زغرودة مع رحيل آخر إسرائيلي من سيناء
زغرودة مع رحيل آخر إسرائيلي من سيناء


زغرودة مع رحيل آخر إسرائيلي من سيناء.. شهادات من أرض الفيروز

نسمة علاء

الأحد، 25 أبريل 2021 - 11:25 ص

مضى على تحرير سيناء 39 عامًا حيث استردت مصر أرض سيناء يوم 25 أبريل عام 1982 بعد انسحاب إسرائيلي كامل منها وفقا لمعاهدة كامب ديفيد، وتم استرداد أرض سيناء كاملة ما عدا مدينة "طابا" التي استردت بالتحكيم الدولي في 15 مارس 1989.

وبعد تحرير أرض سيناء كان الجميع رجالا ونساء وأطفالا تملأ الدموع عيونهم فرحة بعودتهم إلى حضن الأم الكبرى، الكلمات فوق شفاههم كانت تعبر بصدق عن تلك الفرحة بعد أن كانوا يعيشون في مأتم دائم، لم يفارقهم الأمل لحظة واحدة ونصر أكتوبر جاء ليفجر فيهم ذلك الأمل.

ووسط هذه المشاعر الجياشة عاشت جريدة "أخبار اليوم" يومين بعد رفع العلم المصري فوق رفح مباشرة وتم نشر تفاصيل اليومين في 1 مايو عام 1982، حيث التقت الجريدة برجال ونساء وأطفال الأرض العائدة الذين كانوا يتخاطفون الصحف المصرية ويلتهمون سطورها.

وتحدثوا عن سعادتهم وعن آمالهم ومطالبهم وماذا يريدون في المرحلة التي تلت تحرير سيناء، حيث أدركوا أنهم استمدوا صمودهم طوال فترة الاحتلال من صمود مصر على مر التاريخ.

وجاء الاحتفال الشعبي الكبير على امتداد الطريق من العريش حتى آخر حدود مصر عند رفح وهو ما يقرب من 45 كم حيث كانت الجماهير من بدو سيناء ترفع أعلام مصر ولافتات الترحيب والتهنئة.

اقرأ أيضا| السيسي: لكم الحق أبناء مصر في أن تفخروا بأنفسكم وبوطنكم

وفي مدينة الشيخ زويد الرجال والنساء يتبادلون التهاني والعناق ووسط مظاهر البهجة يقول الشيخ "حسين سلمان أبو عكر" أنه يشعر بسعادة بالغة وهو يشاهد الإدارة المصرية تأخذ موقعها لتتعامل وجها لوجه مع أبناء بلدهم العائد والحمد لله أن هذا اليوم قد جاء وهو على قيد الحياة، فما أجمل من أن يرفع علم مصر على أرض مصر.

ويضيف نريد مدارس لتعليم أولادنا ورصف الطرق ونريد توصيل المياه لأراضينا وكذلك الكهرباء فقد قامت قوات الاحتلال بقطع المياه والكهرباء فور الانسحاب، وبعد ذلك نحن مسئولون عن البناء وإصلاح الأراضي واستزراعها.

ويقول الشيخ "محمد غنيم عطوان" من عشيرة "أبو شريف": الفرحة بالسلام وبعودة علم مصر إلى الارتفاع بعد 15 سنة لا تعادلها فرحة، لقد كنا في منتهى التعب ولا نستطيع المشي في شوارعنا إلا ساعات قليلة، واليوم وقد عدنا لمصر وعادت إلينا ندعو من الله أن تكون هذه هي آخر غربة تحدث لنا.

وفتاة كانت تقف وتزغرد اسمها "فتحية" تبلغ من العمر (27 عاما) وتحدثت عن شعورها في خجل شديد وقالت: أنا عشت شبابي كله أثناء الاحتلال وكنت خائفة أن أتزوج وبلدي الصغير ما زال تحت الاحتلال ولكن الحمد لله أفراحنا من اليوم سيصبح لها طعم أخر.. طعم جميل.

وثلاث فتيات شقيقات هن "فاطمة وفريال ونوال" يقفن سويًا والكلمات تخرج منهن سريعة وكل واحدة تريد أن تسبق الأخرى في الكلام وقلن: كانت أيامنا كلها مآتم وأفراحنا تقام في صمت تام حتى عندما كنا نحتفل بزفاف أي فتاة كنا نشعر بالحزن في أن هذا يحدث وأرضنا محتلة، والآن نريد أن نحتفل بكل عروس زفت أثناء الاحتلال مرة أخرى لنرفع أعلام مصر ونتزوج تحت ظلالها.

و"صالح عوده" عمره 10 سنوات طالب في مدرسة "الجورة الابتدائية" قال: أنا سعيد جدا بعودة أرضنا إلينا وأريد أن أزور مصر كلها وأشاهد كل قطعة منها، وأريد أن أواصل تعليمي وأصبح ضابطا في الجيش لأدافع عن أرضي إذا تهددت مرة أخرى.

وبجوار مستوطنة "ياميت" التي تحولت إلى أنقاض وقف بعض شباب البدو وفي عيونهم كانت تلمع الفرحة وقالوا: لقد أمضينا الخمسة عشر عاما الماضية كلها في أرضنا ولم نغادر بالرغم من كل المحاولات التي قامت بها قوات الاحتلال لإجلائنا عن أرضنا.

فقد أتعبونا كثيرا وخلعوا مزروعاتنا ليبنوا المستعمرات، كنا نعيش في سجن كبير وكان حظر التجول مفروضا علينا أغلب الوقت، ولكن الأمل لم يفارقنا على الإطلاق وخاصة بعد انتصار أكتوبر العظيم.

وعن مطالبهم قالوا: تريد إنشاء وحدة صحية ونادي للشباب وجمعية تعاونية لتصدير الخضروات والفواكه ونعطي إنتاجنا لبلدنا والفائض نصدره إلى الخارج فأرضنا غنية بأجود أنواع الخضر والفاكهة، وسنعيد زراعة وبناء كل الأراضي والمباني التي تهدمت.

وفي رفح سيناء كان اللقاء مع ثلاثة أخوة لهم شقيقان شهيدان، حيث قال الأخ الأكبر: لم أغادر رفح طوال الخمسة عشر عامًا الماضية وقد فقد خلالها شفيقين لي قدما ارواحمها فداء لمصر ومع ذلك لم انسى واجبي نحو بلدي وواصلت الجهاد واعتقلت أكثر من مرة لمدة 3 سنوات.

ويقول المهندس "إبراهيم": أنه اعتقل لمدة سنتين ونصف وحصل على الشهادة الثانوية في المعتقل وخرج بعد نصر أكتوبر في عملية تبادل الأسرى وكان جهادي ينصب على أمل أن التحرير قادم والأرض عائدة.

ووجه الشيخ "غانم" دعوة لكل أبناء الشهداء والمقاتلين الذين أراقوا دماءهم من أجل سيناء لزيارة بلدهم ليروا بأعينهم قيمة الأرض التي ضحى آباءهم من أجلها.

وهكذا ظل الناس يتبادلون التهاني في الشوارع، وعادت الحياة الطبيعية إلى الأرض وارتفع علم مصر فوق كل أرض مصر، وأخيرا اختفت مظاهر الاحتلال وحظر التجول وامتلأت الشوارع والمقاهي وعاد صخب الحياة، وأول شيء قاموا به أهالي سيناء بعد الانسحاب الإسرائيلي هو زيارة القاهرة حيث ارادوا أن يزوروا كل شبر في مصر كانوا غائبين عنه.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

زغرودة مع رحيل آخر إسرائيلي من سيناء.. شهادات من أرض الفيروز

زغرودة مع رحيل آخر إسرائيلي من سيناء.. شهادات من أرض الفيروز

زغرودة مع رحيل آخر إسرائيلي من سيناء.. شهادات من أرض الفيروز

زغرودة مع رحيل آخر إسرائيلي من سيناء.. شهادات من أرض الفيروز

زغرودة مع رحيل آخر إسرائيلي من سيناء.. شهادات من أرض الفيروز

زغرودة مع رحيل آخر إسرائيلي من سيناء.. شهادات من أرض الفيروز

زغرودة مع رحيل آخر إسرائيلي من سيناء.. شهادات من أرض الفيروز

زغرودة مع رحيل آخر إسرائيلي من سيناء.. شهادات من أرض الفيروز

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة