اقتصدا ثمنها ببطولة وانجبا ولدين "أحمد ومحمد".

وتمضي السنون وهو لا يجد ثغرة ينفذ منها إلى الأضواء فيما عدا برامج الأطفال التي يقوم فيها بدور مضحك الأطفال وهو يقول: "كان في واحدة ست عندها اتناشر بنت".

وفي هذه الفترة كانت السيدة عفت الوحيدة التي تشعر بموهبته وتقف بجواره وتقول إن فرصته آتية مهما طال به المدى وسوف يصبح نجم الفكاهة المشهور.

ولهذا كانت عفت واحته وهو في صحراء اليأس وراحته وهو في عذاب القنوط ودنياه بعد أن أهمله كل الذين يمكن أن يصنعوا له دنيا جديدة من البريق والشهرة، ولكن زواجهما استمر 15 عاما.

وكانت زوجته الثانية الفنانة شويكار طوب صقال التي رافقته في معظم أعماله الفنية وكانا ثنائيا كوميديا رائعا، حيث ظهر فؤاد وشويكار لأول مرة في مسرحية "السكرتير الفني"، وأثناء تقديم مسرحية "أنا وهو وهي" خرج فؤاد عن النص لأول مرة قائلا: "تتجوزيني يا بسكويتة" وتم الزواج عام 1963.

ولكن عام 1965 حدث خلافات بينهما وعاد إلى زوجته الأولى عفت وكان وسطاء الصلح بين فؤاد وشويكار في منتهى النشاط وبالفعل عاد مرة أخرى إلى شويكار تاركا في حياة عفت طعنة دامية وعلامة استفهام كبيرة.

وعندما افاقت عفت من الطعنة رفعت على فؤاد قضية نفقة، فغضب فؤاد وقال: لن ادفع النفقة وسأترك عفت زوجتي وأم أولادي لتدخلني السجن.

وسعوا وسطاء الخير للصلح بين عفت وفؤاد بالصلح والسلام، وذلك كما صدر في جريدة الأخبار في 21 يوليو 1965.
 
وفي عام 1983 حدث الطلاق بين فؤاد وشويكار بعد زواج دام 20 عامًا، إلا أن أعمالهم الفنية استمرت، واستمرت علاقة الصداقة لمدة 20 عامًا أخرى حتى وفاته.

وفؤاد المهندس من مواليد 6 سبتمبر 1924، نشأ بمدارس العزب التركية التي كانت لها فضلا كبيرا على تكوين شخصيته الصلبة.

عندما التحق بكلية التجارة انضم لفريق التمثيل بالجامعة وشاهد الفنان الراحل نجيب الريحاني وأعجب به في مسرحية "الدنيا على كف عفريت" فانضم لفرقته المسرحية لعله يحظى بأحد الأدوار إلا أنه لم يساعده كثيراً، وبعد وفاته انضم لفرقة ساعة لقلبك منذ تأسيسها في مطلع الخمسينيات، وكانت هذه بدايته مع التمثيل.

توفى يوم 16 سبتمبر عام 2006، عن عمر يناهز 82 عامًا، وقد رحل المهندس بعد رحيل رفيق عمره عبد المنعم مدبولي بشهر واحد فقط.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة