كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

كرم جبر يكتب.. أبطال لا يهابون الموت

كرم جبر

الإثنين، 26 أبريل 2021 - 06:25 م

الجيش الذى دمر خط بارليف فى ست ساعات، وقضى على أسطورة التفوق العسكرى الإسرائيلى، وحطم التحصينات المنيعة وخزانات النابالم والدشم والمدافع والدبابات والمجنزرات والطائرات، لم تستعص عليه أبداً عصابات شاردة، تسكن الشقوق وتخرج منها كالفئران، ثم تفر مذعورة هائمة على وجهها فى الصحراء، لا تقوى على المواجهة المباشرة وكانت تتسلل كلصوص نصف الليل، لتقوم بعمليات طائشة، تزيد إصرار وعزيمة الرجال، على تخليص سيناء من هذا الوباء.

والعلم المصرى الذى يرتفع خفاقا فى ربوع سيناء سيظل مرفوعاً فى السماء، شاهداً حياً على عزة وطن وكبرياء شعب، عاهد الله أن يظل كل شبر من أرضه فى أحضانه، يذود عنه بأعلى التضحيات وخاب من ظن أى عصابة من الإرهابيين، تفكر أن يكون لها موطئ قدم فى أرض البطولة والتضحيات.

حاولت إسرائيل بعد نكسة 1967 بموضع قدم ولكنها أفاقت على أبطال انشقت عنهم الأرض، ويرفعون فوق سيناء الغالية أعلام مصر فى حرب أكتوبر المجيدة، وأيقظت رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير وزير الخارجية الأمريكى هنرى كيسنجر، وتقول مذعورة ∀اخشى أن تضيع سيناء∀ فرد عليها: ∀بل أخشى أن تضيع إسرائيل∪

وتحطمت أساطير الاحتلال على الرمال، وتهاوى خط بارليف الذى كتبوا فيه ملاحم الصلابة، تحت خراطيم المياه الهائلة، فى ابتكار عسكرى غير مسبوق، صار درساً فى الاستراتيجيات العسكرية الدولية، وأعقبه دروس أخرى فى سد خزانات النابالم، التى تصوروا أنها يمكن أن تحيل قناة السويس إلى جهنم، وتمنع عبور القناة، وتحولت الدبابات الإسرائيلية إلى حطام، على أيدى أبطال عظام، يحملون فوق أكتافهم الصواريخ المضادة للدبابات.. وابتدع المصريون أسلحة مصرية، قضت على أسطورة التفوق العسكرى الإسرائيلى.

ولم يكن سلام الشرفاء منحة أو هبة، بل الثمرة الكبرى لتضحيات الأبطال، وصمود شعب وراء جيشه، فى إرادة حديدية أن تبقى سيناء مقبرة للغزاة، ولم تذعن إسرائيل للسلام من أجل السلام، ولكن حين أدركت أن فاتورة الحرب لن تقدر على تحملها.

رفضت مصر بقاء أى إسرائيلى فى سيناء تحت أى ذريعة، واضطرت إسرائيل أن تتصدى لمتطرفيها من الحاخامات، الذين هددوا بالانتحار للبقاء فى المستعمرات ولم يكن أمام رئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجين إلا أن ينقذ السلام، ويمنع عن بلاده العودة إلى أجواء الحرب، وانسحب آخر جندى اسرائيلى إلى غير رجعة.

لو فكرت شراذم العصابات الإرهابية نصف دقيقة، لتأكدت أن مصيرها لن يكون أفضل من حطام ياميت، وأنهم لن يخرجوا من تلك الأرض سالمين، وسيدفنون بأحلامهم تحت الرمال، لأن مصر التى لم تنم يوماً، حتى استعادت سيناء، لن يهدأ لها بال إذا بقى فى سيناء إرهابى واحد، وإلا إذا طهرت كل شبر فيها من دنس الإرهاب.

سيناء كانت وستظل مصرية، ومن يفكر فى غير ذلك لا يعرف عقيدة جيش، وضع نصب عينيه هدفاً ثابتاً: أرض مصر وسلامة شعبها.

تحية لشهدائنا الأبرار وعرفاناً بكل من ضحى بحياته، أو قدم نقطة دم دفاعاً عن الحياة.. تحية لزعماء مصر، أبناء المؤسسة المصرية العظيمة، والذين تجرى فى عروقهم دماء الوطنية والكرامة والكبرياء.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة